اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(وصل الاعتبار في ذلك)


الإمام على الحقيقة من نواصي الخلق بيده فلا يخلو المصلي المأموم أن يرى الإمام نائبا عن الحق كما جعله صلى الله عليه وسلم أو يراه مأموما مثله فإن رآه إماما فله الائتمام به على أي حال كان وإن رآه مأموما مثله جعل الحق إمامه وصلى قاعدا لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك فإن هذا هو إمامه شرعا ومن جعل الحق في قبلته وواجهه غاب عنه إمامه بلا شك وقد اختلفت حالة الإمام بالمرض من حال المأموم والمأموم إذا كان مريضا صلى خلف القائم للعذر وقد مضى اعتبار النية في الإمام والمأموم وقد أمر الإمام أن يقتدي بصلاة المريض في التخفيف به ولا يشق عليه وكل واحد منهما قد أمر بالاقتداء بالآخر وعين الشارع فيما ذا فلا ينبغي العدول عما عينه الشارع من ذلك لمن أراد اتباع السنة والوقوف عند حكم الله ورسوله وإذا كان الإمام على الحقيقة هو الله وهو سبحانه لا يغفل عن حالات عبده في حركاته وسكناته ولا يشغله عن مراقبته شيء فإنه قال عن نفسه وكانَ الله عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً فينبغي للمأموم الذي هو العبد أن يقتدي به في المراقبة والحضور فلا يغفل عن سيده في صلاته ولا يشغله شيء عن مراقبته في صلاته حتى يصح له أن يكون مؤتما به