اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى التوبة


فهم علماء أهل تقوى طرأ عليهم خاطر حسن أصله شيطاني فوجدوا له ذوقا خاصا لا يجدونه إلا إذا كان من الشيطان فيذكرهم ذلك الذوق بأن ذلك الخاطر من الشيطان فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ أي مشاهدون له بالذوق فإن اقتضى العلم أخذه وقلب عينه ليحزن بذلك الشيطان أخذه ولم يلتفت منه وكان من المبصرين فعلم كيف يأخذ ما يجب أخذه من ذلك ففرق بينه وبين ما يجب تركه كما
قال عيسى عليه السلام لما قال له إبليس حين تصور له على أنه لا يعرفه فقال له يا روح الله قل لا إله إلا الله رجاء منه أن يقول ذلك لقوله فيكون قد أطاعه بوجه ما وذلك هو الايمان فقال له عيسى عليه السلام أقولها لا لقولك لا إله إلا الله
فجمع بين القول ومخالفة غرض الشيطان لا امتثالا لأمر الشيطان فمن عرف كيف يأخذ الأشياء لا يبالي على يدي من جاء الله بها إليه وإن اقتضى العلم رد ذلك في وجهه رده فهذا معنى قوله تَذَكَّرُوا ولا يكون التذكر إلا لمعلوم قد نسي فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ أي رجع إليهم نظرهم الذي غاب عنهم رجع بالتذكر
