اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)
ومن ذلك ما حال أهل الانتباه في صراط الرب وصراط الله من الباب 381 قال صِراطِ الله إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ وهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً وقال لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وقال ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ وقال وأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً وقال صِراطِ الله الَّذِي لَهُ ما في السَّماواتِ وما في الْأَرْضِ وقال قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى الله وقال ما يدعو إلى الله على بصيرة إلا من كان على بينة من ربه والشاهد الذي يتلوه منه ما يوافقه على ذلك من النفوس التي كشف الله لها عن ذلك وقال ما ثم إلا اختلاف ولا يكون إلا هكذا وإذا سمعت أن ثم أهل جمع فليس إلا من جمع مع الحق على ما في العالم من الخلاف لأن الأسماء الإلهية مختلفة وما ظهر العالم إلا بصورتها فأين الجمع وقال العين واحدة فالحكم واحد
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
ويتعلق به من المنزل الرابع وقد ذكرنا ما يتضمنه من العلوم في موضعه في الباب الثالث والسبعين ومائتين فاعلم أنه من خزائن الجود ما يجب على الإنسان أن يعلمه ذوقا وهو علم ما يستغني به مما لا يستغني به وذلك أن يعلم أن غاية درجة الغني في العبد أن يستغني بالله عما سواه وليس ذلك عندنا مقاما محمودا في الطريق فإن في ذلك قدرا لما سوى الحق وتميزا عن نفسه وصاحب مقام العبودة يسرى ذوقه في كل ما سوى الله أنه عبد كهو لا فرق ويرى أن كل ما سوى الله محل جريان تعريفات الحق له فيفتقر إلى كل شيء فإنه ما يفتقر إلا إلى الله ولا يرى أن شيئا يفتقر إليه في نفسه وإن أفاد الله الناس على يديه فهو عن ذلك في نفسه بمعزل ويرى
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
فمن قام بين يدي الله تعالى بهذه المعرفة فهو القائم وإن كان نائما فإنه ما نام إلا به ومن لم يقم بين يديه بهذه المعرفة فهو نائم وإن كان قائما فكن رقيبا عليه في قلبك فإنه الذي وسعه كما هو رقيب عليك فإنك لا تعلم مواقع آثاره فيك وفي غيرك إلا بالمراقبة واعلم أن القائمين في شهر رمضان في قيامهم على خاطرين منهم القائم لرمضان ومنهم القائم لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر والناس فيها على خلاف والقائم فيه لرمضان لا يتغير عليه الحال بزيادة ولا نقصان والقائم لليلة القدر يتغير عليه الحال بحسب مذهبه فيها
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
ومن يرى أنه لا زكاة عليه فيه ما دام عند المديون بري أنه ليس للإنسان إلا ما سعى وليس بيده مال يسعى فيه بخير بل خيره منه كونه وسع على المديون بما أعطاه من المال فعين هذا الفعل قام فيه مقام الزكاة فأغنى عن أن يزكيه وأي خير أعظم ممن وسع على عباد الله وقد قرر العلماء أن المقصود بالزكاة إنما هو سد الخلة والذي يأخذ الدين لو لا حاجته ما أخذه والذي يعطيه ذلك قد سد منه تلك الخلة فأشبه الزكاة من هذا الوجه فهذا اعتبار من لا يرى زكاة فيه حتى يقبضه ويستقبل به الحول من يوم قبضه
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
وأما اختياره الحجر الأسود فلأنه أنزله ليقيمه مقام يمينه في البيعة الإلهية إذ لم يكن في المعارف والعبادات أعظم ملازمة لما عرف ولما تعبد به من العبادات فإنها فطرت على المعرفة والعبادة المحضة التي عجزت عنها حقيقة النبات والحيوان ولهذا ليس شيء منه في الإنسان جملة واحدة فإن جميع ما في الإنسان يقبل النمو وهو للنبات كما إن الحيوان له التصرف في الجهات فكلما فارق موجود المعدن التبس بصورة الدعوى بحقيقته فهي منازعة خفية لا يشعر بها كل عالم وقد نبه على بعض ذلك سهل وما وفي الأمر فيها ما هو عليه فلا أدري هل علم واكتفى بما ذكر أو ما أطلعه الله في ذلك الوقت على أكثر مما ذكر والله أعلم فاختاره الله يمينا

