اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى أسرار الزكاة


أثنى على عبدي أي خلع على حلل الثناء والحق سبحانه على الحقيقة المثنى على نفسه بلسان عبده كما أخبرنا أنه قال على لسان عبده سمع الله لمن حمده فانظر ما أشرف مرتبة المصلي كيف وصفه الحق بأنه يخلع حلل الثناء على سيده وأين المصلي الذي تكون هذه حالته هيهات بل الناس استنابوا ألسنتهم لسوء أدبهم وعدم علمهم بمن دعاهم وبما دعوا له من طلب الثناء فلم يجيبوا إلا بظواهرهم وراحوا بقلوبهم إلى أغراضهم فهم المصلون الساهون في صلاتهم لا عن صلاتهم للحالة الظاهرة من الإجابة لندائه ولكونهم أقاموا ظواهرهم نوابا عنهم بين يدي القبلة عن أمر الله فلما دعاهم الحق إلى هذا المقام وجاء العالم بالله وكبر تكبيرة الإحرام كما ذكرناه ولم ير نفسه أهلا لمناجاة ربه إلا بعد تجديد طهارة لقوله وثِيابَكَ فَطَهِّرْ والثوب في الاعتبار القلب قال العربي
فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
وقيل في تفسير قوله وثِيابَكَ فَطَهِّرْ إنه أمر بتقصير ثيابه
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هذا المعنى
تقصيرك الثوب حقا *** أنقى وأبقى واتقى
