اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن الله وهب لموسى عليه السلام حكما]


موسى عليه السلام لما فر من فرعون حين خاف من الله أن يسلطه عليه لأن الله فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ فوهبه الله حكما وهي الرسالة فجعله من المرسلين إلى من خاف أن يسلط عليه وهو فرعون فإذا أنتج له هذا الفرار من المخلوق خوفا على نفسه فأين أنت من المحمدي الذي أمرك أن تفر إلى الله فقيدك بحرف الغاية في القصد الأول فربط لك البداية بالنهاية فقال لنا فَفِرُّوا إِلَى الله فالموسوي يفر من والمحمدي يفر إلى عن أمر الله تعالى إياه بذلك الفرار فما أكمل شرعه وما أعلى رتبته والحكم منقطع والرسالة منقطعة ولذلك
قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي
فيزول الحكم المشروع بزوال الدنيا ويرجع الحكم إلى الله الذي نفر إليه بلا واسطة فالذي ينتج الفرار إليه لا يقدر قدره فإنه كشف محمدي يربي على كشف الرسل من حيث هم رسل عليه السلام فيثبتهم هذا الفار في أماكنهم ويجوز بكشفه فوق رتبة خطاب التكليف فيرى أحدية العين فيقف معها ومنها يستشرف على أحدية الكثرة فيرى أيضا نفسه هناك معهم في أحدية الكثرة فيأمرها على بينة من ربه وبصيرة أن تنتظم في سلك المكلفين فتنصرف ال