اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أفعال العباد وإضافتها إلى الله وإليهم]
فهو ردم ملآن بضعفه وفقره مع شهوده أصله علما وحالا وكشفا وعلمه بأصله ومقام خلافته من وجه آخر لو كان حالا له لأدعى الألوهة فإن الأمر الخارج في النفخ من النافخ له من حكمه بقدر ذلك فلو ادعاه ما ادعى محالا وبذلك القدر الذي فيه من القوة الإلهية التي أظهرها النفخ توجه عليه التكليف فإنه عين المكلف وأضيفت الأفعال إليه وقيل له قل وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ولا حول ولا قوة إلا بالله فإنه أصلك الذي إليه ترجع فصدقت المعتزلة في إضافة الأفعال إلى العباد من وجه بدليل شرعي وصدق المخالف في إضافة الأفعال كلها إلى الله تعالى من وجه بدليل شرعي أيضا وعقلي وقالت بالكسب في أفعال العباد للعباد بقوله تعالى لَها ما كَسَبَتْ وقال في المصورين على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أين من ذهب يخلق كخلقي
فأضاف الخلق إلى العباد وقال في عيسى عليه السلام وإِذْ تَخْلُقُ من الطِّينِ فنسب الخلق إليه عليه السلام وهو إيجاده صورة الطائر في الطين ثم أمره أن ينفخ فيه فقامت تلك الصورة التي صورها عيسى عليه السلام طائرا حيا وقوله بِإِذْنِ الله يعني الأمر الذي أمره الله به من خلقه صورة الطائر والنفخ وإبراء الأكمه والأبرص وإحيائه


