اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة أسرار وحقائق من منازل مختلفة


ولا ثناء ولا جزاء إلا عين ما قصده الحق في إيجاد العالم فكما قصد الله بالخلق أن يعبدوه في مثل ما نص عليه من ذلك في قوله وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وقوله وإِنْ من شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ فنوى هذا العبد في إنشاء صور العبادات أن تعبد الله كما أراده الحق وهذا لا يبطل نية الإنعام من هذا العبد على هذه الصور بالإنشاء والإيجاد فإن كان مشهد هذا العبد إن الله هو المنشئ هذه الصور بالعبد لا هو فليس من هذه الحضرة الوهبية الكيانية بل ذلك من الوهب الإلهي على هذه الصورة المنشأة وليس غرضي فيما ذكرناه ما هو الأعلى والأعظم في المنزلة وإنما غرضي تمييز المقامات بعضها من بعض حتى لا يلتبس على القائمين بها فإنها تتداخل الأحكام فيها ولا يشعر لحد الفصل بين الأحوال والمقامات إلا الرَّاسِخُونَ في الْعِلْمِ الإلهي فإذا جازاهم الله على ما إنشاؤه إنعاما من الله تعالى عليهم كان جزاء من أشهد أن إنشاء تلك الصور لله لا للعبد المكلف وأن الإنعام لله في ذلك عليها لا إلى المكلف فإنه أعظم جزاء إلهيا من الذي لم يشهده الله ذلك عند إنشائها فقد تميز الشخصان بما وقع لهما به الشهود عند الع