اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[وجوب الرحمة مع زكريا]
واعلم أن هذا الذكر تعريف إلهي بوجوب حكم الرحمة فيمن تذكره من عباده سبحانه وتعالى وجاء زكريا لا لخصوص الذكر وإنما ساقته عناية العبد فإنها ما ذكرته إلا لكونه عبدا له تعالى في جميع أحواله فأي شخص أقامه الله في هذا المقام فبرحمته به أقامه لتذكره رحمة ربه عنده تعالى فحال عبوديته هو عين رحمته الربانية التي ذكرته فأعلمت ربها أنها عند هذا العبد فأي شيء صدر من هذا الشخص فهو مقبول عند الله تعالى ومن هذا المقام يحصل له من الله ما يختص به مما لا يكون لغيره وهو الأمر الذي يمتاز به ويخصه فإنه لا بد لكل مقرب عند الله من أمر يختص به وقد أشار الشرع في التعريف بهذا فقال إنه ما من أحد من المؤمنين إلا ولا بد أن يناجي ربه وحده ليس بينه وبينه ترجمان
فيضع كنفه عليه وهو عموم رحمته به فذلك محل تحصيل ما يختص به كانت القيامة لهذا العبد حيث كانت لأنه من عباد الله من تعجل له قيامته فيرى ما يؤول إليه أمره في الدار الآخرة وهي البشرى التي للمؤمن في الحياة الدنيا وقد رأيناها ذوقا وكان لنا فيها مواقف منها في ليلة واحدة مائة موقف بأخذ ورجوع لو قسمت تلك الليلة على قدر الوقوف ما وسعته وذلك بمدينة فاس سنة ثلاث


