اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أقوال الفقهاء في المواضع التي تجوز الصلاة فيها]


فمن الناس من ذهب إلى إجازة الصلاة في كل موضع لا تكون فيه نجاسة ومنهم من استثنى من ذلك سبعة مواضع المزبلة والمجزرة والمقبرة وقارعة الطريق والحمام ومعاطن الإبل وفوق ظهر الكعبة ومنهم من استثنى من ذلك المقبرة والحمام ومنهم من استثنى المقبرة فقط ومنهم من كره الصلاة في هذه المواضع المنهي عنها وإن لم يبطلها
اعتبار النفس في ذلك
قوله تعالى وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ والمصلي يناجي ربه وقوله الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ وقول عائشة رضي الله عنها في رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما علمت من أحواله إنه كان صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه
وليس للأماكن أثر في حجاب القلب عن ربه إلا لأصحاب الأحوال وإنما الأثر في ذلك للغفلة أو للجهل في العموم أو للحال في أصحاب الأحوال وأما ذكر هذه الأماكن المنهي عنها فإنها كلها تناقض الطهارة وقد تقدم الكلام في الطهارة من النجس واعتباره وما بقي من هذه السبعة إلا الصلاة فوق ظهر البيت وذلك أنك مأمور بالاستقبال إليه في الصلاة وأنت في هذه الحالة لا فيه ولا مستقبله فلم تصل الصلاة المشروعة فإن شطر المسجد الحرام لا يواجهك