الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


حقه ولا قامت لهم شبهة قوية في صورة برهان فكانوا يدخلون بها في مفهوم قوله ومن يَدْعُ مَعَ الله إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ به ويريد بالبرهان هنا في زعم الناظر فإنه من المحال أن يكون ثم دليل في نفس الأمر على إله آخر ولم يبق إلا أن تظهر الشبهة بصورة البرهان فيعتقد أنها برهان وليس في قوته أكثر من هذا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

من نفس الرحمن هو قوله يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ من أَمْرِهِ عَلى‏ من يَشاءُ من عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ هذا توحيد الإنذار وهو توحيد الإنابة استوى في هذا التنزل في التوحيد رسل البشر والمرسلون إليهم فإن الملائكة هي التي نزلت بالإنذار من أجل أمر الله لهم بذلك والروح هنا ما نزلوا به من الإنذار ليحيى بقبوله من قبله من عباده كما تحيي الأجسام بالأرواح فحييت بهذا الروح المنزل رسل البشر فأنذروا به فهذا توحيد عظيم نزل من جبار عظيم بتخويف وتهديد مع لطف خفي في قوله فَاتَّقُونِ أي فاجعلوني وقاية تدفعون بي ما أنذرتكم به هذا لطفه ليس معناه فخافوني لأنه ليس لله وعيد وبطش مطلق شديد ليس فيه شي‏ء من الرحمة واللطف ولهذا قال أبو يزيد وقد سمع قارئا يقرأ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ فقال بطشي أشد فإن بطش المخلوق إذا بطش لا يكون في بطشه شي‏ء من الرحمة بل ربما ما يقدر أن يبلغ في المبطوش به ما في نفسه من الانتقام منه لسرعة موت ذلك الشخص ولما كانت الرحمة منزوعة عن بطشه قال بطشي أشد وسبب ذلك ضيق المخلوق فإنه ما له الاتساع الإلهي وبطش الله وإن كان شديدا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

من نفس الرحمن وهو قوله فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وأَخْفى‏ الله لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ هذا توحيد الأبدال فإنه أبدل الله من الرحمن وهذا في المعنى بدل المعرفة من النكرة لأنهم أنكروا الرحمن وفي اللفظ بدل المعرفة من المعرفة وهو من توحيد الهوية القائمة بأحكام الأسماء الحسنى لا إن الأسماء الحسنى تقوم معانيها بها بل هي القائمة بمعاني الأسماء كما هُوَ قائِمٌ عَلى‏ كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ كذلك هو قائم بكل اسم بما يدل عليه وهذا علم غامض ولهذا قال في هذا التوحيد يَعْلَمُ السِّرَّ وأَخْفى‏ لما قال وإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فالأخفى عن صاحب السر هو ما لا يعلمه مما يكون لا بد أن يعلمه خاصة وما تسمى إلا بأحكام أفعاله من طريق المعنى فكلها أسماء حسني غير أنه منها ما يتلفظ بها ومنها ما يعلم ولا يتلفظ بها لما هو عليه حكمها في العرف من إطلاق الذم عليها فإنه يقول فَأَلْهَمَها فُجُورَها وتَقْواها وقدم الفجور على التقوى عناية بنا إلى الخاتمة والغاية للخير فلو أخر الفجور على التقوى لكان من أصعب ما يمر علينا سماعه فالفجور يعرض للبلاء والتقوى محصل للرحمة وقد تأخر التقوى فلا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!