اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الحكيم يقضى بحكم الموطن]


فإذا حشروا إليه وهم أمته وهو بهذه المثابة من الرحمة التي فطر عليها والرحمة التي بعث بها فيرحم منهم من يقتضي ذلك الموطن أن يرحم فإنه حكيم والذي لا يقتضي ذلك الموطن أن يرحمه يقول فيه سحقا سحقا أدبا مع الله حتى يتجلى الحق في صفة غير تلك الصفة مما يقتضي الإسعاف في الجميع فعند ذلك تظهر بركته ورحمته صلى الله عليه وسلم فيمن بعث إليهم بما يرحمهم الله به وينقلهم من النار إلى الجنان ومن حال الشقاء إلى حال السعادة وإن كانوا مخلدين في النار فإن الحكم يقضي بحكم الموطن كرجل مقرب عند مليك رأى الملك في حال غضب على عبد من عبيده فلا ينبغي له في الأدب أن يشفع فيه في تلك الحال ولكن ينبغي له أن يقول أزيلوه من بين يدي الملك واجعلوه في الحبس وقيدوه فإنه لا يصلح لشيء من الخير هذا العبد الآبق الكافر نعمة سيده كل ذلك بمرأى من سيده فإذا تجلى ذلك السيد في حال بسط ورضي وزال ذلك العبد إلى السجن والقيد وبعد عن الرحمة وإن كان في رحمة حينئذ يليق بهذا المقرب أن يقول للسيد يا مولانا فلأن على كل حال هو عبدك وما له راحم سواك وإلى من يلجأ إن طردته ومن يوسع عليه إن ضيقت عليه وهو محسوب عليك وفي هذا من العار بالحضرة أن ي