اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة مقام الغنى وأسراره


وكل طلب فيوذن بمناسبة فإن الحاصل لا يبتغى فلا يكون الطلب إلا في شيء ليس عند الطالب في حال الطلب ولهذا لا يتعلق إلا بالعدم الذي هو عين المعدوم وقد يكون ذلك المطلوب في عين موجودة ولا عين موجودة ما في الكون إلا طالب فما في الكون إلا فقير لما طلب ويتميز الفقر عن سائر الصفات بأمر لا يكون لغيره وهو أنه صفة للمعدوم والموجود وكل صفة وجودية من شرطها أن تقوم بالموجود أ لا ترى الممكن في حال عدمه يفتقر إلى المرجح فإذا وجد افتقر أيضا إلى استمرار الوجود له وحفظه عليه فلا يزال فقيرا ذا فقر في حال وجوده وفي حال عدمه فهو أعم المقامات حكما فالذي يكتسب من هذه الصفة إضافة خاصة وهي الفقر إلى الله لا إلى غيره وبه يثنى عليه وهو الذي يسعده ويقربه إلى الله ويشركه في هذه الإضافة كل وصف جبل عليه الإنسان مثل البخل والحرص والشرة والحسد وغير ذلك تشرف وتعلو بالإضافة والمصرف وتتضع وتسفل بالإضافة والمصرف لا فقر أعظم من فقر الملوك لأنه مفتقر إلى مشاغلي وإلى كل ما يصح له به الملك وهو فقير إلى ملكه الذي يبقى عليه اسم الملك قيل للسلطان صلاح الدين يوسف ابن أيوب رحمه الله سنة إحدى وثمانين وخمسمائة لما ذكر أبو القمح الم