اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

ما تعطيه حقيقة الموصوف وإنما تقدمت في الحق لتقدم الحق بالوجود وتأخرت في الخلق لتاخر الخلق في الوجود فيقال في الحق إنه ذات يوصف بأنه حي عالم قادر مريد متكلم سميع بصير ويقال في الإنسان المخلوق إنه حي عالم قادر متكلم سميع بصير بلا خلاف من أحد والعلم في الحقيقة والكلام وجميع الصفات على حقيقة واحدة في العقل ثم لا ينكر الخلاف بينهم في الحكم فإن أثر القدرة يخالف أثر غيرها من الصفات وهكذا كل صفة والعين واحدة ثم حقيقة الصفة الواحدة واحدة من حيث ذاتها ثم يختلف حدها بالنسبة إلى اختصاص الحق بها وإلى اتصاف الخلق بها وهذه الحقيقة لا تزال معقولة أبدا لا يقدر العقل على إنكارها ولا يزال حكمها موجودا ظاهرا في كل موجود
فكل موجود لها صورة *** فيه ولا صورة في ذاتها
فحكمها ليس سوى ذاتها *** وذلك الحكم من آياتها
تجتمع الأضداد في وصفها *** فنفيها في عين إثباتها
فالمعنى القابل لصورة الجسم هو المذكور المطلوب في هذا الفصل وهو المهيا له والجسم القابل للشكل هو هب
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وتوجهه على إيجاد الجسم الكل ومن الحروف على حرف الغين المعجمة ومن المنازل على رأس الجوزاء وهي الهقعة وتسمى الميسان

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن الله تعالى لما جعل في النفس القوة العملية أظهر الله بها صورة الجسم الكل في جوهر الهباء فعمر به الخلأ والخلأ امتداد متوهم في غير جسم ولما رأينا هذا الجسم الكل لم يقبل من الأشكال إلا الاستدارة علمنا أن الخلأ مستدير إذ كان هذا الجسم عمر الخلأ فالخارج عن الجسم لا يتصف بخلاء ولا ملا ثم إن الله فتح في هذا الجسم صور العالم وجعل هذا الجسم لما أوجده مستديرا لما عمر به جميع الخلأ كانت حركته في خلائه فما هي حركة انتقال عنه وإنما حركته فيه بكله كحركة الرحى تنظر في حركتها بجميعها فتجدها لم تنتقل عن موضعها وتنظر إلى حركة كل جزء منها فتجده منتقلا عن حيزه إلى حيز آخر بحركة الكل وهكذا كل حركة مستديرة فهي متحركة ساكنة لأنها ما أخلت حيزها بالانتقال من حيث جملتها ولا سكنت فتتصف بالسكون وهذا لا يكون إلا في المستدير وأما غير المستدير فلا يسمى لشكله فلكا أي مستديرا وهذا هو أول الصور الطبيعية فأظهرت الطبيعة فيه حكمها فقبل الحرارة والرطوبة والبرودة واليبوسة بحكم التجاوز في النقيضين خاصة فتحرك بغلبة الحرارة عليه فإن الاعتدال لا يظهر عنه شيء
