اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[نسبة الأعمال إلى العمال وفناؤهم عن رؤيتها]
وربما يدخل في هذا من يقول بالتراخي مع الاستطاعة والأولى بكل وجه المبادرة عند الاستطاعة وارتفاع الموانع فجعل قوله تعالى يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ ورِضْوانٍ في مقابلة هذه البشرى بالإجابة جزاء وقال لَهُمُ الْبُشْرى في الْحَياةِ الدُّنْيا وفي الْآخِرَةِ جزاء أيضا مؤكدا لبشراهم بإجابة داعي الحق بالعبادات فقالوا لبيك أي إجابة لك لما دعوتنا إليه وخلقتنا له فلم يرجع داعي الحق خائبا ثم حققوا الإجابة بما فعلوه مما كلفوه على حد ما كلفوه من نسبة الأعمال إليهم وفنائهم عن رؤيتها منهم برؤية مجريها على أيديهم ومنشئها فيهم فهم عمال لأعمال كذا هو الأمر في الحقيقة اطلع العباد على ذلك أو لم طلعوا فشرف العالم بالاطلاع على من لم يطلع وفضل عليه يَرْفَعِ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ والَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ والله بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ والله يَهْدِي من يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ


