اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة حال قطب كان منزله (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى)
من حيث هُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فمن حياتهم الطيبة في الدنيا أنهم وإن دعوا الخلق إلى الله فإنهم يدعونهم بلسان غيرهم ويشهدون من سمع دعوتهم من المدعون ومن برد الدعوة منهم فلا يألمون لذلك الرد بل يتنعمون بالقبول نعيمهم بالرد لا يختلف عليهم الحال وسبب ذلك أن مشهودهم من الحق الأسماء الإلهية وشهودهم إياها نعيم لهم فمن دعا ما دعا إلا باسم إلهي فالاسم هو الداعي ومن رد أو قبل فما رد وما قبل إلا باسم إلهي فالاسم هو القابل والراد وهذا الشخص في حياة طيبة بهذا الشهود دائما ومن غيبه الله عن شهود هذا المقام فإنه يألم طبعا ويلذ طبعا وهو أكبر نعيم أهل الله وألمهم ولا تكون هذه الحياة الطيبة إلا أن تكون مستصحبة وما ينالها إلا الصالحون من عباد الله وإن ظهر منهم ما توجبه الأمور المؤلمة في العادة وظهر عليهم آثار الآلام فالنفوس منهم في الحياة الطيبة لأن النفوس محلها العقل ليس الحس محلها فألمهم حسية لا نفسية فالذي يراهم يحملهم في ذلك على حاله الذي يجده من نفسه لو قام به ذلك البلاء وهو في نفسه غير ذلك فالصورة صورة بلاء والمعنى معنى عافية وإنعام وما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ فهؤلاء هم الذين قال الل

