اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الإزار يتخذ لثلاثة أمور]
واعلم أن الإزار يتخذ لثلاثة أمور الواحد للتجمل والثاني للوقاية والثالث للستر والمقصود في هذا الخبر من الثلاثة الوقاية خاصة لأجل قوله العزة فإن العزة تطلب هنا الامتناع من الوصول إليه لأن الإزار بقي موضع الغيرة أن تطلع إليه الأبصار ولما كانت العزة منيعة الحمى أن يتصف بها على الحقيقة خلق من المخلوقات أو مبدع من المبدعات لاستصحاب الذلة للمخلوقات والمبدعات وهي تناقض العزة فلما اتزر الحق بالعزة منع العقول أن تدرك قبول الأعيان للإيجاد الذي اتصفت به وتميزت لأعيانها فلا يعلم ما سوى الله صورة إيجاده ولا قبوله ولا كيف صار مظهرا للحق ولا كيف وصفه بالوجود فقيل فيه موجود وقد كان يقال فيه معدوم
فقال الحق العزة إزاري
أي هي حجاب علي ما من شأن النفوس أن تتشوف إلى تحصيله ولهذا
قال من نازعني واحدا منهما قصمته
فأخبر أنه ينازع في مثل هذه الصفات التي لا تنبغي إلا له مثل العزة والعظمة والكبرياء والعزة القهر الذي نجده عن إدراك السر الذي به ظهور العالم


