اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن صاحب حضرة الإجابة أبدا لا يزال منفعلا]
يدعى صاحبها عبد المجيب وتسمى حضرة الانفعال فإن صاحب هذه الحضرة أبدا لا يزال منفعلا وهو قولهم في المقولات أن ينفعل وهذا حكم ما يثبت عقلا وإنما يثبت شرعا فلا يقبل إلا بصفة الايمان وبنوره يظهر وبعينه يدرك قال تعالى وإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ يعني منكم ولا أقرب من نسبة الانفعال فإن الخلق منفعل بالذات والحق منفعل هنا عن منفعل فإنه مجيب عن سؤال ودعاء أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ وهو الموجب للاجابة إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي إذا دعوتهم وما دعاهم إليه إلا بلسان الشرع فما دعاهم إلا بهم فإنه تلبس بالرسول فقال من يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله فقرر أنه ما جاء منه إلا به فما فارقه ولا شاهد الخلق المبعوث إليهم إلا الرسول فظاهره خلق وباطنه حق كما قال في البيعة إِنَّما يُبايِعُونَ الله وما في الكون إلا فاعل ومنفعل فالفاعل حق وهو قوله والله خَلَقَكُمْ وما تَعْمَلُونَ والفاعل خلق وهو قوله فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ واعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ والمنفعل خلق وهو معلوم وخلق في حق وهو الإجابة وحق في خلق وهو ما انطوت عليه العقائد في الله من أنه

