اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله]


قال الله تعالى يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله والله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ يعني بأسمائه كما نحن فقراء إلى أسمائه ولذلك أتى بالاسم الجامع للأسماء الإلهية حقيقة سره لَقَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ الله فَقِيرٌ ونَحْنُ أَغْنِياءُ فلو اتصفوا اتصفوا بحقيقة سَنَكْتُبُ ما قالُوا سببه وأَقْرِضُوا الله نزاهته قَرْضاً حَسَناً بيانه ودليله الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه جزاؤه وما يَفْعَلُوا من خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وباب الفقر ليس فيه ازدحام لاتساعه وعموم حكمه والفقر صفة مهجورة وما يخلو عنها أحد وهي في كل فقير بحسب ما تعطيه حقيقته وهي ألذ ما ينالها العارف فإنها تدخله على الحق ويقبله الحق لأنه دعاه بها والدعاء طلب وتقرب منها أختها وهي الذلة قال أبو يزيد قال لي الحق تقرب إلي بما ليس لي الذلة والافتقار فذله وحجبه فهاتان صفتان في اللسان نعتان للممكنات ليس لواجب الوجود منهما نعت في اللسان تعالى الله حجاب مسدل وباب مقفل مفتاحه معلق عليه يراه البصير ولا يحس به الأعمى قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ