اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الإنسان من حيث مجموعه جاهل بالله حتى يتعلم ومن حيث تفضيله عالم به]


فإن كل ما سوى مجموع الإنسان مفطور على العلم بالله إلا مجموع الإنسان والجان فإنه من حيث تفصيله مفطور على العلم بالله كسائر ما سواهما من المخلوقات من ملك ونبات وحيوان وجماد فما من شيء فيه من شعر وجلد ولحم وعصب ودم وروح ونفس وظفر وناب إلا وهو عالم بالله تعالى بالفطرة بالوحي الذي تجلى له فيه وهو من حيث مجموعيته وما لجمعيته من الحكم جاهل بالله حتى ينظر ويفكر ويرجع إلى نفسه فيعلم أن له صانعا صنعه وخالقا خلقه فلو أسمعه الله نطق جلده أو يده أو لسانه أو رجله لسمعه ناطقا بمعرفته بربه مسبحا لجلاله ومقدسا يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وأَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ وقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا فالإنسان من حيث تفصيله عالم بالله ومن حيث جملته جاهل بالله حتى يتعلم أي يعلم بما في تفصيله فهو العالم الجاهل فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ من قُرَّةِ أَعْيُنٍ فالإنسان من حيث تفصيله صاحب وحي ومن حيث جملته لا يكون في كل وقت صاحب وحي