الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


بلا تجوز فإني قد أشرت إلى أمرين فقد وقع التمييز فلا بد من فصل يعقل لو لا ذلك الفصل ما كانت كثرة في عين الواحد فلم يبق للواحد سوى أحديته التي يقال بها لا هو عين الآخر وبالذي يقال به هو عين الآخر هو أحدية الكثرة فإنه كثرة بإطلاق ألف با جيم عليه ثم قال في إقامة البرهان كل هذا هو هذا فأشار فكثر وأعاد الضمير فوحد فوصل وفصل‏

فالفصل في عين الوصل لمن عقل فإذا وقف الغير على ما قدمناه وعلم أنه ما كان على صورة العالم وإنما كان على صورة الحق أسرى به الحق في أسمائه ليريه من آياته فيه فيعلم أنه المسمى بكل اسم إلهي سواء كان ذلك الاسم من المنعوت بالحسن أو لا وبها يظهر الحق في عباده وبها يتلون العبد في حالاته فهي في الحق أسماء وفينا تلوينات وهي عين الشئون التي هو فيها الحق ففينا بنا يتصرف كما نحن به فيه نظهر ولهذا قلنا

دليلي فيك تلويني *** وهذا منك يكفيني‏

فلم أسأل عن الأمر *** الذي إليك يدعوني‏

فإني لست أدريه *** وليس الأمر يدريني‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أنه ليس بين العالم وصاحب هذه الطريقة والصفة فرق في الإسراء لأنه لرؤية الآيات وتقلبات الأحوال في العالم كله آيات فهم فيها ولا يشعرون فما يزيد هذا الصنف على سائر الخلق المحجوبين إلا بما يلهمه الله في سره من النظر بعقله وبفكره أو من التهيؤ بصقالة مرآة قلبه ليكشف له عن هذه الآيات كشفا وشهودا وذوقا ووجودا فالعالم ينكرون عين ما هم‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!