اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[مداوى الكلوم والآثار العلوية]


فكان هذا الإمام من أعلم الناس بهذا النشء الطبيعي وما للعالم العلوي فيه من الآثار المودعة في أنوار الكواكب وسباحتها وهو الأمر الذي أوحى الله في السموات وفي اقتراناتها وهبوطها وصعودها وأوجها وحضيضها قال تعالى وأَوْحى في كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وقال في الأرض وقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها وكان لهذا الشخص فيما ذكرناه مجال رحب وباع متسع وقدم راسخة لكن ما تعدت قوته في النظر الفلك السابع من باب الذوق والحال لكن حصل له ما في الفلك المكوكب والأطلس بالكشف والاطلاع وكان الغالب عليه قلب الأعيان في زعمه والأعيان لا تنقلب عندنا جملة واحدة فكان هذا الشخص لا يبرح يسبح بروحانيته من حيث رصده وفكره مع المقابل في درجه ودقائقه وكان عنده من أسرار إحياء الموات عجائب وكان مما خصه الله به أنه ما حل بموضع قد أجدب إلا أوجد الله فيه الخصب والبركة كما
روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في خضر رضي الله عنه وقد سئل عن اسمه بخضر فقال صلى الله عليه وسلم ما قعد على فروة إلا اهتزت تحته خضراء
