اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة أسرار وحقائق من منازل مختلفة
وقع الاشتراك في التعبير عنه كما تقول في الحركة تقول إنها حركة في كل متحرك فيتخيل أنها أمثال وليست على الحقيقة أمثال لأن الحركة من حيث عينها واحدة أي حقيقة واحدة حكمها في كل متحرك فهي عينها في كل متحرك بذاتها فلا مثل لها فهي مبتدعة مهما ظهر حكمها وهكذا جميع المعاني التي توجب الأحكام من أكوان وألوان فافهم فإن لم تعرف كون الحق بديعا على ما ذكرته لك فما هو بديع من جميع الوجوه لأن الجوهر القابل جوهر واحد من حيث حده وحقيقته ولا تتعدد حقيقته بالكثرة والمعنى الموجب لها حكما ما لا يتعدد من حيث حقيقته فهو بحقيقته في كل محكوم عليه بحكمه فما ثم مثل فالبياض في كل أبيض والحركة في كل متحرك فافهم ذلك فكل ما في الوجود مبتدع لله فهو البديع وانظر في قوله تعالى تجده ينبه على هذا الحكم أعني حكم الابتداع ونُنْشِئَكُمْ في ما لا تَعْلَمُونَ من باب الإشارة أي لا يعلم له مثال وما ثم إلا العالم وهو المخاطب بهذا وهو كل ما سوى الله فعلمنا إن الله ينشئ كل منشئ فيما لا يعلم إلا إن أعلمه الله ولَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ أنها كانت على غير مثال سبق كما هو الأمر في نفسه وكذلك قوله


