اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[مدرسة الوجود الجامعية ربها المعيدون فيها المذنبون فيها المذنبون أصناف عاومها الكلية الأربعة]


وسيرد إن شاء الله في منزل الإنعام والآلاء من هذا الكتاب ما أشرنا إليه في هذا الكلام فإنا جعلنا فيه أن الوجود مدرسة وأن الحق سبحانه هو رب هذه المدرسة وملقي الدروس فيها على المتعلمين وهم العالم والرسل هم المعيدون والورثة هم المذنبون وهم معيدو المعيدين والعلوم التي يلقيها للمتعلمين في هذه المدرسة وإن كثرت فهي ترجع إلى أربعة أصناف صنف يلقى عليهم دروس موازين الكلام في الألفاظ والمعاني ليميزوا بها الصحيح من السقيم وإن كان الكل صحيحا عند العلماء بالله وإنما يسمى سقيما بالنظر إلى ضده أو غرض ما معين والعلم الثاني هو العلم بتنقيح الأذهان وتدريب الأفكار وتهذيب العقول لأن رب المدرسة إنما يريد أن يعرفهم بنفسه وهو الغاية المطلوبة التي لأجلها وضع هذه المدرسة وجمع هؤلاء الفقهاء فاستدرجهم للعلم به شيئا بعد شيء وبعضهم تجلى لهم ابتداء فعرفوه لصحة مزاجهم كالملائكة والأجسام المعدنية والنباتية والحيوانية وما احتجب إلا عن الثقلين ففيهما وضع هذه العلوم ليتدربوا بها للعلم به وهو لا يزال خلف حجاب المعيدين والعقول ستر مسدل وباب مقفل ودروس يلقيها أيضا ليعلمهم بذلك ما سبب وجود هذه الهياكل واختلافات أمزجتها وب