اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة حال قطب كان منزله (يستخفون من الناس ولا يستخفون من اللّه وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا)


وأعمتها الحاجة عن اختلاف الأسباب وقيام كل سبب عن الآخر وقالت لعل هذا الغيب الذي دعاني إليه يكون مثل الشهادة كثيرين يغني الواحد منهم عن الآخر فأبقى على حالتي ولا أتعب ذاتي في مظنون فتثبطت عن إجابة الداعي ثم إن الله بحكمته في وقت قطع عنها الأسباب كلها واضطرها فلما لم تجد سببا تستند إليه ظاهرا جنحت إلى ذلك الغيب الذي دعاها لعل بيده فرجا يخرجها من الضيق الذي تجده فأجابته مضطرة وهو البلد الَّذِي خَبُثَ ف لا يَخْرُجُ نباته إِلَّا نَكِداً قال تعالى وإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ في الْبَحْرِ فنبه على موضع انقطاع الأسباب ضَلَّ من تَدْعُونَ يعني الأسباب إِلَّا إِيَّاهُ فكان هو السبب الذي ينجي فلما نجاه الله وأغاثه واستقل قال هذا أيضا من جملة الأسباب التي يقوم بعضها عن بعض فيما نريده فجعله واحدا من الأسباب وهو المشرك فما خرج إلا نكدا ولهذا سارع في الرجعة إلى السبب الظاهر فتميز الفريقان وإنما كان فريقان في العالم بهذه المثابة لما حكم به الأصل فإن الأصل فيه جبر واختيار فبالاختيار لم يزل يسقط من الخمسين صلاة عشرا عشرا حتى انتهى إلى خمسة وبعدم الاختيار أثبتها خمسة وقال ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ و