اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[النسب الإلهية لا ينكرها إلا من ليس بمؤمن خالص]
والنسب الإلهية لا ينكرها إلا من ليس بمؤمن خالص فإن الله يقول وأَقْرِضُوا الله قَرْضاً ويقول جعت فلم تطعمني وظمئت فلم تسقني
وبين ذلك كله فلم يمتنع جل وتعالى عن نسبة هذه الأشياء إليه تنبيها منه لنا إنه هو الظاهر في المظاهر بحسب استعداداتها واليد العليا هي المنفقة فهي خير بكل وجه من اليد السفلي التي هي الآخذة فالمعطي بحق والآخذ بحق ليسا على السواء في المرتبة ولا في الاسم ولا في الحال فما من شيء إلا وله وجه ونسبة إلى الحق ووجه ونسبة إلى الخلق ولهذا جعله إنفاقا فقال وأَنْفِقُوا من ما رَزَقْناكُمْ ومِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ فراعى عز وجل في هذا الخطاب أكابر العلماء لأنهم الذين لهم العطاء من حيث ما هو إنفاق لعلمهم بالنسبتين لأنه من النفق وهو جحر اليربوع ويسمى النافقاء له بابان إذا طلب من باب ليصاد خرج من الباب الآخر كالكلام المحتمل إذا قيدت صاحبه بوجه أمكن أن يقول لك إنما أردت الوجه الآخر من محتملات اللفظ


