اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الأولياء المشفقون]


ومن الأولياء أيضا المشفقون من رجال ونساء رضي الله عنهم تولاهم الله بالإشفاق من خشية ربهم قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ هُمْ من خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ يقال أشفقت منه فإنا مشفق إذ حذرته قال تعالى من عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ أي حذرون من عذاب ربهم غير آمنين يعني وقوعه بهم ولا يقال أشفقت منه إلا في الحذر ويقال أشفقت عليه إشفاقا من الشفقة والأصل واحد أي حذرت عليه فالمشفقون من الأولياء من خاف على نفسه من التبديل والتحويل فإن أمنه الله بالبشرى مع إشفاقه على خلق الله مثل إشفاق المرسلين على أممهم ومن بشر من المؤمنين وهم قوم ذوو كبد رطبة لهم حنان وعطف إذا أبصروا مخالفة الأمر الإلهي من أحد ارتعدت فرائصهم إشفاقا عليه إن ينزل به أمر من السماء ومن كان بهذه المثابة فالغالب على أمره إنه محفوظ في أفعاله فلا يتصور منه مخالفة لما تحقق به من صفة الإشفاق فلما كانت ثمرة الإشفاق الاستقامة على طاعة الله أثنى الله عليهم بأنهم مشفقون للتغيير الذي يقوم بنفوسهم عند رؤية الموجب لذلك مأخوذ من الشفق الذي هو حمرة بقية ضوء الشمس إذا غربت أو إذا أرادت الطلوع
