اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[خطاب الله تعالى أو كلام الله تعالى أنبيائه في حالة النوم أو اليقظة]
فاعلم أيضا أن النبوة خطاب الله تعالى أو كلام الله تعالى كيفما شئت قلت لمن شاء من عباده في هاتين الحالتين من يقظة ومنام وهذا الخطاب الإلهي المسمى نبوة على ثلاثة أنواع نوع يسمى وحيا ونوع يسمعه كلامه من وَراءِ حِجابٍ ونوع بوساطة رسول فيوحي ذلك الرسول من ملك أو بشر بإذن الله ما يشاء لمن أرسله إليه وهو كلام الله إذ كان هذا الرسول إنما يترجم عن الله كما قال تعالى وما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ الله إِلَّا وَحْياً أَوْ من وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فالوحي منه ما يلقيه إلى قلوب عباده من غير واسطة فأسمعهم في قلوبهم حديثا لا يكيف سماعه ولا يأخذه حد ولا يصوره خيال ومع هذا يعقله ولا يدري كيف جاء ولا من أين جاء ولا ما سببه وقد يكلمه من وراء حجاب صورة ما يكلمه به وقد يكون الحجاب بشريته وقد يكون الحجاب كما كلم موسى من الشَّجَرَةِ ... من جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ له لأنه لو كلمه من الأيسر الذي هو جهة قلبه ربما التبس عليه بكلام نفسه فجاءه الكلام من الجانب الذي لم تجر العادة أن تكلمه نفسه منه وقد يكلمه بوساطة رسول من ملك كقوله نَزَلَ به الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ يعني بالقرآن


