اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة أسرار وحقائق من منازل مختلفة
المأمورون بأن يمتازوا وليس إلا أهل النار الذين هم أهلها وهم المشركون لا عن نظر فيكون أخذهم بالعفو في الزمان لأن زمان العقاب محصور فإذا ارتفع بقي عليهم حكم الزمان الذي لا نهاية لأبده فزمان عذابهم قليل بالإضافة إلى حكم الزمان الذي يؤول إليه أمرهم فهو عفو عز وجل بما يعطي من قليل العذاب وهو عفو بما يعطي من كثير المغفرة والتجاوز فإنه عز وجل قد أمرنا بالعفو والتجاوز والصفح عمن أساء إلينا وهو أولى بهذه الصفة منا ولذلك كان أجر العافين على الله لكونه عَفُوًّا غَفُوراً وما قرن مغفرته حين أطلقها بتوبة ولا عمل صالح بل قال يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا من رَحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ فبالغ وما خص إسرافا من إسراف ولا دارا من دار فلا بد من شمول الرحمة والمغفرة على من أسرف على نفسه والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

