اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا]
والصنف الرابع هم الذين قال الله فيهم والَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا الذين قلنا لهم فيها ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ يعني السبيل التي لكم فيها السعادة وإلا فالسبل كلها إليه لأن الله منتهى كل سبيل ف إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ولكن ما كل من رجع إليه سعد فسبيل السعادة هي المشروعة لا غير وإنما جميع السبل فغايتها كلها إلى الله أولا ثم يتولاها الرحمن آخر أو يبقى حكم الرحمن فيها إلى الأبد الذي لا نهاية لبقائه وهذه مسألة عجيبة المكاشف لها قليل والمؤمن بها أقل ولما كان سبب الجهاد أفعالا تصدر من الذين أمرنا بقتالهم وجهادهم وتلك الأفعال أفعال الله فما جاهدنا إلا فيه لا في العدو وإذ لم يكن عدوا إلا بها فإذا جاهدنا فيه وتبين لنا بقوله إذا جاهدنا فيه إن يهدينا سبله أي يبين لنا سبلها فندخلها فلا نرى إذا جاهدنا غيرا فاستغفرنا الله مما وقع منا وكان من السبل مشاهدة ما وقع منا إنه الموقع لا نحن فاستغفرنا الله أي طلبنا منه أن لا نكون محلا لظهور عمل قد وصف نفسه بالكراهة فيه فقد ثبت أنه ما في الوجود إلا الله فما جاهد فيه سواه ولو لا ما هدانا


