الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


وفي هذه المسألة من الأسرار البديعة العجيبة ما لو وقف عليها العقلاء لتعجبوا وحاروا وعلموا حكمة الله في الأشياء وما معنى حجابه النور والظلمة وما ذا يحد هذا الحجاب والحق لا يقبل الحد ولا يحتجب عنه شي‏ء ولا يحجبه شي‏ء إذ لو حجبه شي‏ء لحكم عليه ذلك الحجاب بالحد ولا يصح أن يقبل الحجاب فلا يصح أن يكون العبد محجوبا عن الله ولكن يكون محجوبا عن نسبة خاصة قال تعالى في الفجار إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ فأضاف الرب إليهم وهي النسبة التي يرجونها منه لم يجدوها لأنهم طلبوها من غير جهة ما تكون فيه فكانوا كمن يقصد الشرق بنيته وهو يمشي إلى‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

لما تسمى بالسلام لخلقه *** كان السلام له المقام الشامخ‏

والحكم فيهم بالذي قد شاءه *** والعز والمجد التليد الباذخ‏

إن السلام تحية من ربنا *** فينا ومن أسماء نرجو السلام‏

ولنا التأخر عن علو مقامه *** وله التقدم والتحكم والإمام‏

لما تسمى بالسلام لخلقه *** حارت عقول الواصلين من الأنام‏

قال الله تعالى لَهُمْ دارُ السَّلامِ وهي دار لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ فهم فيها سالمون‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وسبعون وثمانون وتسعة ومائتان ولما كانت المراتب أربعا لا زائد عليها وكل مرتبة تقتضي أمورا لا نهاية لها من علوم وأسرار وأحوال فالمرتبة الأولى إيمان والثانية ولاية والثالثة نبوة والرابعة رسالة والرسالة والنبوة وإن انقطعت في هذه الأمة بحكم التشريع فما انقطع الميراث منهما فمنهم من يرث نبوة ومنهم من يرث رسالة ونبوة معا وإذ قد ذكرنا ما لهذا الإمام الأقصى فلنذكر ما للإمام الأدنى وهو عبد الملك فنقول والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ إن لهذا الإمام من جهة روحانيته من الأجنحة تسعين جناحا أي جناح نشر منها طار به حيث شاء وكانت بدايته ونهايته في المرتبة الثانية ليس له قدم في باقي المراتب الثلاثة فلم يكن له منازل ولا درجات ولا مقامات يقطعها ولهذا الإمام الشدة والقهر وله التصرف بجميع الأسماء الإلهية التي تستدعي الكون مثل الخالق والرازق والملك والبارئ على بعض وجوهه وغير ذلك وليس له تصرف بأسماء التنزيه بخلاف الإمام الذي تقدم ذكره ويلجأ إليه في الشدائد والنوازل الكبار فيفرجها الله على يده فإن الله قد جعل له عليها سلطانا وله الكرم وليس له الإيثار لنزاهته عن الحاجة إلى ما يقع به الإيثار و

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وإنما سماه رداء لأنه مشتق من الردي المقصور وهو الهلاك لأنه مستهلك في الحق استهلاكا كليا بحيث أن لا يظهر له وجود عين مع ظهور الانفعالات الإلهية عنه فلا يجد في نفسه حقيقة ينسب بها شيئا من تلك الانفعالات إليه فيكون حقا كله وهوقوله صلى الله عليه وسلم واجعلني نورا

أي يظهر في كل شي‏ء ولا أظهر بشي‏ء وقد يستهلك الحق فيه فلا ينسب بوجوده شي‏ء إلى الحق وهو الوجه الذي اعتمد عليه من أثبت الحق المخلوق به كأبي الحكم بن برجان وسهل بن عبد الله التستري وغيرهما وإليه أشرنا بقولنا

أنا الرداء أنا السر الذي ظهرت *** بي ظلمة الكون إذ صيرتها نورا

فالمرتدي هو الهالك بهذا الرداء فانظر من هو المرتدي فاحكم عليه بأنه مستهلك فيه فتجد حقيقة ما ذكرناه فكل مرتد محجوب بردائه عن إدراك الأبصار قال تعالى لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ لأن الرداء يحجب الأبصار عنه ولا يحجبه عنها فهو يدركها ولا تدركه فالأبصار تدرك الرداء والرداء هو الذي استهلك المرتدي فيه بظهوره إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

الرابط بين المقدمتين خفي في كن وهو الواو المحذوف لالتقاء الساكنين كذلك إذا التقى الرجل والمرأة لم يبق للقلم عين ظاهرة فكان القاؤه النطفة في الرحم غيبا لأنه سر ولهذا عبر عن النكاح بالسر في اللسان قال تعالى ولكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا وكذلك عند الإلقاء يسكنان عن الحركة ويمكن إخفاء القلم كما خفي الحرف الثالث الذي هو الواو من كن للساكنين وكان الواو لأن له العلو لأنه متولد عن الرفع وهو إشباع الضمة وهو من حروف العلة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!