اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى التوبة
الجزاء الذي هذه صفته فتكون تلك جزاء هؤلاء وهذا من باب ما طلبه الله من عباده فقال فَاذْكُرُونِي واعْبُدُونِي وأَطِيعُونِ واشْكُرُوا لِي ولا تَكْفُرُونِ وهذا كله جزاء من العبد في مقابلة ما أنعم الله عليه به من الوجود خاصة فكيف إذا انضاف إلى ذلك ما خلق من أجله من النعم المعنوية والحسية قال تعالى وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فعلل فيعبدوه لكونه أنعم عليهم بالإيجاد لكمال مرتبة العلم والوجود من حيث من ذكر من الأجناس فاعلم ذلك لا لكمال مرتبة الوجود والمعرفة من غير هذا التقييد فإن ذلك يكفي فيه خلق محدث واحد وإيجاد العلم المحدث فيه المتعلق بالله والكون ولكن لما كانت الأجناس منحصرة عند الله وأوجدها كلها وبقي هذان الجنسان أوقع الإخبار عنهما بما ذكر فشرحناه بما يعطيه الحال المقصودة لخالقهما تعالى بهما انتهى الجزء الثامن والثمانون


