اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[قول العارف من وحد ألحد]


ومن ذلك قول العارف من وحد ألحد من الباب 179 إنما قيل من وحد ألحد من أجل من فإنها تطلب العدد يؤيد هذا التعريض كونها قد تأتي للتبعيض ولا نشك أنه كلمة حق من قول في مَقْعَدِ صِدْقٍ فإنه من وحد مال إلى الحق وتوحد إذ الملحد هو المائل في لغة القائل فإذا الحد العبد ومال بلغ ما أمله من الآمال وفي الكلام المقبول من الحد فقد أخلد إلا أنه لما الحد فهو لما قصد الإلحاد اللغوي لا بد منه ولا محيص لمخلوق عنه أ لا ترى إلى أصحاب الأعراف لما لم يبلغوا في هذا الاتصاف حد الإنصاف كيف وقفوا بين الجنة والنار فلا هم مع الأشرار ولا مع المصطفين الأخيار فكانوا يخلصون إلى دار القرار أو إلى دار البوار فلو لا التلبيس ما حصلوا بين نعم وبئس فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ للأبرار وبئس عقبى الدار للفجار اعتدلت كفتا ميزانهم فهذا كان من شأنهم فلو لا ما تفضل الحق عليهم فيما كلف الخلق به يوم القيامة من السجود إليه ما يرجوا عليه فلما سجدوا فيمن سجد رجحت كفة حسناته فسعد فانفك من أسر السور ولحق بدار السرور
