اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة حال قطب كان منزله (وأمّا من خاف مقام ربه)


وصفهم بأنهم الذي أتوا به فانظر ما أدق نظرهم في السبب الذي جعل في قلوبهم الوجل ثم تمموا الذكر كما علمهم الله أُولئِكَ إشارة إلى هؤلاء الذين يُسارِعُونَ في الْخَيْراتِ والإسراع لمن أتى هرولة فافهم فهم يسارعون في الخيرات بالحق وهُمْ لَها سابِقُونَ أي يسبقونها ويسبقون إليها فالخيرات ثلاثة خيرات يكون السباق والمسارعة فيها وخيرات يكون السباق بها وخيرات يكون السباق إليها وهي قوله سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ وسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ والسرعة في السباق لا بد منها لأن السباق يعطي ذلك وهو فوق السعي فإتيانهم بسرعة والزائد على السعي ما هو إلا هرولة وهي نعت إلهي وإذا انفرد الحق بنعت كان له فما يأخذه العبد إلا معار الكون الحق لا يشارك في شيء أضافه إلى نفسه وما لم يذكر بإضافة إلى الله فلك فيه التصرف إن شئت أضفته إلى الله تعالى وإن شئت أضفته إليك فإن تقدم لك إضافة ذلك إلى الله حرم عليك إن تضيفه بعد ذلك إلى نفسك فإن صورته في ذلك صورة ما أضافه الحق إلى نفسه فسواء كان ذلك منه ابتداء أو قال ذلك على لسان عبده فإن الله عند لسان كل قائل بما يقول كما هو قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ فأنت الكتاب ا