اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[لا يتصور أن يدعو أحد الله من حيث حقيقة هذا الاسم]
فإن قيل لا يصح أن يكون حقيقة هذا الاسم الجامع وإنما يأتي والداعي به اسم خاص يخصصه حال المدعو ويعين الاسم الخاص به كالجائع يقول يا الله أطعمني فالله الذي دعا يعم المعطي والمانع فتتعذر الإجابة إذا قصد الداعي ما يدل عليه هذا الاسم وما قصد الداعي إلا المطعم المعطي الرزاق ما قصد المانع فإن أطعمه الله فما أجابه إلا المطعم كذلك قوله ولِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ليس المقصود بهذا الاسم عين ما يدل عليه فإن من مدلولاته أسماء إلهية تمنع من إجابة المكلف وأسماء تعطي إجابة المكلف فما دعاه من هذا الاسم إلا الاسم الذي يطلب إجابة المكلف المدعو ولهذا يعصي من لم يجب الدعاء بقرائن الأحوال ولو كان من حيث الاسم الله ما عصى ولا أطاع وتقابلت الأمور فلهذا لا يتصور أن يدعو أحد الله من حيث حقيقة هذا الاسم ولا يدعو هذا الاسم الله أحدا من حيث حقيقته وإنما يدعو ويدعى منه من حيث اسم خاص يتضمنه يعرف بالحال


