اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[ذكر الله في الصلاة أكبر أعمالها وأكبر أحوالها]


اعلم أن الله ما قال هذا الذكر ووصفه بهذه الصفة من الكبرياء إلا في قوله تعالى إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ والْمُنْكَرِ أبناء عن حقيقة لأجل ما فيها من الإحرام وهو المنع من التصرف في شيء مما يغاير كون فاعله مصليا فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر ولا تنهى عن غيرها من الطاعات فيها مما لا يخرجك فعله عن أن تكون مصليا شرعا فيكون قوله ولَذِكْرُ الله فيها أكبر أعمالها وأكبر أحوالها إذ الصلاة تشتمل على أقوال وأفعال فتحريك اللسان بالذكر من المصلي من جملة أفعال الصلاة والقول المسموع من هذا التحريك هو من أقوال الصلاة وليس في أقوالها شيء يخرج عن ذكر الله في حال قيام وركوع ورفع وخفض إلا ما يقع به التلفظ من ذكر نفسك بحرف ضمير أو ذكر صفة تسأله أن يعطيكها مثل اهدني وارزقني ولكن هو ذكر شرعا لله فإن الله سمي القرآن ذكرا وفيه أسماء الشياطين والمغضوب عليهم والمتلفظ به يسمى ذكر الله فإنه كلام الله فذكرتهم بذكر الله وهذا مما يؤيد قول من قال ليس في الوجود إلا الله فالأذكار أذكار الله
