اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى
أعاد عليك ما أنت فيه إلا أنت فأنت بكل وجه وعلى كل حال معه أو معك فلا تلومن إلا نفسك إذا رأيت ما لا تستحسنه واشكره على كل حال فإنه أفادك العلم بك فيما أعطاك وكشفه لك منك فلهذا يشكر ولا يجوز أن يكفر ومن ذلك الكتابة لأصحاب النيابة قال ما كتب الله على نفسه ما كتب إلا لمن قام بحق النيابة عنه فيما استنابه فيه وليس إلا المتقين وهم الذين جعلوا الله وقاية لهم منه ومن كل شيء يكون منه كما جعلهم الله وقاية بينه وبين ما ذمه من الأمور مما هو خلق الله فينسب ذلك إلى الآلة التي وقع بها الفعل فلما وقاه وقاه فصح له ما كتب له على نفسه وقال ما عدا هؤلاء فهم أهل المنن فنالوا أغراضهم على الاستيفاء ثم إن الله امتن عليهم بعد ذلك بالمغفرة والرحمة التي عم حكمها وقال لله قوم من نوابه كتب الله في قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ فما كذبوا شيئا مما له وجود في الكون ووجدوا له مصرفا وإن كان الذي جاء به قصد الكذب وأخبر في زعمه أنه عدم فله وجود عند هؤلاء ولذلك قال وأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ فهذا الروح المؤيد به إذا توجه على معدوم أوجده وعلى معدل مسوى نفخ فيه روحا


