اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[العالم أكرى الشكل ولهذا حن الإنسان في نهايته إلى بدايته]


اعلم أن العالم لما كان أكرى الشكل لهذا حن الإنسان في نهايته إلى بدايته فكان خروجنا من العدم إلى الوجود به سبحانه وإليه نرجع كما قال عز وجل وإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ وقال واتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله وقال وإِلَيْهِ الْمَصِيرُ وإِلَى الله عاقِبَةُ الْأُمُورِ أ لا تراك إذا بدأت وضع دائرة فإنك عند ما تبتدئ بها لا تزال تديرها إلى أن تنتهي إلى أولها وحينئذ تكون دائرة ولو لم يكن الأمر كذلك لكنا إذا خرجنا من عنده خطا مستقيما لم نرجع إليه ولم يكن يصدق قوله وهو الصادق وإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وكل أمر وكل موجود فهو دائرة يعود إلى ما كان منه بدؤه وأن الله تعالى قد عين لكل موجود مرتبته في علمه فمن الموجودات من خلقت في مراتبها ووقفت ولم تبرح فلم يكن لها بداية ولا نهاية بل يقال وجدت فإن البدء ما تعقل حقيقته إلا بظهور ما يكون بعده مما ينتقل إليه وهذا ما انتقل فعين بدئه هو عين وجوده لا غير ومن الموجودات ما كان وجودها أولا في مراتبها ثم نزل بها إلى عالم طبيعتها وهي الأجسام المولدة من العناصر ولا كلها بل أجسام الثقلين
