اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[ليس الغني عن كثرة العرض لكن الغني غنى النفس]
يدعى صاحبها عبد الغني وعبد المغني قال الله عز وجل فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ وقال تعالى وأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وأَقْنى وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من هذه الحضرة ليس الغني عن كثرة العرض لكن الغني غنى النفس
ترى التاجر عنده من المال ما يفي بعمره وعمر ألزامه لو عاش إلى انقضاء الدنيا وما عنده في نفسه من الغني شيء بل هو من الفقر إلى غاية الحاجة بحيث أن يرد بماله موارد الهلاك في طلب سد الخلقة التي في نفسه عسى يستغني فما يستغي بل لا يزال في طلب الغني الذي هو غنى النفس ولا يشعر فاعلم إن أول درجة الغني القناعة والاكتفاء بالموجود فلا غنى إلا غنى النفس ولا غنى إلا من أعطاه الله غنى النفس فليس الغني ما تراه من كثرة المال مع وجود طلب الزيادة من رب المال فالفقر حاكم عليه فالإنسان فقير بالذات لأنه ممكن وهو غني بالعرض لأنه غني بالصورة وذلك أمر عرض له بالنسبة إليه وإن كان مقصودا للحق فللإنسان وجهان إذا كان كاملا وجه افتقار إلى الله ووجه غنى إلى العالم فيستقبل العالم بالغنى عنه ويستقبل ربه بالافتقار إليه ولهذين الوجهين قيل إنه لا يكون عند الله وجيها لأنه لا يكون عند

