الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


وكل جسم فمركب من ثمانية وهو صورة كمال ظهرت عن ذات وسبع صفات فغاية التركيب الجسم وليس وراءه مرتبة وقد قام على ثمانية بلا خلاف بين الجميع وما زاد على هذا فهو أجسم أي أكثر سطوحا وإذا كان أكثر سطوحا كان أكثر خطوطا وإذا كان أكثر خطوطا كان أكثر نقطا فلم يزد على ما تركب منه الجسم الذي هو أول الأجسام مادة غير ما قبله الأول أو كان به الجسم الأول فمن تراص في صفة كان خلاقا قال تعالى فَتَبارَكَ الله أَحْسَنُ الْخالِقِينَ فأثبت لهم هذا الوصف وجعل نفسه أحسن لا وليته في ذلك إذ لولاه ما ظهرت أعيان هؤلاء الخالقين فأثبت ما أثبت الله ولا تزله فتحرم فائدة العلم بموافقة الحق فتكون من المخالفين فتكون من الجاهلين فمن كان بهذه الصفة كان محبوبا لله تعالى ومن كان محبوبا لم يدر أحد ما يعطيه محبه إذ لنفسه يعطي وقد تعرضت هنا مسألة يحب بيانها وهي أن الله أحب أولياءه والمحب لا يؤلم محبوبه وليس أحد بأشد ألما في الدنيا ولا بلاء من أولياء الله رسلهم وأنبيائهم وأتباعهم المحفوظين المعانين على أتباعهم فمن أي حقيقة استحقوا هذا البلاء مع كونهم محبوبين فلنقل إن الله قال يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ والبلاء أن لا يكون أبدا إ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ومن ذلك حب الجمال هو نعت إلهي‏

ثبت في الصحيح أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قال إن الله جميل يحب الجمال‏

فنبهنا بقوله جميل أن نحبه فانقسمنا في ذلك على قسمين فمنا من نظر إلى جمال الكمال وهو جمال الحكمة فأحبه في كل شي‏ء لأن كل شي‏ء محكم وهو صنعة حكيم ومنا من لم تبلغ مرتبته هذا وما عنده علم بالجمال إلا هذا الجمال المقيد الموقوف على الغرض وهو في الشرع موضع‏

قوله اعبد الله كأنك تراه‏

فجاء بكاف الصفة فتخيل هذا الذي لم يصل إلى فهمه أكثر من هذا الجمال المقيد فقيده به كما قيده بالقبلة فأحبه لجماله ولا حرج عليه في ذلك فإنه أتى بأمر مشروع له على قدر وسعه ولا يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلَّا وُسْعَها وبقي علينا حبه تعالى للجمال‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فاعلم إن العالم خلقه الله في غاية الإحكام والإتقان كما قال الإمام أبو حامد الغزالي من أنه لم يبق في الإمكان أبدع من هذا العالم فأخبر أنه تعالى خلق آدم على صورته والإنسان مجموع العالم ولم يكن علمه بالعالم تعالى إلا علمه بنفسه إذ لم يكن في الوجود إلا هو فلا بد أن يكون على صورته فلما أظهره في عينه كان مجلاه فما رأى فيه إلا جماله فأحب الجمال فالعالم جمال الله فهو الجميل المحب للجمال فمن أحب العالم بهذا النظر فقد أحبه بحب الله وما أحب إلا جمال الله فإن جمال الصنعة لا يضاف إليها وإنما يضاف إلى صانعه فجمال العالم جمال الله وصورة جماله دقيق أعني جمال الأشياء وذلك أن الصورتين في العالم وهما مثلا شخصان ممن يحبهما الطبع وهما جاريتان أو غلامان قد اشتركا في حقيقة الإنسانية فهما مثلان وكمال الصورة التي هي أصول من كمال الأعضاء والجوارح وسلامة المجموع والآحاد من العاهات والآفات ويتصف أحدهما بالجمال فيحبه كل من رآه ويتصف الآخر بالقبح فيكرهه كل من رآه فما هو الجمال الذي انطلق عليه اسم الجمال حتى أحبه كل من رآه فقد وكلناك في علم ذلك إلى نفسك ونظرك فهذا إذا وقع حب الشخص من مجرد الرؤية خاصة لا بعد الصح

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!