اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[لو لا الأعيان ما ظهر الغيران]


ومن ذلك لو لا الأعيان ما ظهر الغيران من الباب 147 الغيور سريع النفور فيخطئ أكثر مما يصيب وهو من شأنه في كل يوم عصيب لما حاز جميع الأسماء ظهر منه الاعتداء لا يحتمل المزيد وإن كان من جملة العبيد يفنى ويبيد إذا سمع تشبيه القرب الإلهي منه بحبل الوريد مقامه الوحدة وإن طالت المدة ينفر من صفات الحق لعلمه بأنه خلق لا يقول بالامتزاج وإن كان خلقه من نطفة أمشاج لا يقول بالنتاج وهو النمام كالزجاج تميل به الأرواح في هبوبها لتدنيه من محبوبها فيأبى الميل وهي تغلبه فتحكم عليه بما لا يقتضيه منصبه ولا يعطيه مذهبه فلا يزال لمجاري الأقدار في حال اضطرار لا اختيار ورَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ ويَخْتارُ فترى الغير أن يحار عجبت وقد علم إن الحق أغير منه فكيف لا يأخذ عنه ومن غيرته حرم الفواحش وهي من الحقائق الدواهش فلا تجمعه بين الشكلين ولا بقوله في رضاه بأخذ الميلين فرق بين النكاح والسفاح حتى تتميز الأرواح وجعل حكم هذا المفتاح في انضمام الأشباح والزنا لا بد منه وقد قال لصاحبه استتر به وصنه وهو يعلم به ويراه وقدره وقضا به ومع ذلك نهاه وإن استتر عن أبناء جنسه فما استتر عمن هو أدنى إليه من نفسه ونفسه وهو خالق