الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)

[الكمال أو رجوع النفس إلى الله‏]


FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 181 من الجزء الأول

أ لا ترى الله سبحانه لم أكمل الدين كيف أمره في السورة التي نعى الله إليه فيها نفسه فأنزل عليه إِذا جاءَ نَصْرُ الله والْفَتْحُ ورَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ في دِينِ الله أَفْواجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ أي أشغل نفسك بتنزيه ربك والثناء عليه بما هو أهله فاقتطعه بهذا الأمر من العالم لما كمل ما أريد منه من تبليغ الرسالة وطلب بالاستغفار أن يستره عن خلقه في حجاب صونه لينفرد به دون خلقه دائما فإنه كان في زمان التبليغ والإرشاد وشغله بأداء الرسالة فإن له وقتا لا يسعه فيه غير ربه وسائر أوقاته فيما أمر به من النظر في أمور الخلق فرده إلى ذلك الوقت الواحد الذي كان يختلسه من أوقات شغله بالخلق وإن كان عن أمر الحق ثم قوله إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً أي يرجع الحق إليك رجوعا مستصحبا لا يكون للخلق عندك فيه دخول بوجه من الوجوه ولما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه السورة بكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وحده دون من كان في ذلك المجلس وعلم أن الله تعالى قد نعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه وهو كان أعلم الناس به وأخذ الحاضرون يتعجبون من بكائه ولا يعرفون سبب ذلك‏


---

(... عرض اقتباس آخر بشكل عشوائي)

البحث في الاقتباسات الفتحية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!