Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
مقدمات الكتاب

[الجزء الأول‏]

الجزء الأول من كتاب الفتوحات المكية التي فتح الله بها على الشيخ الإمام العامل الراسخ الكامل خاتم الأولياء الوارثين برزخ البرازخ محيي الحق و الدين أبي عبدالله محمّد بن علي المعروف بابن عربي الحاتمي الطائي قدّس الله روحه و نوّر ضريحه آمين طبع على النسخة المقابلة على نسخة المؤلف الموجودة بمدينة قونية وقام بهذا المهم جماعة من العلماء بأمر المغقور له الأمير عبد القادر الجزايرلي رحم الله الجميع وأثابهم المكان الرفيع طبع بمطبعة دار الكتب العربية الكبرى بمصر على نفقة الحاج فدا محمد الكشميري وشركاه‏

[الجزء الأول‏]

بسم الله الرحمن الرحيم (صلى الله على سيدنا محمد)

[خطبة الكتاب‏]

[تأملات في الحقيقة الوجودية]

الحمد لله الذي أوجد الأشياء عن عدم وعدمه وأوقف وجودها على توجه كلمة لنحقق بذلك سر حدوثها وقدمها من قدمه ونقف عند هذا التحقيق على ما أعلمنا به من صدق قدمه فظهر سبحانه وظهر وأظهر وما بطن ولكنه بطن وأبطن وأثبت له الاسم الأول وجود عين العبد وقد كان ثبت وأثبت له الاسم الآخر تقدير الفناء والفقد وقد كان قبل ذلك ثبت فلو لا العصر والمعاصر والجاهل والخابر ما عرف أحد معنى اسمه الأول والآخر ولا الباطن والظاهر وإن كانت أسماؤه الحسنى على هذا الطريق الأسنى ولكن بينها تباين في المنازل يتبين ذلك عند ما تتخذ وسائل لحلول النوازل فليس عبد الحليم هو عبد الكريم وليس عبد الغفور هو عبد الشكور فكل عبد له اسم هو ربه وهو جسم ذلك الاسم قلبه فهو العليم سبحانه الذي علم وعلم والحاكم الذي حكم وحكم والقاهر الذي قهر وأقهر والقادر الذي قدر وكسب ولم يقدر الباقي الذي لم تقم به صفة البقاء والمقدس عند المشاهدة عن المواجهة والتلقاء بل العبد في ذلك الموطن الأنزه لا حق بالتنزيه لا أنه سبحانه وتعالى في ذلك المقام الأنزه يلحقه التشبيه فتزول من العبد في تلك الحضرة الجهات وينعدم عند قيام النظرة به منه الالتفات أحمده حمد من علم أنه سبحانه علا في صفاته وعلي وجل في ذاته وجلى وأن حجاب العزة دون سبحانه مسدل وباب الوقوف على معرفة ذاته مقفل إن خاطب عبده فهو المسمع السميع وإن فعل ما أمر بفعله فهو المطاع المطيع ولما حيرتني هذه الحقيقة أنشدت على حكم الطريقة للخليفة

الرب حق والعبد حق *** يا ليت شعري من المكلف‏

إن قلت عبد فذاك ميت *** أو قلت رب أنى يكلف‏

فهو سبحانه يطيع نفسه إذا شاء يخلقه وينصف نفسه مما تعين عليه من واجب حقه فليس إلا أشباح خالية على عروشها خاوية وفي ترجيع الصدى سر ما أشرنا إليه لمن اهتدى وأشكره شكر من تحقق أن بالتكليف ظهر الاسم المعبود وبوجود حقيقة لا حول ولا قوة إلا بالله ظهرت حقيقة الجود وإلا فإذا جعلت الجنة جزاء لما عملت فأين الجود الإلهي الذي عقلت فأنت عن العلم بأنك لذاتك موهوب وعن العلم بأصل نفسك محجوب فإذا كان ما تطلب به الجزاء ليس لك فكيف ترى عملك فاترك الأشياء وخالقها والمرزوقات ورازقها فهو سبحانه الواهب الذي لا يمل والملك الذي عز سلطانه وجل اللطيف بعباده الخبير الذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

[تأملات في الحقيقة المحمدية]

والصلاة على سر العالم ونكتته ومطلب العالم وبغيته السيد الصادق المدلج إلى ربه الطارق المخترق به السبع الطرائق ليريه من أسرى به ما أودع من الآيات والحقائق فيما أبدع من الخلائق الذي شاهدته عند إنشائي هذه الخطبة في عالم حقائق المثال في حضرة الجلال مكاشفة قلبيه في حضرة غيبية ولما شهدته صلى الله عليه وسلم في ذلك العالم سيدا معصوم المقاصد محفوظ المشاهد منصورا مؤيدا وجميع الرسل بين يديه مصطفون وأمته التي هي خير أمة عليه ملتفون وملائكة التسخير من حول عرش مقامه حافون والملائكة المولدة من الأعمال بين يديه صافون والصديق على يمينه الأنفس والفاروق على يساره الأقدس والختم بين يديه قد حثى يخبره بحديث الأنثى وعلي صلى الله عليه وسلم يترجم عن الختم بلسانه وذو النورين‏

مشتمل برداء حيائه مقبل على شأنه فالتفت السيد الأعلى والمورد العذب الأحلى والنور الأكشف الأجلى فرآني وراء الختم لاشتراك بيني وبينه في الحكم فقال له السيد هذا عديلك وابنك وخليلك أنصب له منبر الطرفاء بين يدي ثم أشار إلى أن قم يا محمد عليه فأثن على من أرسلني وعلي فإن فيك شعرة مني لا صبر لها عني هي السلطانة في ذاتيتك فلا ترجع إلي إلا بكليتك ولا بد لها من الرجوع إلى اللقاء فإنها ليست من عالم الشقاء فما كان مني بعد بعثي شي‏ء في شي‏ء إلا سعد وكان ممن شكر في الملإ الأعلى وحمد فنصب الختم المنبر في ذلك المشهد الأخطر وعلى جبهة المنبر مكتوب بالنور الأزهر هذا هو المقام المحمدي الأطهر من رقى فيه فقد ورثه وأرسله الحق حافظا لحرمة الشريعة وبعثه ووهبت في ذلك الوقت مواهب الحكم حتى كأني أوتيت جوامع الكلم فشكرت الله عز وجل وصعدت أعلاه وحصلت في موضع وقوفه صلى الله عليه وسلم ومستواه وبسط لي على الدرجة التي أنا فيها كم قميص أبيض فوقفت عليه حتى لا أباشر الموضع الذي باشره صلى الله عليه وسلم بقدميه تنزيها له وتشريفا وتنبيها لنا وتعريفا أن المقام الذي شاهده من ربه لا يشاهده الورثة إلا من وراء ثوبه ولو لا ذلك لكشفنا ما كشف وعرفنا ما عرف أ لا ترى من تقفو أثره لتعلم خبره لا تشاهد من طريق سلوكه ما شهد منه ولا تعرف كيف تخبر بسلب الأوصاف عنه فإنه شاهد مثلا ترابا مستويا لا صفة له فمشى عليه وأنت على أثره لا تشاهد إلا أثر قدميه وهنا سر خفي إن بحثت عليه وصلت إليه وهو من أجل أنه إمام وقد حصل له الإمام لا يشاهد أثرا ولا يعرفه فقد كشفت ما لا يكشفه وهذا المقام قد ظهر في إنكار موسى صلى الله على سيدنا وعليه وعلى الخضر فلما وقفت ذلك الموقف الأسنى بين يدي من كان من ربه في ليلة إسرائه قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‏ قمت مقنعا خجلا ثم أيدت بروح القدس فافتتحت مرتجلا

يا منزل الآيات والأنباء *** أنزل على معالم الأسماء

حتى أكون لحمد ذاتك جامعا *** بمحامد السراء والضراء

ثم أشرت إليه صلى الله عليه وسلم‏

ويكون هذا السيد العلم الذي *** جردته من دورة الخلفاء

وجعلته الأصل الكريم وآدم *** ما بين طينة خلقه والماء

ونقلته حتى استدار زمانه *** وعطفت آخره على الإبداء

وأقمته عبدا ذليلا خاضعا *** دهرا يناجيكم بغار حراء

حتى أتاه مبشرا من عندكم *** جبريل المخصوص بالأنباء

قال السلام عليك أنت محمد *** سر العباد وخاتم النباء

يا سيدي حقا أقول فقال لي *** صدقا نطقت فأنت ظل ردائي‏

فاحمد وزد في حمد ربك جاهدا *** فلقد وهبت حقائق الأشياء

وانثر لنا من شأن ربك ما انجلى *** لفؤادك المحفوظ في الظلماء

من كل حق قائم بحقيقة *** يأتيك مملوكا بغير شراء

[نشأة الكون وظهور الكائنات‏]

ثم شرعت في الكلام بلسان العلام فقلت وأشرت إليه صلى الله عليه وسلم حمدت من أنزل عليك الكتاب المكنون الذي لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ المنزل بحسن شيمك وتنزيهك عن الآفات وتقديسك فقال في سورة ن (بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ن والْقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وإِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ فَسَتُبْصِرُ ويُبْصِرُونَ ثم غمس قلم الإرادة في مداد العلم وخط بيمين القدرة في اللوح المحفوظ المصون كل ما كان وما هو كائن وسيكون وما لا يكون مما لو شاء وهو لا يشاء أن يكون لكان كيف يكون من قدره المعلوم الموزون وعلمه الكريم المخزون ف سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ذلك الله الواحد الأحد

فتعالى عما أشرك به المشركون فكان أول اسم كتبه ذلك القلم الأسمى دون غيره من الأسماء إني أريد أن أخلق من أجلك يا محمد العالم الذي هو ملكك فأخلق جوهرة الماء فخلقتها دون حجاب العزة الأحمى وأنا على ما كنت عليه ولا شي‏ء معي في عما فخلق الماء سبحانه بردة جامدة كالجوهرة في الاستدارة والبياض وأودع فيها بالقوة ذوات الأجسام وذوات الأعراض ثم خلق العرش واستوى عليه اسمه الرحمن ونصب الكرسي وتدلت إليه القدمان فنظر بعين الجلال إلى تلك الجوهرة فذابت حياء وتحللت أجزاؤها فسألت ماء وكانَ عَرْشُهُ عَلَى ذلك الْماءِ قبل وجود الأرض والسماء وليس في الوجود إذ ذاك إلا حقائق المستوي عليه والمستوي والاستواء فأرسل النفس فتموج الماء من زعزعه وأزبد وصوت بحمد الحمد المحمود الحق عند ما ضرب بساحل العرش فاهتز الساق وقال له أنا أحمد فخجل الماء ورجع القهقري يريد ثبجه وترك زبده بالساحل الذي أنتجه فهو مخضة ذلك الماء الحاوي على أكثر الأشياء فأنشأ سبحانه من ذلك الزبد الأرض مستديرة النش‏ء مدحية الطول والعرض ثم أنشأ الدخان من نار احتكاك الأرض عند فتقها ففتق فيه السموات العلي وجعله محل الأنوار ومنازل الملإ الأعلى وقابل بنجومها المزينة لها النيرات ما زين به الأرض من أزهار النبات وتفرد تعالى لآدم وولديه بذاته جلت عن التشبيه ويديه فأقام نشأة جسدية وسواها تسويتين تسوية انقضاء أمده وقبول أبده وجعل مسكن هذه النشأة نقطة كرة الوجود وأخفى عينها ثم نبه عباده عليها بقوله تعالى بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها فإذا انتقل الإنسان إلى برزخ الدار الحيوان مارت قبة السماء وانشقت فكانت شعلة نار سيال كالدهان فمن فهم حقائق الإضافات عرف ما ذكرنا له من الإشارات فيعلم قطعا إن قبة لا تقوم من غير عمد كما لا يكون والد من غير إن يكون له ولد فالعمد هو المعنى الماسك فإن لم ترد أن يكون الإنسان فاجعله قدرة المالك فتبين أنه لا بد من ماسك يمسكها وهي مملكة فلا بد لها من مالك يملكها ومن مسكت من أجله فهو ماسكها ومن وجدت له بسببه فهو مالكها ولما أبصرت حقائق السعداء والأشقياء عند قبض القدرة عليها بين العدم والوجود وهي حالة الإنشاء حسن النهاية بعين الموافقة والهداية وسوء الغاية بعين المخالفة والغواية سارعت السعيدة إلى الوجود وظهر من الشقية التثبط والإباية ولهذا أخبر الحق عن حالة السعداء فقال أُولئِكَ يُسارِعُونَ في الْخَيْراتِ وهُمْ لَها سابِقُونَ يشير إلى تلك السرعة وقال في الأشقياء فَثَبَّطَهُمْ وقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ يشير إلى تلك الرجعة فلو لا هبوب تلك النفحات على الأجساد ما ظهر في هذا العالم سالك غي ولا رشاد ولتلك السرعة والتثبط أخبرتنا صلى الله عليك إن رحمة الله سبقت غضبه هكذا نسب الراوي إليك ثم أنشأ سبحانه الحقائق على عدد أسماء حقه وأظهر ملائكة التسخير على عدد خلقه فجعل لكل حقيقة اسما من أسمائه تعبده وتعلمه وجعل لكل سر حقيقة ملكا يخدمه ويلزمه فمن الحقائق من حجبته رؤية نفسه عن اسمه فخرج عن تكليفه وحكمه فكان له من الجاحدين ومنهم من ثبت الله أقدامه واتخذ اسمه أمامه وحقق بينه وبينه العلامة وجعله أمامه فكان له من الساجدين ثم استخرج من الأب الأول أنوار الأقطاب شموسا تسبح في أفلاك المقامات واستخرج أنوار النجباء نجوما تسبح في أفلاك الكرامات وثبت الأوتاد الأربعة للأربعة الأركان فانحفظ بهم الثقلان فازالوا ميد الأرض وحركتها فسكنت فازينت بحلي أزهارها وحلل نباتها وأخرجت بركتها فتنعمت أبصار الخلق بمنظرها البهي ومشامهم بريحها العطري وأحناكهم بمطعومها الشهي ثم أرسل الأبدال السبعة إرسال حكيم عليم ملوكا على السبعة الأقاليم لكل بدل إقليم ووزر للقطب الإمامين وجعلهما إمامين على الزمامين فلما أنشأ العالم على غاية الإتقان ولم يبق أبدع منه كما قال الإمام أبو حامد في الإمكان وأبرز جسدك صلى الله عليك للعيان أخبر عنك الراوي أنك قلت يوما في مجلسك إن الله كان ولا شي‏ء معه بل هو على ما عليه كان وهكذا هي صلى الله عليك حقائق الأكوان فما زادت هذه الحقيقة على جميع الحقائق إلا بكونها سابقة وهن لواحق إذ من ليس مع شي‏ء فليس معه شي‏ء ولو خرجت‏

الحقائق على غير ما كانت عليه في العلم لانمازت عن الحقيقة المنزهة بهذا الحكم فالحقائق الآن في الحكم على ما كانت عليه في العلم فلنقل كانت ولا شي‏ء معها في وجودها وهي الآن على ما كانت عليه في علم معبودها فقد شمل هذا الخبر الذي أطلق على الحق جميع الخلق ولا تعترض بتعدد الأسباب والمسببات فإنها ترد عليك بوجود الأسماء والصفات وإن المعاني التي تدل عليها مختلفات فلو لا ما بين البداية والنهاية سبب رابط وكسب صحيح ضابط ما عرف كل واحد منهما بالآخر ولا قيل على حكم الأول يثبت الآخر وليس إلا الرب والعبد وكفى وفي هذا غنية لمن أراد معرفة نفسه في الوجود وشفا أ لا ترى أن الخاتمة عين السابقة وهي كلمة واجبة صادقة فما للإنسان يتجاهل ويعمى ويمشي في دجنة ظلماء حيث لا ظل ولا ما وإن أحق ما سمع من النبإ وأتى به هدهد الفهم من سبا وجود الفلك المحيط الموجود في العالم المركب والبسيط المسمى بالهباء وأشبه شي‏ء به الماء والهواء وإن كانا من جملة صوره المفتوحة فيه ولما كان هذا الفلك أصل الوجود وتجلى له اسمه النور من حضرة الجود كان الظهور وقبلت صورتك صلى الله عليك من ذلك الفلك أول فيض ذلك النور فظهرت صورة مثلية مشاهدها عينية ومشاربها غيبية وجنتها عدنية ومعارفها قلمية وعلومها يمينية وأسرارها مدادية وأرواحها لوحية وطينتها آدمية فأنت أب لنا في الروحانية كما كان وأشرت إلى آدم صلى الله عليه في ذلك الجمع أبا لنا في الجسمية والعناصر له أم ووالد كما كانت حقيقة الهباء في الأصل مع الواحد فلا يكون أمر إلا عن أمرين ولا نتيجة إلا عن مقدمتين أ ليس وجودك عن الحق سبحانه وكونه قادرا موقوفا وأحكامك عليه من كونه عالما موصوفا واختصاصك بأمر دون غيره مع جوازه عليك عليه من كونه مريدا معروفا فلا يصح وجود المعدوم عن وحيد العين فإنه من أين يعقل الأين فلا بد أن تكون ذات الشي‏ء أينا لأمر ما لا يعرفه من أصبح عن الكشف على الحقائق أعمى وفي معرفة الصفة والموصوف تتبين حقيقة الأين المعروف وإلا فكيف تسأل صلى الله عليك بأين وتقبل من المسئول فاء الظرف ثم تشهد له بالإيمان الصرف وشهادتك حقيقة لا مجاز ووجوب لا جواز فلو لا معرفتك صلى الله عليك بحقيقة ما قبلت قولها مع كونها خرساء في السماء ثم بعد أن أوجد العوالم اللطيفة والكثيفة ومهد المملكة وهيأ المرتبة الشريفة أنزل في أول دورة العذراء الخليفة ولذلك جعل سبحانه مدتنا في الدنيا سبع آلاف سنة وتحل بنا في آخرها حال فناء بين نوم وسنة فننتقل إلى البرزخ الجامع للطرائق وتغلب فيه الحقائق الطيارة على جميع الحقائق فترجع الدولة للأرواح وخليفتها في ذلك الوقت طائر له ستمائة جناح وترى الأشباح في حكم التبع للأرواح فيتحول الإنسان في أي صورة شاء لحقيقة صحت له عند البعث من القبور في الإنشاء وذلك موقوف على سوق الجنة سوق اللطائف والمنة فانظروا رحمكم الله وأشرت إلى آدم في الزمردة البيضاء قد أودعها الرحمن في أول الآباء وانظروا إلى النور المبين وأشرت إلى الأب الثاني الذي سمانا مسلمين وانظروا إلى اللجين الأخلص وأشرت إلى من أبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله كما جاء به النص وانظروا إلى جمال حمرة ياقوتة النفس وأشرت إلى من بيع بِثَمَنٍ بَخْسٍ وانظروا إلى حمرة الإبريز وأشرت إلى الخليفة العزيز وانظروا إلى نور الياقوتة الصفراء في الظلام وأشرت إلى من فضل بالكلام فمن سعى إلى هذه الأنوار حتى وصل إلى ما يكشفه لك طريقها من الأسرار فقد عرف المرتبة التي لها وجد وصح له المقام الآلي وله سجد فهو الرب والمربوب والمحب والمحبوب‏

انظر إلى بدء الوجود وكن به *** فطنا تر الجود القديم المحدثا

والشي‏ء مثل الشي‏ء إلا أنه *** أبداه في عين العوالم محدثا

إن أقسم الرائي بأن وجوده *** أزلا فبر صادق لن يحنثا

أو أقسم الرائي بأن وجوده *** عن فقده أحرى وكان مثلثا

ثم أظهرت أسرارا وقصصت أخبارا لا يسع الوقت إيرادها ولا يعرف أكثر الخلق إيجادها فتركتها

موقوفة على رأس مهيعها خوفا من وضع الحكمة في غير موضعها ثم رددت من ذلك المشهد النومي العلي إلى العالم السفلي فجعلت ذلك الحمد المقدس خطبة الكتاب وأخذت في تتميم صدره ثم أشرع بعد ذلك في الكلام على ترتيب الأبواب والحمد لله الغني الوهاب‏

[رسالة إلى الشيخ عبد العزيز المهدوي‏]

هذه رسالة كتبت بها أما بعد فإنه‏

لما انتهى للكعبة الحسناء *** جسمي وحصل رتبة الأمناء

وسعى وطاف وثم عند مقامها *** صلى وأثبته من العتقاء

من قال هذا الفعل فرض واجب *** ذاك المؤمل خاتم النباء

ورأى بها الملأ الكريم وآدما *** قلبي فكان لهم من القرناء

ولآدم ولدا تقيا طائعا *** ضخم الدسيعة أكرم الكرماء

والكل بالبيت المكرم طائف *** وقد اختفى في الحلة السوداء

يرخي ذلاذل برده ليريك في *** ذاك التبختر نخوة الخيلاء

وأبي على الملإ الكريم مقدم *** يمشي بأضعف مشية الزمناء

والعبد بين يدي أبيه مطرق *** فعل الأديب وجبرئيل إزائي‏

يبدي المعالم والمناسك خدمة *** لأبي ليورثها إلى الأبناء

فعجبت منهم كيف قال جميعهم *** بفساد والدنا وسفك دماء

إذ كان يحجبهم بظلمة طينة *** عما حوته من سنا الأسماء

وبدا بنور ليس فيه غيره *** لكنهم فيه من الشهداء

إن كان والدنا محلا جامعا *** للأولياء معا وللأعداء

ورأى المويهة والنويرة جاءتا *** كرها بغير هوى وغير صفاء

فبنفس ما قامت به أضداده *** حكموا عليه بغلظة وبذاء

وأتى يقول أنا المسبح والذي *** ما زال يحمدكم صباح مساء

وأنا المقدس ذات نور جلالكم *** وأتوا في حق أبي بكل جفاء

لما رأوا جهة الشمال ولم يروا *** منه يمين القبضة البيضاء

ورأوا نفوسهم وعبيدا خشعا *** ورأوه ربا طالب استيلاء

لحقيقة جمعت له أسماء من *** خص الحبيب بليلة الإسراء

ورأوا منازعة اللعين بجنده *** يرنو إليه بمقلة البغضاء

وبذات والدنا منافق ذاته *** حظ العصاة وشهوتا حواء

علموا بأن الحرب حتما واقع *** منه بغير تردد وإباء

فلذاك ما نطقوا بما نطقوا به *** فأعذرهم فهم من الصلحاء

فطروا على الخير الأعم جبلة *** لا يعرفون مواقع الشحناء

ومتى رأيت أبي وهم في مجلس *** كان الإمام وهم من الخدماء

وأعاد قولهم عليهم ربنا *** عدلا فأنزلهم إلى الأعداء

فحرابة الملإ الكريم عقوبة *** لمقالهم في أول الآباء

أو ما ترى في يوم بدر حربهم *** ونبينا في نعمة ورخاء

بعريشه متملقا متضرعا *** لإلهه في نصرة الضعفاء

لما رأى هذي الحقائق كلها *** معصومة قلبي من الأهواء

نادى فاسمع كل طالب حكمة *** يطوي لها بشملة وجناء

طي الذي يرجو لقاء مراده *** فيجوب كل مفازة بيداء

يا راحلا يقص المهامه قاصدا *** نحوي ليلحق رتبة السمراء

قل للذي تلقاه من شجرائي *** عني مقالة أنصح النصحاء

واعلم بأنك خاسر في حيرة *** لما جهلت رسالتي وندائي‏

إن الذي ما زلت أطلب شخصه *** ألفيته بالربوة الخضراء

البلدة الزهراء بلدة تونس *** الخضرة المزدانة الغراء

بمحله الأسنى المقدس تربه *** بحلوله ذي القبلة الزوراء

في عصبة مختصة مختارة *** من صفة النجباء والنقباء

يمشي بهم في نور علم هداية *** من هديه بالسنة البيضاء

والذكر يتلى والمعارف تنجلي *** فيه من الإمساء للامساء

بدرا لأربعة وعشر لا يرى *** أبدا منور ليلة قمراء

وابن المرابط فيه واحد شأنه *** جلت حقائقه عن الإفشاء

وبنوه قد حفوا بعرش مكانه *** فهو الإمام وهم من البدلاء

فكأنه وكأنهم في مجلس *** بدر تحف به نجوم سماء

وإذا أتاك بحكمة علوية *** فكأنه ينبي عن العنقاء

فلزمته حتى إذا حلت به *** أنثى لها نجل من الغرباء

حبر من الأحبار عاشق نفسه *** سر المجانة سيد الظرفاء

من عصبة النظار والفقهاء *** لكنه فيهم من الفضلاء

وافى وعندي للتنفل نية *** في كل وقت من دجى وضحاء

فتركته ورحلت عنه وعنده *** مني تغير غيرة الأدباء

وبدأ يخاطبني بأنك خنتني *** في عترتي وصحابتي القدماء

وأخذت تائبنا الذي قامت به *** داري ولم تخبر به سجرائي‏

والله يعلم نيتي وطويتي *** في أمر تائبه وصدق وفائي‏

فإنا على العهد القديم ملازم *** فوداده صاف من الأقذاء

ومتى وقعت على مفتش حكمة *** مستورة في الغضة الحوراء

متحير متشوف قلنا له *** يا طالب الأسرار في الإسراء

أسرع فقد ظفرت يداك بجامع *** لحقائق الأموات والأحياء

نظر الوجود فكان تحت نعاله *** من مستواه إلى قرار الماء

ما فوقه من غاية يعنو لها *** إلا هو فهو مصرف الأشياء

لبس الرداء تنزها وإزاره *** لما أراد تكون الإنشاء

فإذا أراد تمتعا بوجوده *** من غير ما نظر إلى الرقباء

شال الرداء فلم يكن متكبرا *** وإزار تعظيم على القرناء

فبدا وجود لا تقيده لنا *** صفة ولا اسم من الأسماء

إن قيل من هذا ومن تعني به *** قلنا المحقق آمر الأمراء

شمس الحقيقة قطبها وإمامها *** سر العباد وعالم العلماء

عبد تسود وجهه من همه *** نور البصائر خاتم الخلفاء

سهل الخلائق طيب عذب الجنى *** غوث الخلائق أرحم الرحماء

جلت صفات جلاله وجماله *** وبهاء عزته عن النظراء

يمضي المشيئة في البنين مقسما *** بين العبيد الصم والأجراء

ما زال سائس أمة كانت به *** محفوظة الأنحاء والأرجاء

شري إذا نازعته في ملكه *** أرى إذا ما جئته لحباء

صلب ولكن لين لعفاته *** كالماء يجري من صفا صماء

يغني ويفقر من يشاء فأمره *** محيي الولاة ومهلك الأعداء

لا أنس إذ قال الإمام مقالة *** عنها يقصر أخطب الخطباء

كنا بنا ورداء وصلى جامع *** لذواتنا فإنا بحيث ردائي‏

فانظر إلى السر المكتم درة *** مجلوة في اللجة العمياء

حتى يحار الخلق في تكييفها *** عينا كحبرة عودة الإبداء

عجبا لها لم تخفها أصدافها *** الشمس تنفي حندس الظلماء

فإذا أتى بالسر عبد هكذا *** قيل اكتبوا عبدي من الأمناء

إن كان يبدي السر مستورا فما *** تدري به أرضي فكيف سمائي‏

لما أتيت ببعض وصف جلاله *** إذ كان عيي واقفا بحذائي‏

قالوا لقد ألحقته بإلهنا *** في الذات والأوصاف والأسماء

فبأي معنى تعرف الحق الذي *** سواك خلقا في دجى الأحشاء

قلنا صدقت وهل عرفت محققا *** من موجد الكون الأعم سوائي‏

فإذا مدحت فإنما أثنى على *** نفسي فنفسي عين ذات ثنائي‏

وإذا أردت تعرفا بوجوده *** قسمت ما عندي على الغرماء

وعدمت من عيني فكان وجوده *** فظهوره وقف على إخفائي‏

جل الإله الحق أن يبدو لنا *** فردا وعيني ظاهر وبقائي‏

لو كان ذاك لكان فردا طالبا *** متجسسا متجسسا لثنائي‏

هذا محال فليصح وجوده *** في غيبتي عن عينه وفنائي‏

فمتى ظهرت إليكم أخفيته *** إخفاء عين الشمس في الأنواء

فالناظرون يرون نصب عيونهم *** سحبا تصرفها يد الأهواء

والشمس خلف الغيم تبدي نورها *** للسحب والأبصار في الظلماء

فيقول قد بخلت علي وإنها *** مشغولة بتحلل الأجزاء

لتجود بالمطر الغزير على الثرى *** من غير ما نصب ولا إعياء

وكذاك عند شروقها في نورها *** تمحو طوالع نجم كل سماء

فإذا مضت بعد الغروب بساعة *** ظهرت لعينك أنجم الجوزاء

هذا لميتها وذاك لحيها *** في ذاتها وتقول حسن رآء

فخفاؤه من أجلنا وظهوره *** من أجله والرمز في الأفياء

كخفائنا من أجله وظهورنا *** من أجلنا فسناه عين ضيائي‏

ثم التفت بالعكس رمزا ثانيا *** جلت عوارفه عن الإحصاء

فكأننا سيان في أعياننا *** كصفا الزجاجة في صفا الصهباء

فالعلم يشهد مخلصين تألفا *** والعين تعطي واحدا للرائي‏

فالروح ملتذ بمبدع ذاته *** وبذاته من جانب الأكفاء

والحس ملتذ برؤية ربه *** فإن عن الإحساس بالنعماء

فالله أكبر والكبير ردائي *** والنور بدري والضياء ذكائي‏

والشرق غربي والمغارب مشرقي *** والبعد قربى والدنو تنائي‏

والنار غيبي والجنان شهادتي *** وحقائق الخلق الجديد إمائي‏

فإذا أردت تنزها في روضتى *** أبصرت كل الخلق في مرائي‏

وإذا انصرفت أنا الإمام وليس لي *** أحد أخلفه يكون ورائي‏

فالحمد لله الذي أنا جامع *** لحقائق المنشئ والإنشاء

هذا قريضي منبئ بعجائب *** ضاقت مسالكها على الفصحاء

فاشكر معي عبد العزيز إلهنا *** ولتشكر أيضا إلى العذراء

شرعا فإن الله قال اشكر لنا *** ولوالديك وأنت عين قضائي‏

وبعد حمد الله بحمد الحمد لا بسواه والصلاة التامة على من أسرى به إلى مستواه فاعلم أيها العاقل الأديب الولي الحبيب أن الحكيم إذا نأت به الدار عن قسيمه وحالت صروف الدهر بينه وبين حميمه لا بد أن يعرفه بكل ما اكتسبه في غيبته وما حصله من الأمتعة الحكمية في غيبته ليسر وليه بما أسداه إليه البر الرحيم من لطائفه ومنحه من عوارفه وأودعه من حكمه وأسمعه من كلمه فكان وليه ما غاب عنه بما عرف منه وإن كان الولي أبقاه الله قد أصاب صفاء وده بعض كدر لعرض وظهر منه انقباض عند الوداع لإتمام غرض فقد غمض وليه عن ذلك جفن الانتقاد وجعله من الولي أبقاه الله من كريم الاعتقاد إذ لا يهتم منك إلا من يسأل عنك فليهنأ الولي أبقاه الله فإن القلب سليم والود كما يعلم بين الجوانح مقيم وقد علم الولي أبقاه الله أن الود فيه كان إليا لا غرضيا ولا نفسيا وثبت هذا عنده قديما عني من غير علة ولا فاقة إليه ولا قلة ولا طلب لمثوبة ولا حذر من عقوبة وربما كان من الولي حفظه الله تعالى في الرحلة الأولى التي رحلت إليه سنة تسعين وخمسمائة عدم التفات فيها إلى جانبي ونفور عن الجري على مقاصدي ومذاهبي لما لاحظ فيها رضي الله عنه من النقص وعذرته في ذلك فإنه أعطاه ذلك مني ظاهر الحال وشاهد النص فإني سترت عنه وعن بنيه ما كنت عليه في نفسي بما أظهرته إليهم من سوء حالي وشره حسي وربما كنت ألوح لهم أحيانا على طريق التنبيه فيأبى الله أن يلحظني واحد منهم بعين التنزيه ولقد قرعت أسماعهم يوما في بعض المجالس والولي أبقاه الله في صدر ذلك المجلس جالس بأبيات أنشدتها وفي كتاب الإسراء لنا أودعتها وهي‏

أنا القرآن والسبع المثاني *** وروح الروح لا روح الأواني‏

فؤادي عند معلومي مقيم *** يشاهده وعندكم لساني‏

فلا تنظر بطرفك نحو جسمي *** وعد عن التنعم بالمغاني‏

وغص في بحر ذات الذات تبصر *** عجائب ما تبدت للعيان‏

وأسرار تراءت مبهمات *** مسترة بأرواح المعاني‏

فو الله ما أنشدت من هذه القطعة بيتا إلا وكأني أسمعه ميتا وسبب ذلك حكمة أبغي رضاها وحاجة في نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها

وما أحس بي من ذلك الجمع المكرم إلا أبو عبد الله بن المرابط كليمهم المبرز المقدم ولكن بعض إحساس والغالب عليه في أمري الالتباس وأما الشيخ المسن المرحوم جراح فكنت قد تكاشفت معه على نية في حضرة عليه ولم أزل بعد مفارقتي حضرة الولي أبقاه الله له ذاكرا ولأحواله شاكرا وبمناقبه ناطقا ولآدابه عاشقا وربما سطرت من ذلك في الكتب ما سارت به الركبان وشهر في بعض البلدان وقد وقف الولي عليه ورأى بعض ما لديه فقد ثبت له الود مني قبل سبب يقتضيه وغرض عاجل أو آجل يثبته في النفس ويمضيه ثم كان الاجتماع بالولي تولاه الله بعد ذلك بأعوام في محله الأسنى وكانت الإقامة معه تسعة أشهر دون أيام في العيش الأرغد الأهنى عيش روح وشبح وقد جاد كل واحد منا بذاته على صفيه وسمح ولي رفيق وله رفيق وكلاهما صديق وصديق فرفيقه شيخ عاقل محصل ضابط يعرف بأبي عبد الله بن المرابط ذو نفس أبية وأخلاق رضية وأعمال زكية وخلال مرضية يقطع الليل تسبيحا وقرآنا ويذكر الله على أكثر أحيانه سرا وإعلانا بطل في ميدان المعاملات فهم لما يرد به صاحب المنازل والمنازلات منصف في حاله مفرق بين حقه ومحاله وأما رفيقي فضياء خالص ونور صرف حبشي اسمه عبد الله بدر لا يلحقه خسف يعرف الحق لأهله فيؤديه ويوقفه عليهم ولا يعديه قد نال درجة التمييز وتخلص عند السبك كالذهب الإبريز كلامه حق ووعده صدق فكنا الأربعة الأركان التي قام عليها شخص العالم والإنسان فافترقنا ونحن على هذه الحال لانحراف قام ببعض هذه المحال فإني كنت نويت الحج والعمرة ثم أسرع إلى مجلسه الكريم الكرة فلما وصلت أم القرى بعد زيارتي الخليل الذي سن القرى وبعد صلاتي بالصخرة والأقصى وزيارة سيدي سيد ولد آدم ديوان الإحاطة والإحصاء أقام الله في خاطري أن أعرف الولي أبقاه الله بفنون من المعارف حصلتها في غيبتي وأهدى إليه أكرمه الله من جواهر العلم التي اقتنيتها في غربتي فقيدت له هذه الرسالة اليتيمة التي أوجدها الحق لأعراض الجهل تميمة ولكل صاحب صفي ومحقق صوفي ولحبيبنا الولي وأخينا الذكي وولدنا الرضي عبد الله بدر الحبشي اليمني معتق أبي الغنائم ابن أبي الفتوح الحراني وسميتها رسالة الفتوحات المكية في معرفة الأسرار المالكية والملكية إذ كان الأغلب فيما أودعت هذه الرسالة ما فتح الله به علي عند طوافي ببيته المكرم أو قعودي مراقبا له بحرمه الشريف المعظم وجعلتها أبوابا شريفة وأودعتها المعاني اللطيفة فإن الإنسان لا تسهل عليه شدائد البداية إلا إذا عرف شرف الغاية ولا سيما إن ذاق من ذلك عذوبة الجنى ووقع منه بموقع المني فإذا حصر الباب البصر تردد عليه عين بصيرة الحكيم فنظر فاستخرج اللآلي والدرر ويعطيه الباب عند ذلك ما فيه من حكم روحانية ونكت ربانية على قدر نفوذه وفهمه وقوة عزمه ووهمه واتساع نفسه من أجل غطسه في أعماق بحار علمه‏

لما لزمت قرع باب الله *** كنت المراقب لم أكن باللاهي‏

حتى بدت للعين سبحة وجهه *** وإلى هلم لم تكن إلا هي‏

فاحطت علما بالوجود فما لنا *** في قلبنا علم بغير الله‏

لو يسلك الخلق الغريب محجتي *** لم يسألوك عن الحقائق ما هي‏

فلنقدم قبل الشروع في الكلام على أبواب هذا الكتاب بابا في فهرست أبوابه ثم أتلوه بمقدمة في تمهيد ما يتضمنه هذا الكتاب من العلوم الإلهية الإسرارية وعلى أثرها يكون الكلام على الأبواب على حسب ترتيبها في باب الفهرست إن شاء الله تعالى والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى الجزء الأول والحمد لله يتلوه الجزء الثاني إن شاء الله تعالى وصلى الله على محمد وعلى آله الطاهرين‏

( «بسم الله الرحمن الرحيم»)

«باب في فهرست أبواب الكتاب وليس معدودا في الأبواب وهو على فصول ستة»

«الفصل الأول في المعارف»

(الباب الأول) في معرفة الروح الذي أخذت من تفصيل نشأته ما سطرته في هذا الكتاب وما كان بيني وبينه من الأسرار (الباب الثاني) في معرفة مراتب الحروف والحركات من العالم وما لها من الأسماء الحسنى ومعرفة الكلمات التي توهم التشبيه ومعرفة العلم والعالم والمعلوم (الباب الثالث) في تنزيه الحق عما في طي الكلمات التي أطلقت عليه في كتابه وعلى لسان رسوله عليه السلام من التشبيه والتجسيم (الباب الرابع) في سبب بدء العالم ونشئه ومراتب الأسماء الحسنى في العالم (الباب الخامس) في معرفة أسرار بسم الله الرحمن الرحيم من جهة ما لا من جميع وجوهه (الباب السادس) في معرفة بدء الخلق الروحاني ومن هو أول موجود فيه ومم وجد وفيم وجد وعلى أي مثال وجد ولم وجد وما غايته ومعرفة أفلاك العالم الأكبر والأصغر (الباب السابع) في معرفة بدء الجسوم الإنسانية وهو آخر موجود من العالم الأكبر (الباب الثامن) في معرفة الأرض التي خلقت من بقية خميرة طينة آدم عليه السلام وما فيها من الغرائب والعجائب وتسمى أرض الحقيقة (الباب التاسع) في معرفة وجود الأرواح النارية المارجية (الباب العاشر) في معرفة دورة الملك وأول منفصل فيها عن أول موجود وآخر منفصل فيها عن آخر منفصل عنه وبما ذا عمر الموضع المنفصل عنه منهما وتمهيد الله هذه المملكة حتى جاء مليكها وما مرتبة العالم الذي بين عيسى عليه السلام وبين محمد صلى الله عليه وسلم (الباب الحادي عشر) في معرفة آبائنا العلويات وأمهاتنا السفليات (الباب الثاني عشر) في معرفة دورة سيد العالم محمد صلى الله عليه وسلم وأن الزمان في وقته استدار كهيئته يوم خلقه الله تعالى (الباب الثالث عشر) في معرفة حملة العرش وهم إسرافيل وآدم وميكائيل وإبراهيم وجبريل ومحمد ورضوان ومالك عليهم السلام (الباب الرابع عشر) في معرفة أسرار أنباء الأولياء وأقطاب الأمم من آدم إلى محمد عليهما السلام وأن القطب واحد منذ خلقه الله لم يمت وأين مسكنه (الباب الخامس عشر) في معرفة الأنفاس ومعرفة أقطابها المحققين بها وأسرارهم (الباب السادس عشر) في معرفة المنازل السفلية والعلوم الكونية ومبدأ معرفة الحق تعالى منها ومعرفة الأوتاد والأشخاص السبعة البدلاء ومن تولاهم من الأرواح العلوية وترتيب أفلاكها (الباب السابع عشر) في معرفة انتقال العلوم الكونية ونبذ من العلوم الإلهية الممدة الأصلية (الباب الثامن عشر) في معرفة علم المتهجدين وما يتعلق به من المسائل ومقداره في مراتب العلوم وما يظهر منه من العلوم في الوجود الكوني (الباب التاسع عشر) في سبب نقص العلوم وزيادتها وقوله تعالى وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً وقوله عليه السلام إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء ولكن يقبضه بقبض العلماء

الحديث‏

(الباب الموفي عشرين) في معرفة العلم العيسوى ومن أين جاء وإلى أين ينتهي وكيفيته وهل تعلق بطول العالم أو بعرضه أو بهما (الباب الحادي والعشرون) في معرفة ثلاثة علوم كونية وتوالج بعضها في بعض (الباب الثاني والعشرون) في معرفة علم المنزل والمنازل وترتيب جميع العلوم الكونية (الباب الثالث والعشرون) في معرفة الأقطاب المصونين وأسرار منازل صونهم (الباب الرابع والعشرون) في معرفة جاءت عن العلوم الكونية وما تتضمنه من العجائب ومن حصلها من العالم ومراتب أقطابهم وأسرار الاشتراك بين شريعتين والقلوب المتعشقة بالأنفاس وأصلها وإلى كم تنتهي منازلها (الباب الخامس والعشرون) في معرفة وتد مخصوص معمر وأسرار الأقطاب المختصين بأربعة أصناف من العالم وسر المنزل والمنازل ومن دخله من العالم (الباب السادس والعشرون) في معرفة أقطاب الرموز وتلويحات من أسرارهم وعلومهم (الباب السابع والعشرون) في معرفة أقطاب صل فقد نويت وصالك وهو من منازل العالم النوراني وأسرارهم (الباب الثامن والعشرون) في معرفة أقطاب أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ (الباب التاسع والعشرون) في معرفة سر سلمان الذي ألحقه بأهل البيت والأقطاب الذين منهم ورثه ومعرفة أسرارهم (الباب الثلاثون) في معرفة الطبقة الأولى والثانية من الأقطاب الركبانية (الباب الحادي والثلاثون) في معرفة أصول الركبان (الباب الثاني والثلاثون) في معرفة الأقطاب المدبرين من الفرقة الثانية الركبانية (الباب الثالث والثلاثون) في معرفة الأقطاب النياتيين وأسرارهم وكيفية أصولهم (الباب الرابع والثلاثون) في معرفة شخص تحقق في منزل الأنفاس فعاين بها أسرارا أذكرها (الباب الخامس والثلاثون) في معرفة هذا الشخص المحقق في منزل الأنفاس وأسراره بعد موته (الباب السادس والثلاثون) في معرفة العيسويين وأقطابهم وأصولهم (الباب السابع والثلاثون) في معرفة الأقطاب العيسويين وأسرارهم (الباب الثامن والثلاثون) في معرفة من اطلع على المقام المحمدي ولم ينله من الأقطاب (الباب التاسع والثلاثون) في معرفة المنزل الذي ينحط إليه الولي إذا طرده الحق عافانا الله وإياك وما يتعلق بهذا المنزل من العجائب والعلوم الإلهية ومعرفة أسرار أقطاب هذا المنزل (الباب الأربعون) في معرفة منزل مجاور لعلم جزئي من علوم الكون وترتيبه وغرائبه وأقطابه (الباب الحادي والأربعون) في معرفة أهل الليل واختلاف طبقاتهم وتباينهم في مراتبهم وأسرار أقطابهم (الباب الثاني والأربعون) في معرفة الفتوة والفتيان ومنازلهم وطبقاتهم وأسرار أقطابهم (الباب الثالث والأربعون) في معرفة جماعة من أقطاب الورعين وعامة ذلك المقام (الباب الرابع والأربعون) في معرفة البهاليل وأئمتهم في البهللة (الباب الخامس والأربعون) في معرفة من عاد بعد ما وصل ومن جعله يعود (الباب السادس والأربعون) في معرفة العلم القليل ومن حصله من الصالحين (الباب السابع والأربعون) في معرفة أسرار ووصف المنازل السفلية ومقاماتها وكيف يرتاح العارف عند ذكره بدايته فيحن إليها مع علو مقامه وما السر الذي يتجلى له حتى يدعوه إلى ذلك (الباب الثامن والأربعون) في معرفة إنما كان كذا لكذا (الباب التاسع والأربعون) في معرفة

إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن‏

ومعرفة هذا المنزل ورجاله‏

(الباب الخمسون) في معرفة رجال الحيرة والعجز (الباب الحادي والخمسون) في معرفة رجال من أهل الورع قد تحققوا بمنزل نفس الرحمن (الباب الثاني والخمسون) في معرفة السبب الذي يهرب منه المكاشف من حضرة الغيب إلى عالم الشهادة (الباب الثالث والخمسون) في معرفة ما يلقي المريد على نفسه من وظائف الأعمال قبل وجود الشيخ (الباب الرابع والخمسون) في معرفة الإشارات (الباب الخامس والخمسون) في معرفة الخواطر الشيطانية (الباب السادس والخمسون) في معرفة الاستقراء وصحته وسقمه (الباب السابع والخمسون) في معرفة تحصيل علم الإلهام بنوع ما من أنواع الاستدلال ومعرفة النفس (الباب الثامن والخمسون) في معرفة أسرار أهل الإلهام المستدلين ومعرفة علم إلهي فاض على القلب ففرق خواطره وشتتها (الباب التاسع والخمسون) في معرفة الزمان الموجود والمقدر (الباب الستون) في معرفة العناصر وسلطان العالم العلوي على العالم السفلي وفي أي دورة كان وجود هذا العالم الإنساني من دورات الفلك الأقصى وأي روحانية تنظرنا (الباب الحادي والستون) في معرفة جهنم وأعظم المخلوقات عذابا فيها ومعرفة بعض العالم العلوي (الباب الثاني والستون) في معرفة مراتب النار (الباب الثالث والستون) في معرفة بقاء الناس في البرزخ بين الدنيا والبعث (الباب الرابع والستون) في معرفة القيامة ومنازلها وكيفية البعث (الباب الخامس والستون) في معرفة الجنة ومنازلها ودرجاتها وما يتعلق بهذا الباب (الباب السادس والستون) في معرفة سر الشريعة ظاهرا وباطنا وأي اسم أوجدها (الباب السابع والستون) في معرفة لا إله إلا الله محمد رسول الله (الباب الثامن والستون) في معرفة أسرار الطهارة (الباب التاسع والستون) في معرفة أسرار الصلاة (الباب السبعون) في معرفة أسرار الزكاة (الباب الحادي والسبعون) في معرفة أسرار الصيام (الباب الثاني والسبعون) في معرفة أسرار الحج ومعرفة مناسكه وآيات بيته المكرم وما أشهدني الحق عند طوافي بالبيت من أسرار الطواف (الباب الثالث والسبعون) في معرفة عدد ما يحصل من الأسرار للمشاهد عند المقابلة والانحراف وعلى كم ينحرف من المقابلة

«الفصل الثاني في المعاملات»

(الباب الرابع والسبعون) في التوبة (الباب الخامس والسبعون) في ترك التوبة (الباب السادس والسبعون) في المجاهدة (الباب السابع والسبعون) في ترك المجاهدة (الباب الثامن والسبعون) في الخلوة (الباب التاسع والسبعون) في ترك الخلوة

(الباب الثمانون) في العزلة (الباب الحادي والثمانون) في ترك العزلة (الباب الثاني والثمانون) في الفرار (الباب الثالث والثمانون) في ترك الفرار (الباب الرابع والثمانون) في تقوى الله (الباب الخامس والثمانون) في تقوى الحجاب والستر (الباب السادس والثمانون) في تقوى الحدود الدنيوية (الباب السابع والثمانون) في تقوى النار (الباب الثامن والثمانون) في معرفة أسرار أحكام أصول الشرع (الباب التاسع والثمانون) في معرفة النوافل على الإطلاق (الباب التسعون) في معرفة أسرار الفرائض والسنن (الباب الحادي والتسعون) في معرفة الورع وأسراره (الباب الثاني والتسعون) في معرفة مقام ترك الورع (الباب الثالث والتسعون) في معرفة الزهد وأسراره (الباب الرابع والتسعون) في معرفة مقام ترك الزهد (الباب الخامس والتسعون) في معرفة أسرار الجود والكرم والسخاء والإيثار على الخصاصة وعلى غير الخصاصة مع طلب العوض وتركه (الباب السادس والتسعون) في معرفة الصمت وأسراره (الباب السابع والتسعون) في معرفة مقام الكلام وأسراره (الباب الثامن والتسعون) في معرفة مقام السهر وأسراره (الباب التاسع والتسعون) في معرفة مقام النوم وأسراره (الباب الموفي مائة) في معرفة مقام الخوف وأسراره (الباب الحادي ومائة) في معرفة مقام ترك الخوف وأسراره (الباب الثاني ومائة) في معرفة مقام الرجاء وأسراره (الباب الثالث ومائة) في معرفة مقام ترك الرجاء وأسراره (الباب الرابع ومائة) في معرفة مقام الحزن وأسراره (الباب الخامس ومائة) في معرفة مقام ترك الحزن وسببه (الباب السادس ومائة) في معرفة مقام الجوع وأسراره (الباب السابع ومائة) في معرفة مقام ترك الجوع وسببه (الباب الثامن ومائة) في معرفة الفتنة والشهوة وصحبة الأحداث والنسوان وأخذ الإرفاق منهن ومتى يأخذ المريد الإرفاق (الباب التاسع ومائة) في معرفة الفرق بين الشهوة والإرادة وبين الشهوة التي لنا في الدنيا والشهوة التي لنا في الجنة والفرق بين اللذة والشهوة ومعرفة مقام من يشتهي ومن يشتهي ومن لا يشتهي ومن لا يشتهي ومن يشتهي ولا يشتهي ومن لا يشتهي ويشتهي (الباب العاشر ومائة) في معرفة مقام أسرار الخشوع والخضوع‏

(الباب الحادي عشر ومائة) في معرفة مقام ترك الخشوع والخضوع وأسراره (الباب الثاني عشر ومائة) في معرفة مخالفة النفس وأسرارها (الباب الثالث عشر ومائة) في معرفة مقام مساعدة النفس في أغراضها وأسراره (الباب الرابع عشر ومائة) في معرفة مقام الحسد والغبط ومحمودهما ومذمومهما (الباب الخامس عشر ومائة) في معرفة مقام الغيبة ومحمودها من مذمومها (الباب السادس عشر ومائة) في معرفة مقام القناعة وأسرارها (الباب السابع عشر ومائة) في معرفة مقام الشرة والحرص (الباب الثامن عشر ومائة) في معرفة مقام التوكل وأسراره (الباب التاسع عشر ومائة) في معرفة مقام ترك التوكل (الباب الموفي عشرين ومائة) في معرفة مقام الشكر وأسراره (الباب الحادي والعشرون ومائة) في معرفة مقام ترك الشكر وأسراره (الباب الثاني والعشرون ومائة) في معرفة مقام اليقين وأسراره (الباب الثالث والعشرون ومائة) في معرفة مقام ترك اليقين وأسراره (الباب الرابع والعشرون ومائة) في معرفة مقام الصبر وتفاصيله وأسراره (الباب الخامس والعشرون ومائة) في معرفة مقام ترك الصبر وأسراره (الباب السادس والعشرون ومائة) في المراقبة وأسرارها (الباب السابع والعشرون ومائة) في ترك المراقبة ومقامها وأسرارها (الباب الثامن والعشرون ومائة) في الرضي وأسراره (الباب التاسع والعشرون ومائة) في ترك الرضي وأسراره (الباب الثلاثون ومائة) في العبودة وأسرارها (الباب الحادي والثلاثون ومائة) في ترك العبودة وأسراره (الباب الثاني والثلاثون ومائة) في معرفة مقام الاستقامة وأسراره (الباب الثالث والثلاثون ومائة) في معرفة ترك الاستقامة وأسراره (الباب الرابع والثلاثون ومائة) في معرفة مقام الإخلاص وأسراره (الباب الخامس والثلاثون ومائة) في معرفة مقام ترك الإخلاص وأسراره (الباب السادس والثلاثون ومائة) في معرفة مقام الصدق وأسراره (الباب السابع والثلاثون ومائة) في معرفة مقام ترك الصدق وأسراره (الباب الثامن والثلاثون ومائة) في معرفة مقام الحياء وأسراره (الباب التاسع والثلاثون ومائة) في معرفة مقام ترك الحياء وأسراره (الباب الأربعون ومائة) في معرفة مقام الحرية وأسراره (الباب الحادي والأربعون ومائة) في معرفة مقام ترك الحرية وأسراره (الباب الثاني والأربعون ومائة) في معرفة مقام الذكر وأسراره (الباب الثالث والأربعون ومائة) في معرفة مقام ترك الذكر وأسراره (الباب الرابع والأربعون ومائة) في معرفة مقام الفكر وأسراره (الباب الخامس والأربعون ومائة) في معرفة مقام ترك الفكر وأسراره‏

(الباب السادس والأربعون ومائة) في معرفة مقام الفتوة وأسراره (الباب السابع والأربعون ومائة) في معرفة مقام ترك الفتوة وأسراره (الباب الثامن والأربعون ومائة) في معرفة مقام الفراسة وأسراره (الباب التاسع والأربعون ومائة) في معرفة مقام الخلق وأسراره (الباب الخمسون ومائة) في معرفة مقام الغيرة وأسراره (الباب الحادي والخمسون ومائة) في معرفة مقام ترك الغيرة وأسراره (الباب الثاني والخمسون ومائة) في معرفة مقام الولاية وأسراره (الباب الثالث والخمسون ومائة) في معرفة الولاية البشرية وأسراره التي تتضمن الولاية الإلهية (الباب الرابع والخمسون ومائة) في معرفة مقام الولاية الملكية وأسراره (الباب الخامس والخمسون ومائة) في معرفة مقام النبوة وأسراره (الباب السادس والخمسون ومائة) في معرفة مقام النبوة البشرية وأسراره (الباب السابع والخمسون ومائة) في معرفة مقام النبوة الملكية وأسراره (الباب الثامن والخمسون ومائة) في معرفة مقام الرسالة وأسراره (الباب التاسع والخمسون ومائة) في معرفة مقام الرسالة البشرية وأسراره (الباب الستون ومائة) في معرفة مقام الرسالة الملكية (الباب الحادي والستون ومائة) في معرفة المقام الذي بين النبوة والصديقية (الباب الثاني والستون ومائة) في معرفة مقام الفقر وأسراره (الباب الثالث والستون ومائة) في معرفة مقام الغني وأسراره (الباب الرابع والستون ومائة) في معرفة مقام التصوف وأسراره (الباب الخامس والستون ومائة) في معرفة مقام التحقيق والمحققين (الباب السادس والستون ومائة) في معرفة مقام الحكمة والحكماء (الباب السابع والستون ومائة) في معرفة مقام كيمياء السعادة وأسراره (الباب الثامن والستون ومائة) في معرفة مقام الأدب وأسراره (الباب التاسع والستون ومائة) في معرفة مقام ترك الأدب وأسراره (الباب السبعون ومائة) في معرفة مقام الصحبة وأسراره (الباب الحادي والسبعون ومائة) في معرفة مقام ترك الصحبة وأسراره (الباب الثاني والسبعون ومائة) في معرفة مقام التوحيد وأسراره (الباب الثالث والسبعون ومائة) في معرفة مقام التثنية وهو الشرك وأسراره (الباب الرابع والسبعون ومائة) في معرفة مقام السفر وهو السياحة وأسراره (الباب الخامس والسبعون ومائة) في معرفة مقام ترك السفر وأسراره (الباب السادس والسبعون ومائة) في معرفة أحوال القوم عند الموت على قدر مقاماتهم (الباب السابع والسبعون ومائة) في معرفة مقام المعرفة على الاختلاف الذي بين الصوفية فيها والمحققين (الباب الثامن والسبعون ومائة) في معرفة مقام المحبة وأسرارها (الباب التاسع والسبعون ومائة) في معرفة مقام الخلة وأسراره‏

(الباب الثمانون ومائة) في معرفة مقام الشوق والاشتياق وأسرارهما (الباب الحادي والثمانون ومائة) في معرفة مقام احترام الشيوخ وحفظ قلوبهم (الباب الثاني والثمانون ومائة) في معرفة مقام السماع وأسراره (الباب الثالث والثمانون ومائة) في معرفة مقام ترك السماع وأسراره (الباب الرابع والثمانون ومائة) في معرفة مقام الكرامات (الباب الخامس والثمانون ومائة) في معرفة مقام ترك الكرامات (الباب السادس والثمانون ومائة) في معرفة مقام خرق العادات (الباب السابع والثمانون ومائة) في معرفة مقام المعجزة وكيف يكون ذلك الفعل المعجز كرامة لمن كانت له وعليها معجزة لاختلاف الأحوال (الباب الثامن والثمانون ومائة) في معرفة مقام الرؤيا وهي المبشرات (الباب التاسع والثمانون ومائة) في معرفة صورة السالك‏

«الفصل الثالث في الأحوال»

(الباب التسعون ومائة) في معرفة المسافر وأحواله (الباب الحادي والتسعون ومائة) في معرفة السفر والطريق (الباب الثاني والتسعون ومائة) في معرفة الحال وأسراره ورجاله (الباب الثالث والتسعون ومائة) في معرفة المقام وأسراره (الباب الرابع والتسعون ومائة) في معرفة المكان وأسراره (الباب الخامس والتسعون ومائة) في معرفة الشطح وأسراره (الباب السادس والتسعون ومائة) في معرفة الطوالع وأسرارها (الباب السابع والتسعون ومائة) في معرفة الذهاب وأسراره (الباب الثامن والتسعون ومائة) في معرفة النفس بفتح الفاء وأسراره (الباب التاسع والتسعون ومائة) في معرفة السر وأسراره (الباب الموفي مائتين) في معرفة الوصل وأسراره (الباب الحادي ومائتان) في معرفة الفصل وأسراره (الباب الثاني ومائتان) في معرفة الأدب وأسراره (الباب الثالث ومائتان) في معرفة الرياضة وأسرارها (الباب الرابع ومائتان) في معرفة التحلي بالحاء المهملة وأسراره (الباب الخامس ومائتان) في معرفة التخلي بالخاء المعجمة وأسراره (الباب السادس ومائتان) في معرفة التجلي بالجيم وأسراره (الباب السابع ومائتان) في معرفة العلة وأسرارها (الباب الثامن ومائتان) في معرفة الانزعاج وأسراره (الباب التاسع ومائتان) في معرفة المشاهدة وأسرارها (الباب العاشر ومائتان) في معرفة المكاشفة وأسرارها (الباب الحادي عشر ومائتان) في معرفة اللوائح وأسرارها (الباب الثاني عشر ومائتان) في معرفة التلوين وأسراره‏

(الباب الثالث عشر ومائتان) في معرفة الغيرة وأسرارها (الباب الرابع عشر ومائتان) في معرفة الحيرة وأسرارها (الباب الخامس عشر ومائتان) في معرفة اللطيفة وأسرارها (الباب السادس عشر ومائتان) في معرفة الفتوح وأسراره (الباب السابع عشر ومائتان) في معرفة الوسم والرسم وأسرارهما (الباب الثامن عشر ومائتان) في معرفة القبض وأسراره (الباب التاسع عشر ومائتان) في معرفة البسط وأسراره (الباب الموفي عشرين ومائتان) في معرفة الفناء وأسراره (الباب الحادي والعشرون ومائتان) في معرفة البقاء وأسراره (الباب الثاني والعشرون ومائتان) في معرفة الجمع وأسراره (الباب الثالث والعشرون ومائتان) في معرفة التفرقة وأسرارها (الباب الرابع والعشرون ومائتان) في معرفة عين التحكيم وأسراره (الباب الخامس والعشرون ومائتان) في معرفة الزوائد وأسرارها (الباب السادس والعشرون ومائتان) في معرفة الإرادة وأسرارها (الباب السابع والعشرون ومائتان) في معرفة حال المراد وسره (الباب الثامن والعشرون ومائتان) في معرفة المريد وأسراره (الباب التاسع والعشرون ومائتان) في معرفة الهمة وأسرارها (الباب الثلاثون ومائتان) في معرفة الغربة وأسرارها (الباب الحادي والثلاثون ومائتان) في معرفة المكر وأسراره (الباب الثاني والثلاثون ومائتان) في معرفة الاصطلام وأسراره (الباب الثالث والثلاثون ومائتان) في معرفة الرغبة وأسرارها (الباب الرابع والثلاثون ومائتان) في معرفة الرهبة وأسرارها (الباب الخامس والثلاثون ومائتان) في معرفة التواجد وأسراره (الباب السادس والثلاثون ومائتان) في معرفة الوجد وأسراره (الباب السابع والثلاثون ومائتان) في معرفة الوجود (الباب الثامن والثلاثون ومائتان) في معرفة الوقت وأسراره (الباب التاسع والثلاثون ومائتان) في معرفة الهيبة وأسرارها (الباب الأربعون ومائتان) في معرفة الأنس وأسراره (الباب الحادي والأربعون ومائتان) في معرفة الجلال وأسراره (الباب الثاني والأربعون ومائتان) في معرفة الجمال وأسراره (الباب الثالث والأربعون ومائتان) في معرفة الكمال وهو الاعتدال وهو الأعراف وهو أيضا سور الحديد وهو التجريد عن حكم الأوصاف عليه (الباب الرابع والأربعون ومائتان) في معرفة الغيبة وأسرارها (الباب الخامس والأربعون ومائتان) في معرفة الحضور وأسراره (الباب السادس والأربعون ومائتان) في معرفة الشكر وأسراره‏

(الباب السابع والأربعون ومائتان) في معرفة الصحو وأسراره (الباب الثامن والأربعون ومائتان) في معرفة الذوق وأسراره (الباب التاسع والأربعون ومائتان) في معرفة الشرب وأسراره (الباب الخمسون ومائتان) في معرفة الري وأسراره (الباب الحادي والخمسون ومائتان) في معرفة عدم الري لمن شرب وأسراره (الباب الثاني والخمسون ومائتان) في معرفة المحو وأسراره (الباب الثالث والخمسون ومائتان) في معرفة الإثبات وأسراره (الباب الرابع والخمسون ومائتان) في معرفة الستر وأسراره (الباب الخامس والخمسون ومائتان) في معرفة المحق ومحق المحق (الباب السادس والخمسون ومائتان) في معرفة الإبدار وأسراره (الباب السابع والخمسون ومائتان) في معرفة المحاضرة وأسرارها (الباب الثامن والخمسون ومائتان) في معرفة اللوامع وأسرارها (الباب التاسع والخمسون ومائتان) في معرفة الهجوم والبوادة وأسرارهما (الباب الستون ومائتان) في معرفة القرب وأسراره (الباب الحادي والستون ومائتان) في معرفة البعد وأسراره (الباب الثاني والستون ومائتان) في معرفة الشريعة (الباب الثالث والستون ومائتان) في معرفة الحقيقة (الباب الرابع والستون ومائتان) في معرفة الخواطر (الباب الخامس والستون ومائتان) في معرفة الوارد (الباب السادس والستون ومائتان) في معرفة الشاهد (الباب السابع والستون ومائتان) في معرفة النفس بسكون الفاء (الباب الثامن والستون ومائتان) في معرفة الروح (الباب التاسع والستون ومائتان) في معرفة علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين‏

«الفصل الرابع في المنازل»

(الباب السبعون ومائتان) في معرفة منزل القطب والإمامين من المناجاة المحمدية (الباب الحادي والسبعون ومائتان) في معرفة منزل عند الصباح يحمد القوم السري من المناجاة المحمدية (الباب الثاني والسبعون ومائتان) في معرفة تنزيه التوحيد منها (الباب الثالث والسبعون ومائتان) في معرفة منزل الهلاك للهوى والنفس من المقام الموسوي (الباب الرابع والسبعون ومائتان) في معرفة منزل الأجل المسمى من المقام الموسوي (الباب الخامس والسبعون ومائتان) في معرفة منزل التبري من الأوثان من المقام الموسوي (الباب السادس والسبعون ومائتان) في معرفة منزل الحوض وأسراره من المقام المحمدي (الباب السابع والسبعون ومائتان) في معرفة منزل التكذيب والبخل من المقام الموسوي وأسراره (الباب الثامن والسبعون ومائتان) في معرفة منزل الألفة وأسراره من المقام الموسوي والمحمدي (الباب التاسع والسبعون ومائتان) في معرفة منزل الاعتبار وأسراره من المقام المحمدي (الباب الثمانون ومائتان) في معرفة منزل مالي وأسراره من المقام الموسوي‏

(الباب الحادي والثمانون ومائتان) في معرفة منزل الضم وإقامة الواحد مقام الجمع من الحضرة المحمدية (الباب الثاني والثمانون ومائتان) في معرفة منزل زيارة الموتى وأسراره من الحضرة الموسوية (الباب الثالث والثمانون ومائتان) في معرفة منزل القواصم وأسرارها من الحضرة المحمدية (الباب الرابع والثمانون ومائتان) في معرفة منزل المجاراة الشريفة وأسرارها من الحضرة المحمدية (الباب الخامس والثمانون ومائتان) في معرفة منزل مناجاة الجماد ومن حصل فيه حصل نصف الحضرة المحمدية والموسوية (الباب السادس والثمانون ومائتان) في معرفة منزل من قيل له كن فأبى ولم يكن من الحضرة المحمدية (الباب السابع والثمانون ومائتان) في معرفة منزل التجلي الصمداني وأسراره من الحضرة المحمدية (الباب الثامن والثمانون ومائتان) في معرفة منزل التلاوة الأولية من الحضرة الموسوية (الباب التاسع والثمانون ومائتان) في معرفة منزل العلم الأمي الذي ما تقدمه علم من الحضرة الموسوية (الباب التسعون ومائتان) في معرفة منزل تقرير النعم من الحضرة الموسوية (الباب الحادي والتسعون ومائتان) في معرفة منزل صدر الزمان وهو الفلك الرابع من الحضرة المحمدية (الباب الثاني والتسعون ومائتان) في معرفة منزل اشتراك عالِمُ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ من الحضرة الموسوية (الباب الثالث والتسعون ومائتان) في معرفة منزل وجود سبب عالم الشهادة وسبب ظهور عالم الغيب من الحضرة الموسوية (الباب الرابع والتسعون ومائتان) في معرفة منزل المحمدي المكي من الحضرة الموسوية (الباب الخامس والتسعون ومائتان) في معرفة منزل الأعداد المشرفة من الحضرة المحمدية (الباب السادس والتسعون ومائتان) في معرفة منزل انتقال صفات أهل السعادة إلى أهل الشقاء من الحضرة الموسوية (الباب السابع والتسعون ومائتان) في معرفة منزل ثناء التسوية الطينية الآدمية في المقام الأعلى من الحضرة المحمدية (الباب الثامن والتسعون ومائتان) في معرفة منزل الذكر من العالم العلوي في الحضرات المحمدية (الباب التاسع والتسعون ومائتان) في معرفة منزل عذاب المؤمنين من المقام السرياني في الحضرة المحمدية (الباب الموفي ثلاثمائة) في معرفة منزل سبب انقسام العالم العلوي في الحضرات المحمدية (الباب الحادي وثلاثمائة) في معرفة منزل الكتاب المقسوم بين أهل النعيم وأهل العذاب (الباب الثاني وثلاثمائة) في معرفة منزل ذهاب العالم الأعلى ووجود العالم الأسفل (الباب الثالث وثلاثمائة) في معرفة منزل العارف الجبرئيلي من الحضرة المحمدية (الباب الرابع وثلاثمائة) في معرفة منزل إيثار الغني على الفقر من المقام الموسوي وإيثار الفقر على الغني من الحضرة العيسوية (الباب الخامس وثلاثمائة) في معرفة منزل ترادف الأحوال على قلوب الرجال من الحضرة المحمدية (الباب السادس وثلاثمائة) في معرفة منزل اختصام الملإ الأعلى من الحضرة الموسوية (الباب السابع وثلاث مائة) في معرفة منزل تنزل الملائكة على المحمدي الموقف من الحضرة الموسوية (الباب الثامن وثلاثمائة) في معرفة منزل اختلاط العالم الكلي من الحضرة المحمدية (الباب التاسع وثلاثمائة) في معرفة منزل الملامتية من الحضرة المحمدية (الباب العاشر وثلاثمائة) في معرفة منزل الصلصلة الروحانية من الحضرة الموسوية (الباب الحادي عشر وثلاثمائة) في معرفة منزل النواشئ الاختصاصية الغيبية من الحضرة المحمدية (الباب الثاني عشر وثلاثمائة) في معرفة منزل كيفية نزول الوحي على قلوب الأولياء وحفظهم في ذلك من الشياطين من‏

الحضرة المحمدية (الباب الثالث عشر وثلاثمائة) في معرفة منزل البكاء والنوح من الحضرة المحمدية (الباب الرابع عشر وثلاثمائة) في معرفة منزل الفرق بين مدارج الملائكة والنبيين والأولياء من الحضرة المحمدية (الباب الخامس عشر وثلاثمائة) في معرفة منزل وجوب العذاب من الغيبة المحمدية (الباب السادس عشر وثلاثمائة) في معرفة الصفات القاسمية المنقوشة بالقلم الإلهي في اللوح المحفوظ الإنساني من الحضرة الموسوية (الباب السابع عشر وثلاثمائة) في معرفة منزل الابتلاء وبركاته وهو منزل الإمام الذي على يسار القطب وهو منزل أبي مدين الذي كان ببجاية رحمه الله (الباب الثامن عشر وثلاثمائة) في معرفة منزل نسخ الشريعة المحمدية بالأغراض النفسية عافانا الله وإياك من ذلك (الباب التاسع عشر وثلاثمائة) في معرفة منزل سراح النفس من قيد وجه ما من وجوه الشريعة بوجه آخر منها وأن ترك السبب الجالب للرزق من طريق التوكل سبب جالب للرزق وأن المتصف به ما خرج عن رق الأسباب (الباب الموفي عشرين وثلاثمائة) في معرفة منزل تسبيح القبضتين وتمييزهما (الباب الحادي والعشرون وثلاثمائة) في معرفة منزل من فرق بين عالم الغيب وعالم الشهادة وهو من الحضرة المحمدية (الباب الثاني والعشرون وثلاثمائة) في معرفة منزل من باع الحق بالخلق وهو من الحضرة المحمدية (الباب الثالث والعشرون وثلاثمائة) في معرفة منزل بشري مبشر بمبشر به وهو من الحضرة المحمدية (الباب الرابع والعشرون وثلاثمائة) في معرفة منزل جمع الرجال والنساء في بعض المواطن الإلهية وهو من الحضرة العاصمية (الباب الخامس والعشرون وثلاثمائة) في معرفة منزل القرآن من الحضرة المحمدية (الباب السادس والعشرون وثلاثمائة) في معرفة منزل التحاور والمنازعة وهو من الحضرة المحمدية والموسوية (الباب السابع والعشرون وثلاثمائة) في معرفة منزل المد والنصيف من الحضرة المحمدية (الباب الثامن والعشرون وثلاثمائة) في معرفة منزل ذهاب المركبات عند السبك إلى البسائط عند السبك وهو من الحضرة المحمدية (الباب التاسع والعشرون وثلاثمائة) في معرفة منزل الآلاء والفراغ إلى البلاء وهو من الحضرات المحمدية (الباب الثلاثون وثلاثمائة) في معرفة منزل القمر من الهلال من البدر وهو من الحضرة المحمدية (الباب الحادي والثلاثون وثلاث مائة) في معرفة منزل الرؤية والرؤية والقوة عليها والترقي والتداني والتلقي والتدلي وهو من الحضرة المحمدية (الباب الثاني والثلاثون وثلاثمائة) في معرفة منزل الحراسة الإلهية لأهل المقامات المحمدية وهو من الحضرة الموسوية (الباب الثالث والثلاثون وثلاثمائة) في معرفة منزل‏

خلقت الأشياء من أجلك وخلقتك من أجلي فلا تهتك ما خلقت من أجلي فيما خلقت من أجلك‏

وهو من الحضرات المحمدية (الباب الرابع والثلاثون وثلاثمائة) في معرفة منزل تجديد المعدوم وهو من الحضرات الموسوية (الباب الخامس والثلاثون وثلاثمائة) في معرفة منزل الأخوة وهو من الحضرة المحمدية (الباب السادس والثلاثون وثلاثمائة) في معرفة منزل مبايعة النبات للقطب وهو من الحضرة المحمدية (الباب السابع والثلاثون وثلاثمائة) في معرفة منزل محمد صلى الله عليه وسلم مع بعض العالم من الحضرات الموسوية (الباب الثامن والثلاثون وثلاثمائة) في معرفة منزل عقبات السويق وأسراره وهو من الحضرة المحمدية (الباب التاسع والثلاثون وثلاثمائة) في معرفة منزل جثث الشريعة بين يدي الحقيقة تطلب الاستمداد من الحضرة

المحمدية (الباب الأربعون وثلاثمائة) في معرفة المنزل الذي منه خبا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خبا وهو من الحضرة الموسوية (الباب الحادي والأربعون وثلاثمائة) في معرفة منزل التقليد في الأسرار وهو من الحضرة الموسوية (الباب الثاني والأربعون وثلاثمائة) في معرفة منزل سرين منفصلين عن ثلاثة أسرار تجمعها حضرة واحدة من حضرات الوحي وهو من الحضرة الموسوية (الباب الثالث والأربعون وثلاثمائة) في معرفة منزل سرين في تفصيل الوحي من حضرة حمد الملك كله (الباب الرابع والأربعون وثلاثمائة) في معرفة منزل سرين من أسرار المغفرة وهو من الحضرة المحمدية (الباب الخامس والأربعون وثلاثمائة) في معرفة منزل سر الإخلاص في الدين وهو من الحضرة المحمدية (الباب السادس والأربعون وثلاثمائة) في معرفة منزل سر صدق فيه بعض العارفين فرأى نوره كيف ينبعث من جوانب ذلك المنزل عليه وهو من الحضرة المحمدية (الباب السابع والأربعون وثلاثمائة) في معرفة منزل الصف الأول عند الله تعالى والشك الإلهي وفتح خيبر وما تنزل في ذلك اليوم من الأسرار وهو من الحضرة المحمدية (الباب الثامن والأربعون وثلاثمائة) في معرفة منزل سرين من أسرار قلب الجمع والوجود وهو من الحضرة المحمدية (الباب التاسع والأربعون وثلاثمائة) في معرفة منزل فتح الأبواب وغلقها وخلق كل أمة وهو من الحضرة المحمدية (الباب الخمسون وثلاثمائة) في معرفة منزل التجلي الاستفهامي ورفع الغطاء عن المعاني وهو من الحضرة المحمدية من الاسم الرب (الباب الحادي والخمسون وثلاثمائة) في معرفة منزل اشتراك النفوس والأرواح في الصفات وهو من حضرة الغيرة المحمدية من الاسم الودود (الباب الثاني والخمسون وثلاثمائة) في معرفة ثلاثة أسرار طلسمية مصورة مدبرة من حضرة التنزلات المحمدية (الباب الثالث والخمسون وثلاثمائة) في معرفة منزل ثلاثة أسرار طلسمية حكمية تشير إلى معرفة السبب وأداء حقه وهو من الحضرة المحمدية (الباب الرابع والخمسون وثلاثمائة) في معرفة المنزل الأقصى السرياني وهو من الحضرة الموسوية (الباب الخامس والخمسون وثلاثمائة) في معرفة منزل السبل المولدة وأرض العبادة واتساعها وهو من الحضرة المحمدية (الباب السادس والخمسون وثلاثمائة) في معرفة منزل ثلاثة أسرار مكتمة والسر العربي في الأدب الإلهي والوحي النفسي من الحضرة المحمدية (الباب السابع والخمسون وثلاثمائة) في معرفة منزل البهائم من الحضرة الإلهية وقهرهم تحت سرين موسويين (الباب الثامن والخمسون وثلاثمائة) في معرفة ثلاثة أسرار مختلفة الأنوار والفرار والإنذار وصحيح الأخبار ومن هذا المنزل قلت الشعر في خلوة دخلتها نلته فيها وهو من أعجب المنازل وأنوارها (الباب التاسع والخمسون وثلاثمائة) في معرفة منزل إياك أعني فاسمعي يا جارة وهو منزل تفريق الأمر وصورة الكتم في الكشف من الحضرة المحمدية (الباب الستون وثلاثمائة) في معرفة منزل الظلمات المحمود والأنوار المشهودة وإلحاق من ليس من أهل البيت بأهل البيت وهو من الحضرة المحمدية (الباب الحادي والستون وثلاثمائة) في معرفة منزل الاشتراك مع الحق في التقدير وهو من الحضرة المحمدية (الباب الثاني والستون وثلاثمائة) في معرفة منزل السجدتين سجود الكل والجزء وهو سجود القلب والوجه وما فيه‏

من أسرار وهو من الحضرة المحمدية (الباب الثالث والستون وثلاثمائة) في معرفة منزل إحالة العارف من لم يعرفه على من هو دونه ليعلمه ما ليس في وسعه أن يعلمه وتنزيه الباري عن الطرب والفرح وهو من الحضرة المحمدية (الباب الرابع والستون وثلاثمائة) في معرفة سرين طلسميين من عرفهما نال الراحة في الدنيا والآخرة والغيرة الإلهية وهو من الحضرة المحمدية (الباب الخامس والستون وثلاثمائة) في معرفة أسرار طلسمية اتصلت في حضرة الرحمة بمن خفي مقامه وحاله على الأكوان وهو من الحضرة المحمدية (الباب السادس والستون وثلاثمائة) في معرفة منزل وزراء المهدي الآتي في آخر الزمان الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من الحضرة المحمدية (الباب السابع والستون وثلاثمائة) في معرفة منزل التوكل الخامس الذي ما كشفه أحد من المحققين لقلة القابلين له وقصور الأفهام عن دركه وهو من الحضرة المحمدية (الباب الثامن والستون وثلاثمائة) في معرفة منزل أتى ولم يأت وحضرة الأمر وحده وصنف عالم ما يوحى إليه على الدوام وما فيه من الأسرار وهو من الحضرة المحمدية (الباب التاسع والستون وثلاثمائة) في معرفة منزل مفاتيح خزائن الجود وتأثير عالم الشهادة في عالم الغيب عن عالم الغيب وهو من الحضرة المحمدية (الباب السبعون وثلاثمائة) في معرفة منزل المريد وسر وسرين من أسرار الوجود والتبدل وهو من الحضرة المحمدية (الباب الحادي والسبعون وثلاثمائة) في معرفة منزل سر وثلاثة أسرار لوحية أمية وهو من الحضرة المحمدية (الباب الثاني والسبعون وثلاثمائة) في معرفة منزل سر وسرين وثنائك عليك بما ليس لك وإجابة الحق لك في ذلك لمعنى وهو من الحضرة المحمدية (الباب الثالث والسبعون وثلاثمائة) في معرفة منزل ثلاثة أسرار ظهرت في الماء الحكمي المفصل مركبه على العالم بالعناية وبقاء العالم أبد الآبدين وإن انتقلت صورته وهو من الحضرة المحمدية (الباب الرابع والسبعون وثلاثمائة) في معرفة منزل الرؤية والرئية وسوابق الأشياء في الحضرة الربوبية وأن للكفار قدما كما أن للمؤمنين قدما وقدوم كل طائفة على قدمها وآتية بإمامها عدلا وفضلا وهو من الحضرة المحمدية (الباب الخامس والسبعون وثلاثمائة) في معرفة منزل التضاهي الخيالي وعالم الحقائق والامتزاج وهو من الحضرة المحمدية (الباب السادس والسبعون وثلاثمائة) في معرفة منزل يجمع بين الأولياء والأعداء من الحضرة الحكمية ومقارعة عالم الغيب بعضهم مع بعض وهذا المنزل يتضمن ألف مقام وهو من الحضرة المحمدية (الباب السابع والسبعون وثلاثمائة) في معرفة منزل سجود القيومية والصدق والمجد واللؤلؤة والصور وهو من الحضرة المحمدية (الباب الثامن والسبعون وثلاثمائة) في معرفة منزل الأمة البهيمية والإحصاء والثلاثة الأسرار العلوية وتقدم المتأخر وتأخر المتقدم وهو من الحضرة المحمدية (الباب التاسع والسبعون وثلاثمائة) في معرفة منزل الحل والعقد والإكرام والإهانة ونشأة الدعاء في صورة الإخبار وهو من الحضرة المحمدية (الباب الثمانون وثلاثمائة) في معرفة منزل العلماء ورثة الأنبياء وهو من الحضرة المحمدية (الباب الحادي والثمانون وثلاثمائة) في معرفة منزل التوحيد والجمع وهو يحوي على خمسة آلاف مقام رفرفى وأكمل‏

مشاهدة من شاهده في نصف الشهر أو في آخره وهو من الحضرة المحمدية (الباب الثاني والثمانون وثلاثمائة) في معرفة منزل الخواتيم وعدد الأعراس الإلهية والأسرار الأعجمية وهو من الحضرة الموسوية (الباب الثالث والثمانون وثلاثمائة) في معرفة منزل العظمة الجامعة للعظمات وهو من الحضرة المحمدية الاختصاصية

«الفصل الخامس في المنازلات»

(الباب الرابع والثمانون وثلاثمائة) في معرفة المنازلات الخطابية وهو من سر قوله تعالى وما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ الله إِلَّا وَحْياً أَوْ من وَراءِ حِجابٍ وهو من الحضرة المحمدية (الباب الخامس والثمانون وثلاثمائة) في معرفة منازلة من حقر غلب ومن استهين منع (الباب السادس والثمانون وثلاثمائة) في معرفة منازلة حبل الوريد وأينية المعية (الباب السابع والثمانون وثلاثمائة) في معرفة منازلة التواضع الكبريائي (الباب الثامن والثمانون وثلاثمائة) في معرفة منازلة مجهولة عند العبد وهو إذا ارتقى من غير تعيين قصد ما يقصده من الحق (الباب التاسع والثمانون وثلاثمائة) في معرفة منازلة إلّي كونك وإلّك كوني (الباب التسعون وثلاثمائة) في معرفة منازلة زمان الشي‏ء وجوده إلا أنا فلا زمان لي وإلا أنت فلا زمان لك فأنت زماني وأنا زمانك (الباب الحادي والتسعون وثلاثمائة) في معرفة منازلة المسلك السيال الذي لا يثبت عليه رجال السؤال (الباب الثاني والتسعون وثلاثمائة) في معرفة منازلة

من رحم رحمناه ومن لم يرحم رحمناه ثم غضبنا عليه ونسيناه‏

(الباب الثالث والتسعون وثلاثمائة) في معرفة منازلة

من توقف عند رؤية ما هاله هلك‏

(الباب الرابع والتسعون وثلاثمائة) في معرفة منازلة

من تأدب وصل ومن وصل لم يرجع ولو كان غير أديب‏

(الباب الخامس والتسعون وثلاثمائة) في معرفة منازلة

من دخل حضرتي وبقيت عليه حياته فعزاؤه علي في موت صاحبه‏

(الباب السادس والتسعون وثلاثمائة) في معرفة منازلة

من جمع المعارف والعلوم حجبته عني‏

(الباب السابع والتسعون وثلاثمائة) في معرفة منازلة إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ والْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ (الباب الثامن والتسعون وثلاثمائة) في معرفة منازلة

من وعظ الناس لم يعرفني ومن ذكرهم عرفني‏

(الباب التاسع والتسعون وثلاثمائة) في معرفة منازلة منزل‏

من دخله ضربت عنقه وما بقي أحد إلا دخله‏

(الباب الموفي أربعمائة) في معرفة منازلة

من ظهر لي بطنت له ومن وقف عند حدي اطلعت عليه‏

(الباب الحادي وأربعمائة) في منازلة

الميت والحي ليس لهما إلى رؤيتى سبيل‏

(الباب الثاني وأربعمائة) في منازلة

من غالبني غلبته ومن غالبته غلبني فالجنوح إلى السلم أولي‏

(الباب الثالث وأربعمائة) في منازلة

لا حجة لي على عبيدي ما قلت لا لواحد منهم لم عملت إلا قال لي أنت عملت وقال الحق ولكن السابقة أسبق ولا تبديل‏

(الباب الرابع وأربعمائة) في معرفة منازلة

من عنف على رعيته سعى في هلاك ملكه ومن رفق بهم بقي مليكا كل سيد قتل عبدا من عبيده فإنما قتل سيادة من سيادته إلا أنا فانظر

(الباب الخامس وأربعمائة) في منازلة

من جعل قلبه بيتي وأخلاه من غيري ما يدري أحد ما أعطيه فلا تشبهوه بالبيت المعمور فإنه بيت ملائكتي لا بيتي ولهذا لم أسكن فيه خليلي بل بيتي قلب عبدي الذي وسعني حين ضاق عني أرضي وسمائي‏

(الباب السادس وأربعمائة) في منازلة

ما ظهر مني قط شي‏ء لشي‏ء ولا ينبغي أن يظهر

(الباب السابع وأربعمائة) في منازلة

في أسرع من الطرفة تختلس مني إن نظرت إلى غيري لا لضعفي ولكن لضعفك‏

(الباب الثامن وأربعمائة) في معرفة منازلة

يوم السبت فحل عنك مئزر الجد الذي شددته فقد فرغ العالم مني وفرغت منه‏

(الباب التاسع وأربعمائة) في منازلة

أسمائي حجاب عليك فإن رفعتها وصلت إلى‏

(الباب العاشر وأربعمائة) في منازلة وأَنَّ إِلى‏ رَبِّكَ الْمُنْتَهى‏ فاعتزوا بهذا الرب تسعدوا (الباب الحادي عشر وأربعمائة) في منازلة

فيسبق عليه الكتاب فيدخل النار من حضرة كاد لا يدخل النار فخافوا الكتاب ولا تخافوني فإني وإياكم سواء

(الباب الثاني عشر وأربعمائة) في منازلة

من كان لي لم يذل ولا يخزي أبدا

(الباب الثالث عشر وأربعمائة) في منازلة

من سألني فما خرج من قضائي ومن لم يسألني فما خرج من قضائي‏

(الباب الرابع عشر وأربعمائة) في معرفة منازلة

لا نرى إلا بحجاب‏

(الباب الخامس عشر وأربعمائة) في معرفة منازلة

من دعاني فقد أدى حق عبوديته ومن أنصف نفسه فقد أنصفني‏

(الباب السادس عشر وأربعمائة) في معرفة منازلة عين القلب (الباب السابع عشر وأربعمائة) في معرفة منازلة من أَجْرُهُ عَلَى الله (الباب الثامن عشر وأربعمائة) في منازلة

من لا يفهم لا يوصل إليه شي‏ء

(الباب التاسع عشر وأربعمائة) في معرفة منازلة الصكوك (الباب الموفي عشرين وأربعمائة) في معرفة منازلة التخلص من المقامات (الباب الحادي والعشرون وأربعمائة) في معرفة منازلة

من طلب الوصول إلى من جهة الدليل والبرهان لم يصل إلي أبدا فإنه لا يشبهني شي‏ء

(الباب الثاني والعشرون وأربعمائة) في معرفة منازلة

من رد إلي فعلى فقد أعطاني حقي‏

(الباب الثالث والعشرون وأربعمائة) في معرفة منازلة

من غار علي لم يذكرني‏

(الباب الرابع والعشرون وأربعمائة) في معرفة منازلة

أحبك للبقاء معي وتحب الرجوع إلى أهلك فقف حتى أتشفي منك وحينئذ تمر عني‏

(الباب الخامس والعشرون وأربعمائة) في معرفة منازلة

من طلب العلم صرفت بصره عني‏

(الباب السادس والعشرون وأربعمائة) في معرفة منازلة السر الذي منه‏

قال عليه السلام حين استفهم عن رؤيته ربه فقال نور إني أراه‏

(الباب السابع والعشرون وأربعمائة) في معرفة منازلة قابَ قَوْسَيْنِ (الباب الثامن والعشرون وأربعمائة) في معرفة منازلة الاستفهام عن الآيتين (الباب التاسع والعشرون وأربعمائة) في معرفة منازلة

من تصاغر لجلالى نزلت إليه ومن تعاظم علي تعاظمت عليه‏

(الباب الثلاثون وأربعمائة) في معرفة منازلة

أن حيرتك أوصلتك إلى‏

(الباب الحادي والثلاثون وأربعمائة) في معرفة منازلة

من حجبته حجبته‏

(الباب الثاني والثلاثون وأربعمائة) في معرفة منازلة

ما تردأت بشي‏ء إلا بك فاعرف قدرك وهنا عجب شي‏ء لا يعرف نفسه‏

(الباب الثالث والثلاثون وأربعمائة) في معرفة منازلة

انظر أي تجل يعدمك فلا تسألنيه فنعطيك إياه فلا أجد من يأخذه‏

(الباب الرابع والثلاثون وأربعمائة) في معرفة منازلة

لا يحجبنك لو شئت فإني لا أشاء بعد فأثبت‏

(الباب الخامس والثلاثون وأربعمائة) في معرفة منازلة

أخذت العهد على نفسي فوقتا وفيت ووقتا لم أوف فلا تعترض‏

(الباب السادس والثلاثون وأربعمائة) في معرفة منازلة

لو كنت عند الناس كما أنت عندي ما عبدوني‏

(الباب السابع والثلاثون وأربعمائة) في معرفة منازلة

من عرف حظه من شريعتي عرف حظه مني فإنك عندي كما أنا

عندك مرتبة واحدة

(الباب الثامن والثلاثون وأربعمائة) في معرفة منازلة

من قرأ كلامي رأى غما متى فيها سرج ملائكتي تنزل عليه وفيه فإذا سكت رحلت عنه ونزلت أنا

(الباب التاسع والثلاثون وأربعمائة) في معرفة منازلة قابَ قَوْسَيْنِ الثاني (الباب الأربعون وأربعمائة) في معرفة منازلة

اشتد ركن من قوى قلبه بمشاهدتي‏

(الباب الحادي والأربعون وأربعمائة) في معرفة منازلة

عيون أفئدة العارفين ناظرة إلى ما عندي لا إلى‏

(الباب الثاني والأربعون وأربعمائة) في معرفة منازلة

من رآني وعرف أنه رآني فما رآني‏

(الباب الثالث والأربعون وأربعمائة) في معرفة منازلة واجب الكشف العرفاني (الباب الرابع والأربعون وأربعمائة) في معرفة منازلة

من كتبت له كتاب العهد الخالص لا يشقى‏

(الباب الخامس والأربعون وأربعمائة) في معرفة منازلة

هل عرفت أوليائي الذين أدبتهم بآدابي‏

(الباب السادس والأربعون وأربعمائة) في معرفة منازلة

في تعمير نواشئ الليل فوائد الخيرات‏

(الباب السابع والأربعون وأربعمائة) في معرفة منازلة

من دخل حضرة التطهير نطق عني‏

(الباب الثامن والأربعون وأربعمائة) في معرفة منازلة

من كشفت له شيئا مما عندي بهت فكيف يطلب أن يراني‏

(الباب التاسع والأربعون وأربعمائة) في معرفة منازلة

ليس عبدي من تعبد عبدي‏

(الباب الخمسون وأربعمائة) في معرفة منازلة

من ثبت لظهوري كان بي لا به سبحاني‏

كان به لا بي وهذا الحقيقة والأول مجاز (الباب الحادي والخمسون وأربعمائة) في معرفة منازلة

في المخارج معرفة المعارج‏

(الباب الثاني والخمسون وأربعمائة) في معرفة منازلة

كلامي كله موعظة لعبيدي لو اتعظوا

(الباب الثالث والخمسون وأربعمائة) في معرفة منازلة

كرمي ما بذلت لك من الأموال وكرم كرمي ما وهبتك من عفوك عن أخيك عند جنايته عليك‏

(الباب الرابع والخمسون وأربعمائة) في معرفة منازلة

لا يقوى معنا في حضرتنا غريب وإنما المعروف لأولي القربى‏

(الباب الخامس والخمسون وأربعمائة) في معرفة منازلة

من أقبلت عليه بظاهري لا يسعد أبدا ومن أقبلت عليه بباطني لا يشقى أبدا وبالعكس‏

(الباب السادس والخمسون وأربعمائة) في معرفة منازلة

من تحرك عند سماع كلامي فقد سمع‏

(الباب السابع والخمسون وأربعمائة) في معرفة منازلة التكليف المطلق (الباب الثامن والخمسون وأربعمائة) في معرفة منازلة إدراك السبحات (الباب التاسع والخمسون وأربعمائة) في معرفة منازلة وإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ (الباب الستون وأربعمائة) في معرفة منازلة الإسلام والايمان والإحسان وإحسان الإحسان (الباب الحادي والستون وأربعمائة) في معرفة منازلة

من أسدلت عليه حجاب كنفي هو من ضنائني لا يعرفه أحد ولا يعرف أحدا

«الفصل السادس في المقامات»

(الباب الثاني والستون وأربعمائة) في معرفة الأقطاب المحمديين ومنازلهم (الباب الثالث والستون وأربعمائة) في معرفة الاثني عشر قطبا وهم الذين يدور بهم فلك العالم (الباب الرابع والستون وأربعمائة) في معرفة حال قطب الأقطاب المحمدية الذي كان منزله لا إله إلا الله‏

(الباب الخامس والستون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله الله أكبر (الباب السادس والستون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله سبحان الله (الباب السابع والستون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله الحمد لله (الباب الثامن والستون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله الحمد لله على كل حال (الباب التاسع والستون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى الله (الباب السبعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الباب الحادي والسبعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله (الباب الثاني والسبعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ (الباب الثالث والسبعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ (الباب الرابع والسبعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وما عِنْدَ الله باقٍ (الباب الخامس والسبعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ومن يُعَظِّمْ شَعائِرَ الله فَإِنَّها من تَقْوَى الْقُلُوبِ (الباب السادس والسبعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ الحول والقوة لله لا حول ولا قوة إلا بالله (الباب السابع والسبعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وفي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ (الباب الثامن والسبعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ فَتَكُنْ في صَخْرَةٍ أَوْ في السَّماواتِ أَوْ في الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا الله إِنَّ الله لَطِيفٌ خَبِيرٌ (الباب التاسع والسبعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ومن يُعَظِّمْ حُرُماتِ الله فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ شمر فإن الأمر جد (الباب الثمانون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (الباب الحادي والثمانون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله إن الله لا يضيع أَجْرَ من أَحْسَنَ عَمَلًا (الباب الثاني والثمانون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ومن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى الله وهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى‏ وإِلَى الله عاقِبَةُ الْأُمُورِ (الباب الثالث والثمانون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله قَدْ أَفْلَحَ من زَكَّاها وقَدْ خابَ من دَسَّاها (الباب الرابع والثمانون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله حتى (فَلَوْ لا) إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (الباب الخامس والثمانون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله من كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ (الباب السادس والثمانون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ومن يَعْصِ الله ورَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً (الباب السابع والثمانون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ومن يعمل من الصالحات (من عَمِلَ صالِحاً) من ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى‏ وهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً (الباب الثامن والثمانون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ولا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى‏ ما مَتَّعْنا به أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ورِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وأَبْقى‏ (الباب التاسع والثمانون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله أَنَّما أَمْوالُكُمْ وأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ (الباب التسعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ الله أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ‏

(الباب الحادي والتسعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله لا تَفْرَحْ إِنَّ الله لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (الباب الثاني والتسعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى‏ غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا من ارْتَضى‏ من رَسُولٍ (الباب الثالث والتسعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله قُلْ كُلٌّ من عِنْدِ الله فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً (الباب الرابع والتسعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله إِنَّما يَخْشَى الله من عِبادِهِ الْعُلَماءُ (الباب الخامس والتسعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ومن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وهُوَ كافِرٌ (الباب السادس والتسعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ وجاهِدُوا في الله حَقَّ جِهادِهِ (الباب السابع والتسعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ (الباب الثامن والتسعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ومن يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (الباب التاسع والتسعون وأربعمائة) في معرفة حال قطب كان منزله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ (الباب الموفي خمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ومن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ من دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ (الباب الحادي وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله أَ غَيْرَ الله تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (الباب الثاني وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله لا تَخُونُوا الله والرَّسُولَ وتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (الباب الثالث وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ (الباب الرابع وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله قُلِ الله ثُمَّ ذَرْهُمْ في خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (الباب الخامس وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله واصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا (الباب السادس وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ومَكَرُوا ومَكَرَ الله والله خَيْرُ الْماكِرِينَ (الباب السابع وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ الله يَرى‏ (الباب الثامن وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ من الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ (الباب التاسع وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وما أَنْفَقْتُمْ من شَيْ‏ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (الباب العاشر وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ في الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ (الباب الحادي عشر وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله واتَّقُوا الله ويُعَلِّمُكُمُ الله إِنْ تَتَّقُوا الله يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً (الباب الثاني عشر وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ (الباب الثالث عشر وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نادى‏ رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا (الباب الرابع عشر وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ومن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ (الباب الخامس عشر وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وخَرَّ راكِعاً وأَنابَ (الباب السادس عشر وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وأَبْناؤُكُمْ وإِخْوانُكُمْ وأَزْواجُكُمْ وعَشِيرَتُكُمْ وأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها ومَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ من الله ورَسُولِهِ وجِهادٍ في سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ فَفِرُّوا إِلَى الله (الباب السابع عشر وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ من الله إِلَّا إِلَيْهِ (الباب الثامن عشر وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ

(الباب التاسع عشر وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ واعْلَمُوا أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وقَلْبِهِ وأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (الباب الموفي عشرين وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ (الباب الحادي والعشرون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى‏ واتَّقُونِ (الباب الثاني والعشرون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى‏ رَبِّهِمْ راجِعُونَ أُولئِكَ يُسارِعُونَ في الْخَيْراتِ وهُمْ لَها سابِقُونَ (الباب الثالث والعشرون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وأَمَّا من خافَ مَقامَ رَبِّهِ (الباب الرابع والعشرون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي ولَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً (الباب الخامس والعشرون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ومن يَتَعَدَّ حُدُودَ الله فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ الله يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً (الباب السادس والعشرون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ولَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وضِعْفَ الْمَماتِ (الباب السابع والعشرون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ والْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ولا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا ولا تُطِعْ من أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا واتَّبَعَ هَواهُ وكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً وقُلِ الْحَقُّ من رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ ومن شاءَ فَلْيَكْفُرْ (الباب الثامن والعشرون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها (الباب التاسع والعشرون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله والْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ والَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً (الباب الثلاثون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله يَسْتَخْفُونَ من النَّاسِ ولا يَسْتَخْفُونَ من الله وهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى‏ من الْقَوْلِ (الباب الحادي والثلاثون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وما تَكُونُ في شَأْنٍ وما تَتْلُوا مِنْهُ من قُرْآنٍ ولا تَعْمَلُونَ من عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ (الباب الثاني والثلاثون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً (الباب الثالث والثلاثون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي (الباب الرابع والثلاثون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وإِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ (الباب الخامس والثلاثون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِياماً وقُعُوداً وعَلى‏ جُنُوبِهِمْ (الباب السادس والثلاثون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله من كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وما لَهُ في الْآخِرَةِ من نَصِيبٍ (الباب السابع والثلاثون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وتَخْشَى النَّاسَ والله أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ (الباب الثامن والثلاثون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ ومن تابَ مَعَكَ ولا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الباب التاسع والثلاثون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله فَفِرُّوا إِلَى الله إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ولا تَجْعَلُوا مَعَ الله إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ‏

(الباب الأربعون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ولَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (الباب الحادي والأربعون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ومن يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً (الباب الثاني والأربعون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ومن كانَ في هذِهِ أَعْمى‏ فَهُوَ في الْآخِرَةِ أَعْمى‏ وأَضَلُّ سَبِيلًا (الباب الثالث والأربعون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله وما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (الباب الرابع والأربعون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ما يَلْفِظُ من قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (الباب الخامس والأربعون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله واسْجُدْ واقْتَرِبْ (الباب السادس والأربعون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله فَأَعْرِضْ عَنْ من تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا (الباب السابع والأربعون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (الباب الثامن والأربعون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (الباب التاسع والأربعون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله أَمَّا من اسْتَغْنى‏ فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (الباب الخمسون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وخَرَّ مُوسى‏ صَعِقاً (الباب الحادي والخمسون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ ورَسُولُهُ (الباب الثاني والخمسون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله ولَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا الله واسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ (الباب الثالث والخمسون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله والله من وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (الباب الرابع والخمسون وخمسمائة) في صفة الشخص الذي انتقل إليه معنى خاتم النبوة وسره مثل زر الحجلة في معناه ومنزله لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا ويُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ من الْعَذابِ ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وهم فيه (الباب الخامس والخمسون وخمسمائة) في معرفة السبب الذي منعني أن أذكر بقية الأقطاب من زماننا هذا إلى يوم القيامة (الباب السادس والخمسون وخمسمائة) في معرفة حال قطب كان منزله تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ (الباب السابع والخمسون وخمسمائة) في معرفة ختم الأولياء على الإطلاق (الباب الثامن والخمسون وخمسمائة) في معرفة الأسماء التي لرب العزة وما يجوز أن يطلق به اللفظ عليه وما لا يجوز (الباب التاسع والخمسون وخمسمائة) في معرفة أسرار وحقائق من منازل مختلفة وهذا الباب هو كالمختصر لأبواب هذا الكتاب لكل باب فيه قولنا ومن ذلك وفيه زيادة ثلاثة أو أربعة (الباب الستون وخمسمائة) في وصية حكمية شرعية ينتفع بها المريد والواصل وهو آخر أبواب هذا الكتاب انتهى الجزء الثاني من هذا الكتاب والحمد لله وحده والصلاة على محمد نبيه وعبده‏

( (بسم الله الرحمن الرحيم))

«مقدمة الكتاب»

[مراتب العلوم‏]

قلنا وربما وقع عندي أن أجعل في هذا الكتاب أو لا فصلا في العقائد المؤيدة بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة ثم رأيت أن ذلك تشغيب على المتأهب الطالب للمزيد المتعرض لنفحات الجود بأسرار الوجود فإن المتأهب إذا لزم الخلوة والذكر وفرغ المحل من الفكر وقعد فقيرا لا شي‏ء له عند باب ربه حينئذ يمنحه الله تعالى ويعطيه من العلم به والأسرار الإلهية والمعارف الربانية التي أثنى الله سبحانه بها على عبده خضر فقال عَبْداً من عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً من عِنْدِنا وعَلَّمْناهُ من لَدُنَّا عِلْماً وقال تعالى واتَّقُوا الله ويُعَلِّمُكُمُ الله وقال إِنْ تَتَّقُوا الله يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وقال ويَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ به قيل للجنيد بما نلت ما نلت فقال بجلوسي تحت تلك الدرجة ثلاثين سنة وقال أبو يزيد أخذتم علمكم ميتا عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت فيحصل لصاحب الهمة في الخلوة مع الله وبه جلت هبته وعظمت منته من العلوم ما يغيب عندها كل متكلم على البسيطة بل كل صاحب نظر وبرهان ليست له هذه الحالة فإنها وراء النظر العقلي إذ كانت العلوم على ثلاث مراتب (علم العقل) وهو كل علم يحصل لك ضرورة أو عقيب نظر في دليل بشرط العثور على وجه ذلك الدليل وشبهه من جنسه في عالم الفكر الذي يجمع ويختص بهذا الفن من العلوم ولهذا يقولون في النظر منه صحيح ومنه فاسد (و العلم الثاني) علم الأحوال ولا سبيل إليها إلا بالذوق فلا يقدر عاقل على أن يحدها ولا يقيم على معرفتها دليلا كالعلم بحلاوة العسل ومرارة الصبر ولذة الجماع والعشق والوجد والشوق وما شاكل هذا النوع من العلوم فهذه علوم من المحال أن يعلمها أحد إلا بأن يتصف بها ويذوقها وشبهها من جنسها في أهل الذوق كمن يغلب على محل طعمه المرة الصفراء فيجد العسل مرا وليس كذلك فإن الذي باشر محل الطعم إنما هو المرة الصفراء (و العلم الثالث) علوم الأسرار وهو العلم الذي فوق طور العقل وهو علم نفث روح القدس في الروع يختص به النبي والولي وهو نوعان نوع منه يدرك بالعقل كالعلم الأول من هذه الأقسام لكن هذا العالم به لم يحصل له عن نظر ولكن مرتبة هذا العلم أعطت هذا والنوع الآخر على ضربين ضرب منه يلتحق بالعلم الثاني لكن حاله أشرف والضرب الآخر من علوم الأخبار وهي التي بدخلها الصدق والكذب إلا أن يكون المخبر به قد ثبت صدقه عند المخبر وعصمته فيما يخبر به ويقوله كإخبار الأنبياء صلوات الله عليهم عن الله كإخبارهم بالجنة وما فيها

فقوله إن ثم جنة من علم‏

الخبر وقوله في القيامة إن فيها حوضا أحلى من العسل من علم الأحوال‏

وهو علم الذوق وقوله كان الله ولا شي‏ء معه‏

ومثله من علوم العقل المدركة بالنظر فهذا الصنف الثالث الذي هو علم الأسرار العالم به يعلم العلوم كلها ويستغرقها وليس صاحب تلك العلوم كذلك فلا علم أشرف من هذا العلم المحيط الحاوي على جميع المعلومات وما بقي إلا أن يكون المخبر به صادقا عند السامعين له معصوما هذا شرطه عند العامة وأما العاقل اللبيب الناصح نفسه فلا يرمي به ولكن يقول هذا جائز عندي أن يكون صدقا أو كذبا وكذلك ينبغي لكل عاقل إذا أتاه بهذه العلوم غير المعصوم وإن كان صادقا في نفس الأمر فيما أخبر به ولكن كما لا يلزم هذا السامع له صدقه لا يلزمه تكذيبه ولكن يتوقف وإن صدقه لم يضره لأنه أتى في خبره بما لا تحيله العقول بل بما تجوزه أو تقف عنده ولا يهد ركنا من أركان الشريعة ولا يبطل أصلا من أصولها فإذا أتى بأمر جوزه العقل وسكت عنه الشارع فلا ينبغي لنا أن نرده أصلا ونحن مخيرون في قبوله فإن كانت حالة المخبر به تقتضي العدالة لم يضرنا قبوله كما نقبل شهادته ونحكم بها في الأموال والأرواح وإن كان غير عدل في علمنا فننظر فإن كان الذي أخبر به حقا بوجه ما عندنا من الوجوه المصححة قبلناه وإلا تركناه في باب الجائزات ولم نتكلم في قائله بشي‏ء فإنها شهادة مكتوبة نسأل عنها قال تعالى سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ ويُسْئَلُونَ وأنا أولى من نصح نفسه في ذلك ولو لم يأت هذا المخبر إلا بما جاء به المعصوم فهو حاك لنا ما عندنا من رواية عنه فلا فائدة زادها عندنا بخبره وإنما يأتون رضي الله عنهم بأسرار وحكم من أسرار الشريعة مما هي خارجة عن قوة الفكر والكسب ولا تنال أبدا إلا بالمشاهدة والإلهام وما شاكل هذه الطرق ومن هنا تكون الفائدة

بقوله عليه السلام إن يكن في أمتي محدثون فمنهم عمر

! وقوله في أبي بكر في فضله بالسر غيره ولو لم يقع الإنكار لهذه العلوم في الوجود لم يفد قول أبي هريرة حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع مني هذا البلعوم حدثني به الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبيد الله الحجري بسبتة في رمضان عام تسعة وثمانين وخمسمائة بداره وحدثني به أيضا أبو الوليد أحمد بن محمد بن العربي بداره بإشبيلية سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة في آخرين كلهم قالوا حدثنا إلا أبا الوليد بن العربي فإنه قال سمعت أبا الحسن شريح بن محمد بن شريح الرعيني قال حدثني أبي أبو عبد الله وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن منظور القيسي سماعا مني عليهما عن أبي ذر سماعا منهما عليه عن أبي محمد هو عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي الحموي وأبي إسحاق المستملي وأبي الهيثم هو محمد بن مكي بن محمد الكشميهني قالوا أنا أبو عبد الله هو محمد بن يوسف بن مطر الفربري قال أنا أبو عبد الله البخاري وحدثني به أيضا أبو محمد يونس بن يحيى بن أبي الحسين بن أبي البركات الهاشمي العباسي بالحرم الشريف المكي تجاه الركن اليماني من الكعبة المعظمة في شهر جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وخمسمائة عن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي الهروي عن أبي الحسن عبد الرحمن بن المظفر الداودي عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي عن أبي عبد الله الفربري عن البخاري وقال البخاري في صحيحه حدثني إسماعيل قال حدثني أخي عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة وذكر الحديث وشرح البلعوم لأبي عبد الله البخاري من رواية أبي ذر خرجه في كتاب العلم وذكروا أن البلعوم مجرى الطعام ولم يفد قول ابن عباس حين قال في قول الله عز وجل الله الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ ومن الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لو ذكرت تفسيره لرجمتموني وفي رواية لقلتم إني كافر حدثني بهذا الحديث أبو عبد الله محمد بن عيشون عن أبي بكر القاضي محمد بن عبد الله بن العربي المعافري عن أبي حامد محمد بن محمد الطوسي الغزالي ولم يكن لقول الرضي من حفدة علي بن أبي طالب صلى الله عليه وسلم معنى إذ قال‏

يا رب جوهر علم لو أبوح به *** لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا

ولاستحل رجال مسلمون دمي *** يرون أقبح ما يأتونه حسنا

فهؤلاء كلهم سادات أبرار فيما أحسب واشتهر عنهم قد عرفوا هذا العلم ورتبته ومنزلة أكثر العالم منه وإن الأكثر منكرون له وينبغي للعاقل العارف أن لا يأخذ عليهم في إنكارهم فإنه في قصة موسى مع خضر مندوحة لهم وحجة للطائفتين وإن كان إنكار موسى عن نسيان لشرطه ولتعديل الله إياه وبهذه القصة عينها نحتج على المنكرين لكنه لا سبيل إلى خصامهم ولكن نقول كما قال العبد الصالح هذا فِراقُ بَيْنِي وبَيْنِكَ‏

«وصل» [في العلم النبوي والعلم النظري‏]

ولا يحجبنك أيها الناظر في هذا الصنف من العلم الذي هو العلم النبوي الموروث منهم صلوات الله عليهم إذا وقفت على مسألة من مسائلهم قد ذكرها فيلسوف أو متكلم أو صاحب نظر في أي علم كان فتقول في هذا القائل الذي هو الصوفي المحقق إنه فيلسوف لكون الفيلسوف ذكر تلك المسألة وقال بها واعتقدها وإنه نقلها منهم أو إنه لا دين له فإن الفيلسوف قد قال بها ولا دين له فلا تفعل يا أخي فهذا القول قول من لا تحصيل له إذ الفيلسوف ليس كل علمه باطلا فعسى تكون تلك المسألة فيما عنده من الحق ولا سيما إن وجدنا الرسول عليه السلام قد قال بها ولا سيما فيما وضعوه من الحكم والتبري من الشهوات ومكايد النفوس وما تنطوي عليه من سوء الضمائر فإن كنا لا نعرف الحقائق ينبغي لنا أن نثبت قول الفيلسوف في هذه المسألة المعينة وإنها حق فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال بها أو الصاحب أو مالكا أو الشافعي أو سفيان الثوري وأما قولك إن قلت سمعها من فيلسوف أو طالعها في كتبهم فإنك ربما تقع في الكذب والجهل أما الكذب فقولك سمعها أو طالعها وأنت لم تشاهد ذلك منه وأما الجهل فكونك لا تفرق بين الحق في تلك المسألة والباطل وأما قولك إن الفيلسوف لا دين له فلا يدل كونه لا دين له على إن كل ما عنده باطل وهذا مدرك بأول العقل عند كل عاقل فقد خرجت باعتراضك على الصوفي في مثل هذه المسألة عن العلم والصدق والدين وانخرطت في سلك أهل الجهل والكذب والبهتان ونقص العقل والدين وفساد النظر والانحراف أ رأيت لو أتاك بها رؤيا رآها هل كنت إلا عابرها

وتطلب على معانيها فكذلك خذ ما أتاك به هذا الصوفي واهتد على نفسك قليلا وفرغ لما أتاك به محلك حتى يبرز لك معناها أحسن من أن تقول يوم القيامة قَدْ كُنَّا في غَفْلَةٍ من هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ فكل علم إذا بسطته العبارة حسن وفهم معناه أو قارب وعذب عند السامع الفهم فهو علم العقل النظري لأنه تحت إدراكه ومما يستقل به لو نظر إلا علم الأسرار فإنه إذا أخذته العبارة سمج واعتاص على الأفهام دركه وخشن وربما مجته العقول الضعيفة المتعصبة التي لم تتوفر لتصريف حقيقتها التي جعل الله فيها من النظر والبحث ولهذا صاحب العلم كثيرا ما يوصله إلى الأفهام بضرب الأمثلة والمخاطبات الشعرية. وأما علوم الأحوال فمتوسطة بين علم الأسرار وعلم العقول. وأكثر ما يؤمن بعلم الأحوال أهل التجارب وهو إلى علم الأسرار أقرب منه إلى العلم النظري العقلي لكن يقرب من صنف العلم العقلي الضروري بل هو هو لكن لما كانت العقول لا تتوصل إليه إلا بأخبار من علمه أو شاهده من نبي أو ولي لذلك تميز عن الضروري لكن هو ضروري عند من شاهده ثم لتعلم أنه إذا حسن عندك وقبلته وآمنت به فأبشر إنك على كشف منه ضرورة وأنت لا تدري لا سبيل إلا هذا إذ لا يثلج الصدر إلا بما يقطع بصحته وليس للعقل هنا مدخل لأنه ليس من دركه إلا إن أتى بذلك معصوم حينئذ يثلج صدر العاقل وأما غير المعصوم فلا يلتذ بكلامه إلا صاحب ذوق‏

[طريقة أهل الحق في سيرها إلى الحق‏]

(فإن قلت) فلخص لي هذه الطريقة التي تدعى أنها الطريقة الشريفة الموصلة السالك عليها إلى الله تعالى وما تنطوي عليه من الحقائق والمقامات بأقرب عبارة وأوجز لفظ وأبلغه حتى أعمل عليه ونصل إلى ما ادعيت أنك توصلت إليه وبالله أقسم إني لا آخذه منك على وجه التجربة والاختبار وإنما آخذه منك على الصدق فإني قد حسنت الظن بك إحسان قطع إذ قد نبهتني على حظ ما أتيت به من العقل وإن ذلك مما يقطع العقل بجوازه وإمكانه أو يقف عنده من غير حكم معين فشكر الله لك ذلك وبلغك آمالك ونفعك ونفع بك. فاعلم أن الطريق إلى الله تعالى الذي سلكت عليه الخاصة من المؤمنين الطالبين نجاتهم دون العامة الذين شغلوا أنفسهم بغير ما خلقت له إنه على أربع شعب بواعث ودواع وأخلاق وحقائق والذي دعاهم إلى هذه الدواعي والبواعث والأخلاق والحقائق ثلاثة حقوق تفرضت عليهم حق لله وحق لأنفسهم وحق للخلق فالحق الذي لله تعالى عليهم أن يعبدوه لا يشركوا به شيئا والحق الذي للخلق عليهم كف الأذى كله عنهم ما لم يأمر به شرع من إقامة حد وصنائع المعروف معهم على الاستطاعة والإيثار ما لم ينه عنه شرع فإنه لا سبيل إلى موافقة الغرض إلا بلسان الشرع والحق الذي لأنفسهم عليهم أن لا يسلكوا بها من الطرق إلا الطريق التي فيها سعادتها ونجاتها وإن أبت فلجهل قام بها أو سوء طبع فإن النفس الآبية إنما يحملها على إتيان الأخلاق الفاضلة دين أو مروءة فالجهل يضاد الدين فإن الدين علم من العلوم وسوء الطبع يضاد المروءة ثم نرجع إلى الشعب الأربع فنقول الدواعي خمسة الهاجس السببي ويسمى نفر الخاطر ثم الإرادة ثم العزم ثم الهمة ثم النية والبواعث لهذه الدواعي ثلاثة أشياء رغبة أو رهبة أو تعظيم والرغبة رغبتان رغبة في المجاورة ورغبة في المعاينة وإن شئت قلت رغبة فيما عنده ورغبة فيه والرهبة ورهبتان رهبة من العذاب ورهبة من الحجاب والتعظيم إفراده عنك وجمعك به. والأخلاق على ثلاثة أنواع خلق متعد وخلق غير متعد وخلق مشترك. فالمتعدي على قسمين متعد بمنفعة كالجود والفتوة ومتعد بدفع مضرة كالعفو والصفح واحتمال الأذى مع القدرة على الجزاء والتمكن منه وغير المتعدي كالورع والزهد والتوكل. وأما المشترك فكالصبر على الذي من الخلق وبسط الوجه. وأما الحقائق فعلى أربعة حقائق ترجع إلى الذات المقدسة وحقائق ترجع إلى الصفات المنزهة وهي النسب وحقائق ترجع إلى الأفعال وهي كن وأخواتها وحقائق ترجع إلى المفعولات وهي الأكوان والمكونات وهذه الحقائق الكونية على ثلاث مراتب علوية وهي المعقولات وسفلية وهي المحسوسات وبرزخية وهي المخيلات. فأما الحقائق الذاتية فكل مشهد يقيمك الحق فيه من غير تشبيه ولا تكييف لا تسعه العبارة ولا تومئ إليه الإشارة. وأما الحقائق الصفاتية فكل مشهد يقيمك الحق فيه تطلع منه على معرفة كونه سبحانه عالما قادرا مريدا حيا إلى غير ذلك من الأسماء والصفات المختلفة والمتقابلة والمتماثلة. وأما الحقائق الكونية فكل مشهد يقيمك الحق فيه تطلع منه على معرفة الأرواح والبسائط والمركبات‏

والأجسام والاتصال والانفصال. وأما الحقائق الفعلية فكل مشهد يقيمك فيه تطلع منه على معرفة كن وتعلق القدرة بالمقدور بضرب خاص لكون العبد لا فعل له ولا أثر لقدرته الحادثة الموصوف بها. وجميع ما ذكرناه يسمى الأحوال والمقامات فالمقام منها كل صفة يجب الرسوخ فيها ولا يصح التنقل عنها كالتوبة. والحال منها كل صفة تكون فيها في وقت دون وقت كالسكر والمحو والغيبة والرضي أو يكون وجودها مشروطا بشرط فتنعدم لعدم شرطها كالصبر مع البلاء والشكر مع النعماء وهذه الأمور على قسمين. قسم كماله في ظاهر الإنسان وباطنه كالورع والتوبة وقسم كماله في باطن الإنسان ثم إن تبعه الظاهر فلا بأس كالزهد والتوكل وليس ثم في طريق الله تعالى مقام يكون في الظاهر دون الباطن. ثم إن هذه المقامات منها ما يتصف به الإنسان في الدنيا والآخرة كالمشاهدة والجلال والجمال والأنس والهيبة والبسط ومنها ما يتصف به العبد إلى حين موته إلى القيامة إلى أول قدم يضعه في الجنة ويزول عنه كالخوف والقبض والحزن والرجاء ومنها ما يتصف به العبد إلى حين موته كالزهد والتوبة والورع والمجاهدة والرياضة والتخلي والتحلي على طريق القربة ومنها ما يزول لزوال شرطه ويرجع لرجوع شرطه كالصبر والشكر والورع فهذا وفقنا الله وإياك قد بينت لك الطريق مرتب المنازل ظاهر المعاني والحقائق على غاية الإيجاز والبيان والاستيفاء العام فإن سلكت وصلت والله سبحانه يرشدنا وإياك‏

«فصل» [المسائل السبع التي يختص بعلمها أهل الحق‏]

ومدار العلم الذي يختص به أهل الله تعالى على سبع مسائل من عرفها لم يعتص عليه شي‏ء من علم الحقائق وهي معرفة أسماء الله تعالى ومعرفة التجليات ومعرفة خطاب الحق عباده بلسان الشرع ومعرفة كمال الوجود ونقصه ومعرفة الإنسان من جهة حقائقه ومعرفة الكشف الخيالي ومعرفة العلل والأدوية وذكرنا هذه المسائل في باب المعرفة من هذا الكتاب فلتنظر هنالك إن شاء الله‏

«تتمة» [في النظر بصحة العقائد من جهة علم الكلام‏]

ثم نرجع إلى السبب الذي لأجله منعنا المتأهب لتجلى الحق إلى قلبه من النظر في صحة العقائد من جهة علم الكلام فمن ذلك أن العوام بلا خلاف من كل متشرع صحيح العقل عقائدهم سليمة وإنهم مسلمون مع أنهم لم يطالعوا شيئا من علم الكلام ولا عرفوا مذاهب الخصوم بل أبقاهم الله تعالى على صحة الفطرة وهو العلم بوجود الله تعالى بتلقين الوالد المتشرع أو المربي وإنهم من معرفة الحق سبحانه وتنزيهه على حكم المعرفة والتنزيه الوارد في ظاهر القرآن المبين وهم فيه بحمد الله على صحة وصواب ما لم يتطرق أحد منهم إلى التأويل فإن تطرق أحد منهم إلى التأويل خرج عن حكم العامة والتحقق بصنف ما من أصناف أهل النظر والتأويل وهو على حسب تأويله وعليه يلقي الله تعالى فأما مصيب وإما مخطئ بالنظر إلى ما يناقض ظاهر ما جاء به الشرع فالعامة بحمد الله سليمة عقائدهم لأنهم تلقوها كما ذكرناه من ظاهر الكتاب العزيز التلقي الذي يجب القطع به وذلك أن التواتر من الطرق الموصلة إلى العلم وليس الغرض من العلم إلا القطع على المعلوم أنه على حد ما علمناه من غير ريب ولا شك والقرآن العزيز قد ثبت عندنا بالتواتر أنه جاء به شخص ادعى أنه رسول من عند الله تعالى وأنه جاء بما يدل على صدقه وهو هذا القرآن وأنه ما استطاع أحد على معارضته أصلا فقد صح عندنا بالتواتر أنه رسول الله إلينا وأنه جاء بهذا القرآن الذي بين أيدينا اليوم وأخبر أنه كلام الله وثبت هذا كله عندنا تواتر فقد ثبت العلم به أنه النبأ الحق والقول الفصل. والأدلة سمعية وعقلية وإذا حكمنا على أمر بحكم ما فلا شك فيه أنه على ذلك الحكم. وإذا كان الأمر على ما قلناه فيأخذ المتأهب عقيدته من القرآن العزيز وهو بمنزلة الدليل العقلي في الدلالة إذ هو الصدق الذي لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ من بَيْنِ يَدَيْهِ ولا من خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ من حَكِيمٍ حَمِيدٍ. فلا يحتاج المتأهب مع ثبوت هذا الأصل إلى أدلة العقول إذ قد حصل الدليل القاطع الذي عليه السيف معلق. والإصفاق عليه محقق عنده قالت اليهود لمحمد صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك فأنزل الله تعالى عليه سورة الإخلاص ولم يقم لهم من أدلة النظر دليلا واحدا فقال قُلْ هُوَ الله فأثبت الوجود أَحَدٌ فنفى العدد وأثبت الأحدية لله سبحانه الله الصَّمَدُ فنفى الجسم لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ فنفى الوالد والولد ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ فنفى الصاحبة كما نفى الشريك بقوله لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا الله لَفَسَدَتا فيطلب صاحب الدليل العقلي البرهان على صحة هذه المعاني بالعقل وقد دل على صحة هذا اللفظ فيا ليت شعري هذا الذي يطلب يعرف الله من جهة الدليل ويكفر من‏

لا ينظر كيف كانت حالته قبل النظر وفي حال النظر هل هو مسلم أم لا وهل يصلي ويصوم أو ثبت عنده أن محمدا رسول الله إليه أو إن الله موجود فإن كان معتقدا لهذا كله فهذه حالة العوام فليتركهم على ما هم عليه ولا يكفر أحدا وإن لم يكن معتقدا لهذا إلا حتى ينظر ويقرأ علم الكلام فنعوذ بالله من هذا المذهب حيث أداه سوء النظر إلى الخروج عن الايمان وعلماء هذا العلم رضي الله عنهم ما وضعوه وصنفوا فيه ما صنفوه ليثبتوا في أنفسهم العلم بالله وإنما وضعوه إرداعا للخصوم الذين جحدوا الإله أو الصفات أو بعض الصفات أو الرسالة أو رسالة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة أو حدوث العالم أو الإعادة إلى هذه الأجسام بعد الموت أو الحشر والنشر وما يتعلق بهذا الصنف وكانوا كافرين بالقرآن مكذبين به جاحدين له فطلب علماء الكلام إقامة الأدلة عليهم على الطريقة التي زعموا أنها أدتهم إلى إبطال ما ادعينا صحته خاصة حتى لا يشوشوا على العوام عقائدهم فمهما برز في ميدان المجادلة بدعي برز له أشعري أو من كان من أصحاب علم النظر ولم يقتصروا على السيف رغبة منهم وحرصا على إن يردوا واحدا إلى الايمان والانتظام في سلك أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالبرهان إذ الذي كان يأتي بالأمر المعجز على صدق دعواه قد فقد وهو الرسول عليه السلام فالبرهان عندهم قائم مقام تلك المعجزة في حق من عرف فإن الراجع بالبرهان أصح إسلاما من الراجع بالسيف فإن الخوف يمكن أن يحمله على النفاق وصاحب البرهان ليس كذلك. فلهذا رضي الله عنهم وضعوا علم الجوهر والعرض لا غير ويكفي في المصر منه واحد فإذا كان الشخص مؤمنا بالقرآن أنه كلام الله قاطعا به فليأخذ عقيدته منه من غير تأويل ولا ميل فنزه سبحانه نفسه أن يشبهه شي‏ء من المخلوقات أو يشبه شيئا بقوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وسُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ. وأثبت رؤيته في الدار الآخرة بظاهر قوله وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى‏ رَبِّها ناظِرَةٌ وكَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ وانتفت الإحاطة بدركه بقوله لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وثبت كونه قادرا بقوله وهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ وثبت كونه عالما بقوله أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عِلْماً وثبت كونه مريدا بقوله فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ وثبت كونه سميعا بقوله لَقَدْ سَمِعَ الله وثبت كونه بصيرا بقوله أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ الله يَرى‏ وثبت كونه متكلما بقوله وكَلَّمَ الله مُوسى‏ تَكْلِيماً وثبت كونه حيا بقوله الله لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وثبت إرسال الرسل بقوله وما أَرْسَلْنا من قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ وثبتت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وثبت أنه آخر الأنبياء بقوله وخاتَمَ النَّبِيِّينَ وثبت أن كل ما سواه خلق له بقوله الله خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وثبت خلق الجن بقوله تعالى وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وثبت حشر الأجساد بقوله مِنْها خَلَقْناكُمْ وفِيها نُعِيدُكُمْ ومِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى‏ إلى أمثال هذا مما تحتاج إليه العقائد من الحشر والنشر والقضاء والقدر والجنة والنار والقبر والميزان والحوض والصراط والحساب والصحف وكل ما لا بد للمعتقد أن يعتقده قال تعالى ما فَرَّطْنا في الْكِتابِ من شَيْ‏ءٍ وأن هذا القرآن معجزته عليه السلام بطلب معارضته والعجز عن ذلك في قوله قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ ثم قطع أن المعارضة لا تكون أبدا بقوله قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ والْجِنُّ عَلى‏ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ولَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً وأخبر بعجز من أراد معارضته وإقراره بأن الأمر عظيم فيه فقال إِنَّهُ فَكَّرَ وقَدَّرَ إلى قوله إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ففي القرآن العزيز للعاقل غنية كبيرة ولصاحب الداء العضال دواء وشفاء كما قال ونُنَزِّلُ من الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ ورَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ومقنع شاف لمن عزم على طريق النجاة ورغب في سمو الدرجات وترك العلوم التي تورد عليها الشبه والشكوك فيضيع الوقت ويخاف المقت إذ المنتحل لتلك الطريقة قلما ينجو من التشغيب أو يشتغل برياضة نفسه وتهذيبها فإنه مستغرق الأوقات في إرداع الخصوم الذين لم يوجد لهم عين ودفع شبه يمكن إن وقعت للخصم‏

ويمكن إن لم تقع فقد تقع وقد لا تقع وإذا وقعت فسيف الشريعة أردع وأقطع. أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وحتى يؤمنوا بي وبما جئت به هذا قوله صلى الله عليه وسلم ولم يدفعنا لمجادلتهم إذا حضروا إنما هو الجهاد والسيف إن عاند فيما قيل له فكيف بخصم متوهم نقطع الزمان بمجادلته وما رأينا له عينا ولا قال لنا شيئا وإنما نحن مع ما وقع لنا في نفوسنا ونتخيل أنا مع غيرنا ومع هذا فإنهم رضي الله عنهم اجتهدوا وخيرا قصدوا وإن كان الذي تركوا أوجب عليهم من الذي شغلوا نفوسهم به والله ينفع الكل بقصده ولو لا التطويل لتكلمت على مقامات العلوم ومراتبها وإن علم‏

الكلام مع شرفه لا يحتاج إليه أكثر الناس بل شخص واحد يكفي منه في البلد مثل الطبيب والفقهاء العلماء بفروع الدين ليسوا كذلك بل الناس محتاجون إلى الكثرة من علماء الشريعة وفي الشريعة بحمد الله الغنية والكفاية ولو مات الإنسان وهو لا يعرف اصطلاح القائلين بعلم النظر مثل الجوهر والعرض والجسم والجسماني والروح والروحاني لم يسأله الله تعالى عن ذلك وإنما يسأل الله الناس عما أوجب عليهم من التكليف خاصة والله يرزقنا الحياء منه‏

(وصل) يتضمن ما ينبغي أن يعتقد في العموم‏

وهي عقيدة أهل الإسلام مسلمة من غير نظر إلى دليل ولا إلى برهان فيا إخوتي المؤمنين ختم الله لنا ولكم بالحسنى لما سمعت قوله تعالى عن نبيه هود عليه السلام حين قال لقومه المكذبين به وبرسالته إِنِّي أُشْهِدُ الله واشْهَدُوا أَنِّي بَرِي‏ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ فأشهد عليه السلام قومه مع كونهم مكذبين به على نفسه بالبراءة من الشرك بالله والإقرار بأحديته لما علم عليه السلام إن الله سبحانه سيوقف عباده بين يديه ويسألهم عما هو عالم به لإقامة الحجة لهم أو عليهم حتى يؤدي كل شاهد شهادته وقد ورد أن المؤذن يشهد له مدى صوته من رطب ويابس وكل من سمعه ولهذا يدبر الشيطان عند الأذان وله حصاص وفي رواية وله ضراط

وذلك حتى لا يسمع نداء المؤذن بالشهادة فيلزمه أن يشهد له فيكون بتلك الشهادة له من جملة من يسعى في سعادة المشهود له وهو عدو محض ليس له إلينا خير البتة لعنه الله وإذا كان العدو لا بد أن يشهد لك بما أشهدته به على نفسك فأحرى أن يشهد لك وليك وحبيبك ومن هو على دينك وملتك وأحرى أن تشهده أنت في الدار الدنيا على نفسك بالوحدانية والايمان‏

[الشهادة الاولى‏]

فيا إخوتي ويا أحبائي رضي الله عنكم أشهدكم عبد ضعيف مسكين فقير إلى الله تعالى في كل لحظة وطرفة وهو مؤلف هذا الكتاب ومنشئه أشهدكم على نفسه بعد أن أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضره من المؤمنين وسمعه أنه يشهد قولا وعقدا إن الله تعالى إله واحد لا ثاني له في ألوهيته منزه عن الصاحبة والولد مالك لا شريك له ملك لا وزير له صانع لا مدبر معه موجود بذاته من غير افتقار إلى موجد يوجده بل كل موجود سواه مفتقر إليه تعالى في وجوده فالعالم كله موجود به وهو وحده متصف بالوجود لنفسه لا افتتاح لوجوده ولا نهاية لبقائه بل وجود مطلق غير مقيد قائم بنفسه ليس بجوهر متحيز فيقدر له المكان ولا بعرض فيستحيل عليه البقاء ولا بجسم فتكون له الجهة والتلقاء مقدس عن الجهات والأقطار مرئي بالقلوب والأبصار إذا شاء استوى على عرشه كما قاله وعلى المعنى الذي أراده كما إن العرش وما سواه به استوى وله الآخرة والأولى ليس له مثل معقول ولا دلت عليه العقول لا يحده زمان ولا يقله مكان بل كان ولا مكان وهو على ما عليه كان خلق المتمكن والمكان وأنشأ الزمان وقال أنا الواحد الحي لا يئوده حفظ المخلوقات ولا ترجع إليه صفة لم يكن عليها من صنعة المصنوعات تعالى إن تحله الحوادث أو يحلها أو تكون بعده أو يكون قبلها بل يقال كان ولا شي‏ء معه فإن القبل والبعد من صيغ الزمان الذي أبدعه فهو القيوم الذي لا ينام والقهار الذي لا يرام لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ خلق العرش وجعله حد الاستواء وأنشأ الكرسي وأوسعه الأرض والسماوات العلى اخترع اللوح والقلم الأعلى وأجراه كاتبا بعلمه في خلقه إلى يوم الفصل والقضاء أبدع العالم كله على غير مثال سبق وخلق الخلق وأخلق الذي خلق أنزل الأرواح في الأشباح أمناء وجعل هذه الأشباح المنزلة إليها الأرواح في الأرض خلفاء وسخر لنا ما في السَّماواتِ وما في الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ فلا تتحرك ذرة إلا إليه وعنه خلق الكل من غير حاجة إليه ولا موجب أوجب ذلك عليه لكن علمه سبق بأن يخلق ما خلق ف هُوَ الْأَوَّلُ والْآخِرُ والظَّاهِرُ والْباطِنُ وهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عِلْماً وأَحْصى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ عَدَداً يَعْلَمُ السِّرَّ وأَخْفى‏ يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وما تُخْفِي الصُّدُورُ كيف لا يعلم شيئا هو خلقه أَ لا يَعْلَمُ من خَلَقَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ علم الأشياء منها قبل وجودها ثم أوجدها على حد ما علمها فلم يزل عالما بالأشياء لم يتجدد له علم عند تجدد الإنشاء بعلمه أتقن الأشياء وأحكمها وبه حكم عليها من شاء وحكمها علم الكليات على الإطلاق كما علم الجزئيات بإجماع من أهل النظر الصحيح واتفاق فهو عالِمِ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ فَتَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ فهو المريد الكائنات في عالم الأرض والسموات لم تتعلق قدرته بشي‏ء حتى أراده كما أنه لم يرده حتى علمه إذ يستحيل في العقل

أن يريد ما لا يعلم أو يفعل المختار المتمكن من ترك ذلك الفعل ما لا يريد كما يستحيل أن توجد نسب هذه الحقائق في غير حي كما يستحيل أن تقوم الصفات بغير ذات موصوفة بها فما في الوجود طاعة ولا عصيان ولا ربح ولا خسران ولا عبد ولا حر ولا برد ولا حر ولا حياة ولا موت ولا حصول ولا فوت ولا نهار ولا ليل ولا اعتدال ولا ميل ولا بر ولا بحر ولا شفع ولا وتر ولا جوهر ولا عرض ولا صحة ولا مرض ولا فرح ولا ترح ولا روح ولا شبح ولا ظلام ولا ضياء ولا أرض ولا سماء ولا تركيب ولا تحليل ولا كثير ولا قليل ولا غداة ولا أصيل ولا بياض ولا سواد ولا رقاد ولا سهاد ولا ظاهر ولا باطن ولا متحرك ولا ساكن ولا يابس ولا رطب ولا قشر ولا لب ولا شي‏ء من هذه النسب المتضادات منها والمختلفات والمتماثلات إلا وهو مراد للحق تعالى وكيف لا يكون مرادا له وهو أوجده فكيف يوجد المختار ما لا يريد لا راد لأمره ولا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ويُضِلُّ من يَشاءُ ويَهْدِي من يَشاءُ ما شاء كان وما لم يشأ أن يكون لم يكن لو اجتمع الخلائق كلهم على أن يريدوا شيئا لم يرد الله تعالى أن يريدوه ما أرادوه أو يفعلوا شيئا لم يرد الله تعالى إيجاده وأرادوه عند ما أراد منهم أن يريدوه ما فعلوه ولا استطاعوا على ذلك ولا أقدرهم عليه فالكفر والايمان والطاعة والعصيان من مشيئته وحكمه وإرادته ولم يزل سبحانه موصوفا بهذه الإرادة أزلا والعالم معدوم غير موجود وإن كان ثابتا في العلم في عينه ثم أوجد العالم من غير تفكر ولا تدبر عن جهل أو عدم علم فيعطيه التفكر والتدبر علم ما جهل جل وعلا عن ذلك بل أوجده عن العلم السابق وتعيين الإرادة المنزهة الأزلية القاضية على العالم بما أوجدته عليه من زمان ومكان وأكوان وألوان فلا مريد في الوجود على الحقيقة سواه إذ هو القائل سبحانه وما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله وأنه سبحانه كما علم فاحكم وأراد فخصص وقدر فأوجد كذلك سمع ورأى ما تحرك أو سكن أو نطق في الورى من العالم الأسفل والأعلى لا يحجب سمعه البعد فهو القريب ولا يحجب بصره القرب فهو البعيد يسمع كلام النفس في النفس وصوت المماسة الخفية عند اللمس ويرى السواد في الظلماء والماء في الماء لا يحجبه الامتزاج ولا الظلمات ولا النور وهو السميع البصير تكلم سبحانه لا عن صمت متقدم ولا سكوت متوهم بكلام قديم أزلي كسائر صفاته من علمه وإرادته وقدرته كلم به موسى عليه السلام سماه التنزيل والزبور والتوراة والإنجيل من غير حروف ولا أصوات ولا نغم ولا لغات بل هو خالق الأصوات والحروف واللغات فكلامه سبحانه من غير لهاة ولا لسان كما إن سمعه من غير أصمخة ولا آذان كما إن بصره من غير حدقة ولا أجفان كما إن إرادته في غير قلب ولا جنان كما إن علمه من غير اضطرار ولا نظر في برهان كما إن حياته من غير بخار تجويف قلب حدث عن امتزاج الأركان كما إن ذاته لا تقبل الزيادة والنقصان فسبحانه سبحانه من بعيد دان عظيم السلطان عميم الإحسان جسيم الامتنان كل ما سواه فهو عن جوده فائض وفضله وعدله الباسط له والقابض أكمل صنع العالم وأبدعه حين أوجده واخترعه لا شريك له في ملكه ولا مدبر معه في ملكه إن أنعم فنعم فذلك فضله وإن أبلى فعذب فذلك عدله لم يتصرف في ملك غيره فينسب إلى الجور والحيف ولا يتوجه عليه لسواه حكم فيتصف بالجزع لذلك والخوف كل ما سواه تحت سلطان قهره ومتصرف عن إرادته وأمره فهو الملهم نفوس المكلفين التقوى والفجور وهو المتجاوز عن سيئات من شاء والآخذ بها من شاء هنا وفي يوم النشور لا يحكم عدله في فضله ولا فضله في عدله أخرج العالم قبضتين وأوجد لهم منزلتين فقال هؤلاء للجنة ولا أبالي وهؤلاء للنار ولا أبالي ولم يعترض عليه معترض هناك إذ لا موجود كان ثم سواه فالكل تحت تصريف أسمائه فقبضة تحت أسماء بلائه وقبضة تحت أسماء آلائه ولو أراد سبحانه أن يكون العالم كله سعيدا لكان أو شقيا لما كان من ذلك في شأن لكنه سبحانه لم يرد فكان كما أراد فمنهم الشقي والسعيد هنا وفي يوم المعاد فلا سبيل إلى تبديل ما حكم عليه القديم وقد قال تعالى في الصلاة هي خمس وهي خمسون ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ لتصرفي في ملكي وإنفاذ مشيئتي في ملكي وذلك لحقيقة عميت عنها الأبصار والبصائر ولم تعثر عليها الأفكار ولا الضمائر إلا بوهب إلهي وجود رحماني‏

لمن اعتنى الله به من عباده وسبق له ذلك بحضرة إشهاده فعلم حين أعلم أن الألوهة أعطت هذا التقسيم وأنه من رقائق القديم فسبحان من لا فاعل سواه ولا موجود لنفسه إلا إياه والله خَلَقَكُمْ وما تَعْمَلُونَ ولا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وهُمْ يُسْئَلُونَ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ‏

الشهادة الثانية

وكما أشهدت الله وملائكته وجميع خلقه وإياكم على نفسي بتوحيده فكذلك أشهده سبحانه وملائكته وجميع خلقه وإياكم على نفسي بالإيمان بمن اصطفاه واختاره واجتباه من وجوده ذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله إلى جميع الناس كافة بَشِيراً ونَذِيراً وداعِياً إِلَى الله بِإِذْنِهِ وسِراجاً مُنِيراً

فبلغ صلى الله عليه وسلم ما أنزل من ربه إليه وأدى أمانته ونصح أمته ووقف في حجة وداعه على كل من حضر من أتباعه فخطب وذكر وخوف وحذر وبشر وأنذر ووعد وأوعد وأمطر وأرعد وما خص بذلك التذكير أحدا من أحد عن إذن الواحد الصمد ثم قال ألا هل بلغت فقالوا بلغت يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم اللهم اشهد

وإني مؤمن بكل ما جاء به صلى الله وعليه وسلم مما علمت وما لم أعلم فمما جاء به فقر أن الموت عن أجل مسمى عند الله إذا جاء لا يؤخر فأنا مؤمن بهذا إيمانا لا ريب فيه ولا شك كما آمنت وأقررت إن سؤال فتاني القبر حق وعذاب القبر حق وبعث الأجساد من القبور حق والعرض على الله تعالى حق والحوض حق والميزان حق وتطاير الصحف حق والصراط حق والجنة حق والنار حق وفريقا في الجنة وفريقا في النار حق وكرب ذلك اليوم حق على طائفة وطائفة أخرى لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وشفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين وإخراج أرحم الراحمين بعد الشفاعة من النار من شاء حق وجماعة من أهل الكبائر المؤمنين يدخلون جهنم ثم يخرجون منها بالشفاعة والامتنان حق والتأبيد للمؤمنين والموحدين في النعيم المقيم في الجنان حق والتأبيد لأهل النار في النار حق وكل ما جاءت به الكتب والرسل من عند الله علم أو جهل حق فهذه شهادتي على نفسي أمانة عند كل من وصلت إليه أن يؤديها إذا سألها حيثما كان نفعنا الله وإياكم بهذا الايمان وثبتنا عليه عند الانتقال من هذه الدار إلى الدار الحيوان وأحلنا منها دار الكرامة والرضوان وحال بيننا وبين دار سرابيلها من القطران وجعلنا من العصابة التي أخذت الكتب بالإيمان وممن انقلب من الحوض وهو ريان وثقل له الميزان وثبتت له على الصراط القدمان أنه المنعم المحسان ف الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا الله لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ «فهذه عقيدة العوام من أهل الإسلام أهل التقليد وأهل النظر ملخصة مختصرة» ثم أتلوها إن شاء الله بعقيدة الناشية الشادية ضمنتها اختصار الاقتصاد بأوجز عبارة نبهت فيها على مآخذ الأدلة لهذه الملة مسجعة الألفاظ وسميتها برسالة المعلوم من عقائد أهل الرسوم ليسهل على الطالب حفظها ثم أتلوها بعقيدة خواص أهل الله من أهل طريق الله من المحققين أهل الكشف والوجود وجردتها أيضا في جزء آخر سميته المعرفة وبه انتهت مقدمة الكتاب وأما التصريح بعقيدة الخلاصة فما أفردتها على التعيين لما فيها من الغموض لكن جئت بها مبددة في أبواب هذا الكتاب مستوفاة مبينة لكنها كما ذكرنا متفرقة فمن رزقه الله الفهم فيها يعرف أمرها ويميزها من غيرها فإنه العلم الحق والقول الصدق وليس وراءها مرمى ويستوي فيها البصير والأعمى تلحق الأباعد بالأداني وتلحم الأسافل بالأعالي والله الموفق لا رب غيره‏

«وصل الناشى‏ء والشادى في العقائد»

قال الشادى اجتمع أربعة نفر من العلماء في قبة أرين تحت خط الاستواء الواحد مغربي والثاني مشرقي والثالث شامي والرابع يمني فتجاروا في العلوم والفرق بين الأسماء والرسوم فقال كل واحد منهم لصاحبه لا خير في علم لا يعطي صاحبه سعادة الأبد ولا يقدس حامله عن تأثير الأمد فلنبحث في هذه العلوم التي بين أيدينا عن العلم الذي هو أعز ما يطلب وأفضل ما يكتسب وأسنى ما يدخر وأعظم ما به يفتخر فقال المغربي عندي من هذا العلم العلم بالحامل القائم وقال المشرقي عندي منه العلم بالحامل المحمول اللازم وقال الشامي عندي من هذا العلم علم الإبداع والتركيب وقال اليمني عندي من هذا العلم علم التلخيص والترتيب ثم قالوا ليظهر كل واحد منا ما وعاه وليكشف عن حقيقة ما ادعاه‏

«الفصل الأول في معرفة الحامل القائم باللسان الغربي»

قام الإمام المغربي وقال لي التقدم من أجل مرتبة علمي فالحكم في الأوليات حكمي فقال له الحاضرون تكلم وأوجز وكن البليغ المعجز

[باب: الحادث له سبب‏]

فقال اعلموا أنه ما لم يكن ثم كان واستوت في حقه الأزمان أن المكون يلزمه في الآن‏

[باب: حكم ما لا يخلو عن الحوادث‏]

ثم قال كل ما لا يستغني عن أمر ما فحكمه حكم ذلك الأمر ولكن إذا كان من عالم الخلق والأمر فليصرف الطالب النظر إليه وليعول الباحث عليه‏

[باب: البقاء وعدم القديم‏]

ثم قال من كان الوجود يلزمه فإنه يستحيل عدمه والكائن ولم يكن يستحيل قدمه ولو لم يستحل عليه العدم لصحبة المقابل في القدم فإن كان المقابل لم يكن فالعجز في المقابل مستكن وإن كان كان يستحيل على هذا الآخر كان ومحال أن يزول بذاته لصحة الشرط وإحكام الربط

[باب: الكمون والظهور]

ثم قال وكل ما ظهر عينه ولم يوجب حكما فكونه ظاهرا محال فإنه لا يفيد علما

[باب: إبطال انتقال العرض وعدمه لنفسه‏]

ثم قال ومن المحال عليه تعمير المواطن لأن رحلته في الزمن الثاني من زمان وجوده لنفسه وليس بقاطن ولو جاز أن ينتقل لقام بنفسه واستغنى عن المحل ولا يعدمه ضد لاتصافه بالفقد ولا الفاعل فإن قولك فعل لا شي‏ء لا يقول به عاقل‏

[باب: إبطال حوادث لا أول لها]

ثم قال من توقف وجوده على فناء شي‏ء فلا وجود له حتى يفنى فإن وجد فقد فنى ذلك الشي‏ء المتوقف عليه وحصل المعنى من تقدمه شي‏ء فقد انحصر دونه وتقيد ولزمه هذا الوصف ولو تأبد فقد ثبت العين بلامين‏

[باب: القدم‏]

ثم قال ولو كان حكم المسند إليه حكم المسند لما تناهي العدد ولا صح وجود من وجد

[باب: ليس بجوهر]

ثم قال ولو كان ما أثبتناه يخلى ويملي لكان يبلى ولا يبلى‏

[باب: ليس بجسم‏]

ثم قال ولو كان يقبل التركيب لتحلل أو التأليف اضمحل وإذا وقع التماثل سقط التفاضل‏

[باب: ليس بعرض‏]

ثم قال ولو كان يستدعي وجوده سواه ليقوم به لم يكن ذلك السوي مستندا إليه وقد صح إليه استناده فباطل أن يتوفق عليه وجوده وقد قيده إيجاده ثم إنه وصف الوصف محال فلا سبيل إلى هذا العقد بحال‏

[باب: نفي الجهات‏]

ثم قال الكرة وإن كانت فانية فليست ذات ناحية إذا كانت الجهات إلي فحكمها علي وأنا منها خارج عنها وقد كان ولا أنا ففيم التشغيب والعناء

[باب: الاستواء]

ثم قال كل من استوطن موطنا جازت عنه رحلته وثبتت نقلته من حاذى بذاته شيئا فإن التثليث يحده ويقدره وهذا يناقض ما كان العقل من قبل يقرره‏

[باب: الاحدية]

ثم قال لو كان لا يوجد شي‏ء إلا عن مستقلين اتفاقا واختلافا لما رأينا في الوجود افتراقا وائتلافا والمقدر حكمه حكم الواقع فاذن التقدير هنا للمنازع ليس بنافع‏

[باب: في الرؤية]

ثم قال إذا وجد الشي‏ء في عينه جاز أن يراه ذو العين بعينه المقيدة بوجهه الظاهر وجفنة وما ثم علة توجب الرؤية في مذهب أكثر الأشعرية إلا الوجود بالبنية وغير البنية ولا بد من البنية ولو كانت الرؤية تؤثر في المرئي لأحلناها فقد بانت المطالب بأدلتها كما ذكرناها ثم صلى وسلم بعد ما حمد وقعد فشكره الحاضرون على إيجازه في العبارة واستيفائه المعاني في دقيق الإشارة

«الفصل الثاني في معرفة الحامل المحمول اللازم باللسان المشرقي»

[باب: القدرة]

ثم قام المشرقي وقال تكوين الشي‏ء من الشي‏ء ميل وتكوينه لا من شي‏ء اقتدار الأزل ومن لم يمتنع عنك فقدرتك نافذة فيه ولم تزل‏

[باب: العلم‏]

ثم قال إيجاد أحكام في محكم يثبت بحكمه وجود علم المحكم‏

[باب: الحياة]

ثم قال والحياة في العالم شرط لازم ووصف قائم‏

[باب: الإرادة]

ثم قال الشي‏ء إذا قبل التقدم والمناص فلا بد من مخصص لوقوع الاختصاص وهذا هو عين الإرادة في حكم العقل والعادة

[باب: الإرادة الحادثة]

ثم قال ولو أراد المريد بما لم يكن لكان ما لم يكن مرادا بما لم يكن‏

[باب: إرادة لا في محل‏]

ثم قال من المحال أن توجب المعاني أحكامها في غير من قامت به فانتبه‏

[باب: الكلام‏]

ثم قال من تحدث في نفسه بما مضى فذلك الحديث ليس بإرادة به حكم الدليل على الكلام وقضى‏

[باب: قدم العلم‏]

ثم قال القديم لا يقبل الطارئ فلا تمار ولو أحدث في نفسه ما ليس منها لكان بعدم تلك الصفة ناقصا عنها ومن ثبت كماله بالعقل‏

والنص فلا ينسب إليه النقص‏

[باب: السمع والبصر]

ثم قال لو لم يبصرك ولم يسمعك لجهل كثيرا منك ونسبة الجهل إليه محال فلا سبيل إلى نفي هاتين الصفتين عنه بحال ومن ارتكب القول بنفيهما ارتكب مخوفا لما يؤدي إلى كونه مئوفا

[باب: إثبات الصفات‏]

ثم قال من ضرورة الحكم أن يوجبه معنى كما من ضرورة المعنى الذي لا يقوم بنفسه استدعاء مغني فيا أيها المجادل كم ذا تتعنى ما ذاك إلا لخوفك من العدد وهذا لا يبطل حقيقة الواحد والأحد ولو علمت إن العدد هو الأحد ما شرعت في منازعة أحد فهذا قد أبنت عن الحامل المحمول العارض واللازم في تقاسيم هذه المعالم ثم قعد

«الفصل الثالث في معرفة الإبداع والتركيب باللسان الشامي»

[باب: العالم خلق الله‏]

ثم قام الشامي وقال إذا تماثلت المحدثات وكان تعلق القدرة بها لمجرد الذات فبأي دليل يخرج منها بعض الممكنات‏

[باب: الكسب‏]

ثم قال لما كانت الإرادة تتعلق بمرادها حقيقة ولم تكن القدرة الحادثة مثلها لاختلال في الطريقة فذلك هو الكسب فكسب العبد وقدر الرب وتبيين ذلك بالحركة الاختيارية والرعدة الاضطرارية

[باب: الكسب مراد الله‏]

ثم قال القدرة من شرطها الإيجاد إذا ساعدها العلم والإرادة فإياك والعادة كل ما أدى إلى نقص الألوهة فهو مردود ومن جعل في الوجود الحادث ما ليس بمراد لله فهو من المعرفة مطرود وباب التوحيد في وجهه مسدود وقد يراد الأمر ولا يراد المأمور به وهو الصحيح وهذا غاية التصريح‏

[باب: لا يجب خلق العالم‏]

ثم قال من أوجب على الله أمرا فقد أوجب عليه حد الواجب وذلك على الله محال في صحيح المذاهب ومن قال بالوجوب لسبق العلم فقد خرج عن الحكم المعروف عند العلماء في الواجب وهو صحيح الحكم‏

[باب: تكليف ما لا يطاق‏]

ثم قال تكليف ما لا يطاق جائز عقلا وقد عاينا ذلك مشاهدة ونقلا

[باب: إيلام البري‏ء ليس بظلم في حق الله‏]

ثم قال من لم يخرج شي‏ء على الحقيقة عن ملكه فلا يتصف بالجور والظلم فيما يجريه من حكمه في ملكه‏

[باب: الحسن والقبح‏]

ثم قال من هو مختار فلا يجب عليه رعاية الأصلح وقد ثبت ذلك وصح التقبيح والتحسين بالشرع والغرض ومن قال إن الحسن والقبح لذات الحسن والقبيح فهو صاحب جهل عرض‏

[باب: وجوب معرفة الله‏]

ثم قال إذا كان وجوب معرفة الله وغير ذلك من شرطه ارتباط الضرر بتركه في المستقبل فلا يصح الوجوب بالعقل لأنه لا يعقل‏

[باب: بعثة الرسل‏]

ثم قال إذا كان العقل يستقل بنفسه في أمر وفي أمر لا يستقل فلا بد من موصل إليه مستقل فلم تستحل بعثة الرسل وأنهم أعلم الخلق بالغايات والسبل‏

[باب: إثبات رسالة رسول بعينه‏]

ثم قال لو جاز أن يجي‏ء الكاذب بما جاء به الصادق لانقلبت الحقائق ولتبدلت القدرة بالعجز ولاستند الكذب إلى حضرة العز وهذا كله محال وغاية الضلال بما ثبت الواحد الأول يثبت الثاني في جميع الوجوه والمعاني‏

«الفصل الرابع في معرفة التخليص والترتيب باللسان اليمني»

[باب: الاعادة]

ثم قام اليمني وقال من أفسد شيئا بعد ما أنشأه جاز أن يعيده كما بدأه‏

[باب: سؤال القبر وعذابه‏]

ثم قال إذا قامت اللطيفة الروحانية بجزء ما من الإنسان فقد صح عليه اسم الحيوان النائم يرى ما لا يراه اليقظان وهو إلى جانبه لاختلاف مذاهبه من قامت به الحياة جازت عليه اللذة والألم فما لك لا تلتزم‏

[باب: الميزان‏]

ثم قال البدل من الشي‏ء يقوم مقامه ويوجب له أحكامه‏

[باب: الصراط]

ثم قال من قدر على إمساك الطير في الهواء وهي أجسام قدر على إمساك جميع الأجرام‏

[باب: خلق الجنة والنار]

ثم قال قد كملت النشأة واجتمعت أطراف الدائرة قبل حلول الدائرة

[باب: وجوب الامامة]

ثم قال إقامة الدين هو المطلوب ولا يصح إلا بالأمان فاتخاذ الإمام واجب في كل زمان‏

[باب: شروط الامامة]

ثم قال إذا تكاملت الشرائط صح العقد ولزم العالم الوفاء بالعهد وهي الذكورية والبلوغ والعقل والعلم والحرية والورع والنجدة والكفاية ونسب قريش وسلامة حاسة السمع والبصر وبهذا قال بعض أهل العلم والنظر

[باب: إذا تعارض إمامان‏]

ثم قال إذا تعارض‏

إمامان فالعقد للاكثر اتباعه وإذا تعذر خلع إمام ناقص لتحقق وقوع فساد شامل فإبقاء العقد له واجب ولا يجوز إرداعه قال الشادى فوفى كل واحد من الأربعة ما اشترط وانتظم الوجود وارتبط

«وصل في اعتقاد أهل الاختصاص من أهل الله بين نظر وكشف»

الحمد لله محير العقول في نتائج الهمم وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم‏

«مسألة» [حد العقول‏]

أما بعد فإن للعقول حدا تقف عنده من حيث ما هي مفكرة لا من حيث ما هي قابلة فنقول في الأمر الذي يستحيل عقلا قد لا يستحيل نسبة إلهية كما نقول فيما يجوز عقلا قد يستحيل نسبة إلهية

«مسألة» [المناسبة بين الواجب والممكن‏]

أية مناسبة بين الحق الواجب الوجود بذاته وبين الممكن وإن كان واجبا به عند من يقول بذلك لاقتضاء الذات أو لاقتضاء العلم ومأخذها الفكرية إنما تقوم صحيحة من البراهين الوجودية ولا بد بين الدليل والمدلول والبرهان والمبرهن عليه من وجه به يكون التعلق له نسبة إلى الدليل ونسبة إلى المدلول عليه بذلك الدليل ولو لا ذلك الوجه ما وصل دال إلى مدلول دليله أبدا فلا يصح أن يجتمع الخلق والحق في وجه أبدا من حيث الذات لكن من حيث إن هذه الذات منعوتة الألوهة فهذا حكم آخر تستقل العقول بإدراكه وكل ما يستقل العقل بإدراكه عندنا يمكن أن يتقدم العلم به على شهوده وذات الحق تعالى بائنة عن هذا الحكم فإن شهودها يتقدم على العلم بها بل تشهد ولا تعلم كما إن الألوهة تعلم ولا تشهد والذات تقابلها وكم من عاقل ممن يدعي العقل الرصين من العلماء النظار يقول إنه حصل على معرفة الذات من حيث النظر الفكري وهو غالط في ذلك لأنه متردد بفكره بين السلب والإثبات فالإثبات راجع إليه فإنه ما أثبت للحق الناظر إلا ما هو الناظر عليه من كونه عالما قادرا مريدا إلى جميع الأسماء والسلب راجع إلى العدم والنفي والنفي لا يكون صفة ذاتية لأن الصفات الذاتية للموجودات إنما هي ثبوتية فما حصل لهذا المفكر المتردد بين الإثبات والسلب من العلم بالله شي‏ء

«مسألة» [معرفة المقيد بالمطلق‏]

أنى للمقيد بمعرفة المطلق وذاته لا تقتضيه وكيف يمكن أن يصل الممكن إلى معرفة الواجب بالذات وما من وجه للممكن إلا ويجوز عليه العدم والدثور والافتقار فلو جمع بين الواجب بذاته وبين الممكن وجه لجاز على الواجب ما جاز على الممكن من ذلك الوجه من الدثور والافتقار وهذا في حق الواجب محال فإثبات وجه جامع بين الواجب والممكن محال فإن وجوه الممكن تابعة له وهو في نفسه يجوز عليه العدم فتوابعه أحرى وأحق بهذا الحكم وثبت للممكن ما ثبت للواجب بالذات من ذلك الوجه الجامع وما ثم شي‏ء ثبت للممكن من حيث ما هو ثابت للواجب بالذات فوجود وجه جامع بين الممكن والواجب بالذات محال‏

«مسألة» [للالوهة أحكام‏]

لكني أقول إن للالوهة أحكاما وإن كانت حكما وفي صور هذه الأحكام يقع التجلي في الدار الآخرة حيث كان فإنه قد اختلف في رؤية النبي عليه السلام ربه كما ذكر وقد جاء حديث النور الأعظم في رفرف الدر والياقوت وغير ذلك‏

«مسألة» [الإرادة والاختيار]

أقول بالحكم الإرادي لكني لا أقول بالاختيار فإن الخطاب بالاختيار الوارد إنما ورد من حيث النظر إلى الممكن معرى عن علته وسببيته‏

«مسألة» [كان الله ولا شي‏ء معه‏]

فأقول بما أعطاه الكشف الاعتصامي إن الله كان ولا شي‏ء معه إلى هنا انتهى لفظه عليه السلام وما أتى بعد هذا فهو مدرج فيه وهو قولهم وهو الآن على ما عليه كان يريدون في الحكم فالآن وكان أمران عائدان علينا إذ بنا ظهرا وأمثالهما وقد انتفت المناسبة والمقول عليه كان الله ولا شي‏ء معه إنما هو الألوهة لا الذات وكل حكم يثبت في باب العلم الإلهي للذات إنما هو للالوهية وهي أحكام نسب وإضافات وسلوب فالكثرة في النسب لا في العين وهنا زلت أقدام من شرك بين من يقبل التشبيه وبين من لا يقبله عند كلامهم في الصفات واعتمدوا في ذلك على الأمور الجامعة التي هي الدليل والحقيقة والعلة والشرط وحكموا بها غائبا وشاهدا فأما شاهدا فقد يسلم وأما غائبا فغير مسلم‏

«مسألة» [بحر العماء]

بحر العماء برزخ بين الحق والخلق في هذا البحر اتصف الممكن بعالم وقادر وجميع الأسماء الإلهية التي بأيدينا واتصف الحق بالتعجب والتبشش والضحك والفرح والمعية وأكثر النعوت الكونية فرد ماله وخذ مالك فله النزول ولنا المعراج‏

«مسألة» [الوصول إليه به وبك‏]

من أردت الوصول إليه لم تصل إليه إلا به وبك بك من حيث طلبك وبه لأنه موضع قصدك فالألوهة تطلب ذلك والذات لا تطلبه‏

«مسألة» [المتوجه على الإيجاد]

المتوجه على إيجاد كل ما سوى الله تعالى هو الألوهة بأحكامها ونسبها وإضافاتها وهي التي استدعت الآثار فإن قاهرا بلا مقهور وقادرا بلا مقدور صلاحية ووجودا وقوة وفعلا محال‏

«مسألة» [نعت الالوهة الأخص‏]

النعت الخاص الأخص التي انفردت به الألوهة كونها قادرة إذ لا قدرة لممكن أصلا وإنما له التمكن من قبول تعلق الأثر الإلهي به‏

«مسألة» [الكسب‏]

الكسب تعلق إرادة الممكن بفعل ما دون غيره فيوجده الاقتدار الإلهي عند هذا التعلق فسمى ذلك كسبا للممكن‏

«مسألة» [الجبر]

الجبر لا يصح عند المحقق لكونه ينافي صحة الفعل للعبد فإن الجبر حمل الممكن على الفعل مع وجود الإباية من الممكن فالجماد ليس بمجبور لأنه لا يتصور منه فعل ولا له عقل عادي فالممكن ليس بمجبور لأنه لا يتصور منه فعل ولا له عقل محقق مع ظهور الآثار منه‏

«مسألة» [البلاء والعافية في العالم‏]

الألوهة تقضي أن يكون في العالم بلاء وعافية فليس إزالة المنتقم من الوجود بأولى من إزالة الغافر وذي العفو والمنعم لو بقي من الأسماء ما لا حكم له لكان معطلا والتعطيل في الألوهة محال فعدم أثر الأسماء محال‏

«مسألة» [المدرك والمدرك‏]

المدرك والمدرك كل واحد منهما على ضربين مدرك يعلم وله قوة التخيل ومدرك يعلم وما له قوة التخيل والمدرك بفتح الراء على ضربين مدرك له صورة يعلمه بصورته من ليس له قوة التخيل ولا يتصوره ويعلمه ويتصوره من له قوة التخيل ومدرك ما له صورة يعلم فقط

«مسألة» [العلم‏]

العلم ليس تصور المعلوم ولا هو المعنى الذي يتصور المعلوم فإنه ما كل معلوم يتصور ولا كل عالم يتصور فإن التصور للعالم إنما هو من كونه متخيلا والصورة للمعلوم أن تكون على حالة يمسكها الخيال وثم معلومات لا يمسكها خيال أصلا فثبت أنها لا صورة لها

«مسألة» [الفعل من الممكن‏]

لو صح الفعل من الممكن لصح أن يكون قادرا ولا فعل له فلا قدرة له فإثبات القدرة للممكن دعوى بلا برهان وكلامنا في هذا الفصل مع الأشاعرة المثبتين لها مع نفي الفعل عنها

«مسألة» [الواحد من جميع الوجوه لا يصدر منه إلا واحد]

لا يصدر عن الواحد من كل وجه إلا واحد وهل ثم من هو على هذا الوصف أم لا في ذلك نظر للمنصف أ لا ترى الأشاعرة ما جعلوا الإيجاد للحق إلا من كونه قادرا والاختصاص من كونه مريدا والأحكام من كونه عالما وكون الشي‏ء مريدا ما هو عين كونه قادرا فليس قولهم بعد هذا إنه واحد من كل وجه صحيحا في التعلق العام وكيف وهم مثبتو الصفات زائدة على الذات قائمة به تعالى وهكذا القائلون بالنسب والإضافات وكل فرقة من الفرق ما تخلصت لهم الوحدة من جميع الوجوه إلا أنهم بين ملزم من مذهبه القول بعدمها وبين قائل بها فإثبات الوحدانية إنما ذلك في الألوهية أي لا إله إلا هو وذلك صحيح مدلول عليه‏

«مسألة» [الصفات نسب وإضافات‏]

كون الباري عالما حيا قادرا إلى سائر الصفات نسب وإضافات له لا أعيان زائدة لما يؤدي إلى نعتها بالنقص إذ الكامل بالزائد ناقص بالذات عن كماله بالزائد وهو كامل لذاته فالزائد بالذات على الذات محال وبالنسب والإضافة ليس بمحال وأما قول القائل لا هي هو ولا هي أغيار له فكلام في غاية البعد فإنه قد دل صاحب هذا المذهب على إثبات الزائد وهو الغير بلا شك إلا أنه أنكر هذا الإطلاق لا غير ثم تحكم في الحد بأن قال الغيران هما اللذان يجوز مفارقة أحدهما الآخر مكانا وزمانا ووجودا وعدما وليس هذا بحد للغيرين عند جميع العلماء به‏

«مسألة» [الوحدة وتعدد التعلقات‏]

لا يؤثر تعدد التعلقات من المتعلق في كونه واحدا في نفسه كما لا يؤثر تقسيم المتكلم به في أحدية الكلام‏

«مسألة» [تعدد الصفات الذاتية]

الصفات الذاتية للموصوف بها وإن تعددت فلا تدل على تعدد الموصوف في نفسه لكونها مجموع ذاته وإن كانت معقولة في التمييز بعضها من بعض‏

«مسألة» [صور العلم والجوهر]

كل صورة في العالم عرض في الجوهر وهي التي يقع عليها الخلع والسلخ والجوهر واحد. والقسمة في الصورة لا في الجوهر

«مسألة» [الكثرة في المعلول الأول‏]

قول القائل إنما وجد عن المعلول الأول الكثرة وإن كان واحد الاعتبارات ثلاثة وجدت فيه وهي علته ونفسه وإمكانه فنقول لهم ذلكم يلزمكم في العلة الأولى أعني وجود اعتبارات فيه وهو واحد فلم منعتم أن لا يصدر عنه إلا واحد فأما إن تلتزموا صدور الكثرة عن العلة الأولى أو صدور واحد عن المعلول الأول وأنتم غير قائلين بالأمرين‏

«مسألة» [نفي العلية عن الذات الإلهية]

من وجب له الكمال الذاتي والغني الذاتي لا يكون علة لشي‏ء لأنه يؤدي كونه علة توقفه على المعلول والذات منزهة عن التوقف على شي‏ء فكونها علة محال لكن الألوهة قد تقبل الإضافات فإن قيل إنما يطلق الإله على من هو كامل الذات غني الذات لا يريد الإضافة ولا النسب قلنا لا مشاحة في اللفظ بخلاف العلة فإنها في أصل وضعها ومن معناها تستدعي معلولا فإن أريد بالعلة ما أراد هذا بالإله فمسلم ولا يبقى نزاع في هذا اللفظ إلا من جهة الشرع هل يمنع أو يبيح أو يسكت‏

«مسألة» [سر الألوهية]

الألوهة مرتبة للذات لا يستحقها إلا الله فطلبت ما هو طلبها والمألوه يطلبها وهي تطلبه والذات غنية عن كل شي‏ء فلو ظهر هذا السر

الرابط لما ذكرنا لبطلت الألوهة ولم يبطل كمال الذات وظهر هنا بمعنى زال كما يقال ظهروا عن البلد أي ارتفعوا عنه وهو قول الإمام للالوهية سر لو ظهر لبطلت الألوهية

«مسألة» [العلم والمعلوم والتعلق‏]

العلم لا يتغير بتغير المعلوم لكن التعلق يتغير والتعلق نسبة إلى معلوم ما مثاله تعلق العلم بأن زيدا سيكون فكان فتعلق العلم بكونه كائنا في الحال وزال تعلق العلم باستئناف كونه ولا يلزم من تغير التعلق تغير العلم وكذلك لا يلزم من تغير المسموع والمرئي تغير الرؤية والسمع‏

«مسألة» [معلوم العلم‏]

ثبت أن العلم لا يتغير فالمعلوم أيضا لا يتغير فإن معلوم العلم إنما هو نسبة لأمرين معلومين محققين فالجسم معلوم لا يتغير أبدا والقيام معلوم لا يتغير ونسبة القيام للجسم هي المعلومة التي الحق بها التغيير والنسبة أيضا لا تتغير وهذه النسبة الشخصية أيضا لا تكون لغير هذا الشخص فلا تتغير وما ثم معلوم أصلا سوى هذه الأربعة وهي الثلاثة الأمور المحققة النسبة والمنسوب والمنسوب إليه والنسبة الشخصية فإن قيل إنما ألحقنا التغير بالمنسوب إليه لكونه رأيناه على حالة ما ثم رأيناه على حالة أخرى قلنا لما نظرت المنسوب إليه أمرا ما لم تنظر إليه من حيث حقيقته فحقيقته غير متغيرة ولا من حيث ما هو منسوب إليه فتلك حقيقة لا تتغير أيضا وإنما نظرت إليه من حيث ما هو منسوب إليه حال ما فاذن ليس المعلوم الآخر هو المنسوب إليه تلك الحالة التي قلت إنها زالت فإنها لا تفارق منسوبها وإنما هذا منسوب آخر إليه نسبة أخرى فاذن فلا يتغير علم ولا معلوم وإنما العلم له تعلقات بالمعلومات أو تعلق بالمعلومات كيف شئت‏

«مسألة» [العلم التصورى‏]

ليس شي‏ء من العلم التصوري مكتسبا بالنظر الفكري فالعلوم المكتسبة ليس إلا نسبة معلوم تصوري إلى معلوم تصوري والنسبة المطلقة أيضا من العلم التصوري فإذا نسبت الاكتساب إلى العلم التصوري فليس ذلك إلا من كونك تسمع لفظا قد اصطلحت عليه طائفة ما لمعنى ما يعرفه كل أحد لكن لا يعرف كل أحد أن ذلك اللفظ يدل عليه فلذلك يسأل عن المعنى الذي أطلق عليه هذا اللفظ أي معنى هو فيعينه له المسئول بما يعرفه فلو لم يكن عند السائل العلم بذلك المعنى من حيث معنويته والدلالة التي توصل بها إلى معرفة مراد ذلك الشخص بذلك الاصطلاح لذلك المعنى ما قبله وما عرف ما يقول فلا بد أن تكون المعاني كلها مركوزة في النفس ثم تنكشف له مع الأناة حالا بعد حال‏

«مسألة» [وصف العلم بالاحاطة]

وصف العلم بالإحاطة للمعلومات يقضي بتناهيها والتناهي فيها محال فالإحاطة محال لكن يقال العلم محيط بحقيقة كل معلوم وإلا فليس معلوما بطريق الإحاطة فإنه من علم أمرا من وجه ما لا من جميع الوجوه فما أحاط به‏

«مسألة» [رؤية البصيرة ورؤية البصر]

رؤية البصيرة علم ورؤية البصر طريق حصول علم فكون الإله سميعا بصيرا تعلق تفصيلي فهما حكمان للعلم ووقعت التثنية من أجل المتعلق الذي هو المسموع والمبصر

«مسألة» [الأزل‏]

الأزل نعت سلبي وهو نفي الأولية فإذا قلنا أول في حق الألوهة فليس إلا المرتبة

«مسألة» [حدوث ما سوى الله عند الاشاعرة]

دلت الأشاعرة على حدوث كل ما سوى الله بحدوث المتحيزات وحدوث أعراضها وهذا لا يصح حتى يقيموا الدليل على حصر كل ما سوى الله تعالى فيما ذكروه ونحن نسلم حدوث ما ذكروا حدوثه‏

«مسألة» [الوجود اللامتحيز]

كل موجود قائم بنفسه غير متحيز وهو ممكن لا تجري مع وجوده الأزمنة ولا تطلبه الأمكنة

«مسألة» [الممكن الأول عند الاشاعرة]

دلالة الأشعري في الممكن الأول إنه يجوز تقدمه على زمان وجوده وتأخره عنه والزمان عنده في هذه المسألة مقدر لا موجود فالاختصاص دليل على المخصص فهذه دلالة فاسدة لعدم الزمان فبطل أن يكون هذا دليلا فلو قال نسبة الممكنات إلى الوجود أو نسبة الوجود إلى الممكنات نسبة واحدة من حيث ما هي نسبة لا من حيث ما هو ممكن فاختصاص بعض الممكنات بالوجود دون غيره من الممكنات دليل على إن لها مخصصا فهذا هو عين حدوث كل ما سوى الله‏

«مسألة» [الزمان‏]

قول القائل إن الزمان مدة متوهمة تقطعها حركة الفلك خلف من الكلام لأن المتوهم ليس بوجود محقق وهم ينكرون على الأشاعرة تقدير الزمان في الممكن الأول فحركات الفلك تقطع في لا شي‏ء فإن قال الآخر إن الزمان حركة الفلك والفلك متحيز فلا تقطع الحركة إلا في متحيز

«مسألة» [اللفظ المشترك عند الاشاعرة والمجسمة]

عجبت من طائفتين كبيرتين الأشاعرة والمجسمة في غلطهم في اللفظ المشترك كيف جعلوه للتشبيه ولا يكون التشبيه إلا بلفظه المثل أو كاف الصفة بين الأمرين في اللسان وهذا عزيز الوجود في كل ما جعلاه تشبيها من آية أو خبر ثم إن الأشاعرة تخيلت أنها لما تأولت قد خرجت من التشبيه وهي ما فارقته إلا أنها انتقلت من التشبيه بالأجسام إلى التشبيه بالمعاني المحدثة المفارقة للنعوت القديمة في الحقيقة والحد فما

انتقلوا من التشبيه بالمحدثات أصلا ولو قلنا بقولهم لم نعدل مثلا من الاستواء الذي هو الاستقرار إلى الاستواء الذي هو الاستيلاء كما عدلوا ولا سيما والعرش مذكور في نسبة هذا الاستواء ويبطل معنى الاستيلاء مع ذكر السرير ويستحيل صرفه إلى معنى آخر ينافي الاستقرار فكنت أقول إن التشبيه مثلا إنما وقع بالاستواء والاستواء معنى لا بالمستوى عليه الذي هو الجسم والاستواء حقيقة معقولة معنوية تنسب إلى كل ذات بحسب ما تعطيه حقيقة تلك الذات ولا حاجة لنا إلى التكلف في صرف الاستواء عن ظاهره فهذا غلط بين لا خفاء به وأما المجسمة فلم يكن ينبغي لهم أن يتجاوزوا باللفظ الوارد إلى أحد محتملاته مع إيمانهم ووقوفهم مع قوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ

«مسألة» [الفحشاء ودخولها في القضاء الإلهي‏]

كما أنه تعالى لم يأمر بالفحشاء كذلك لا يريدها لكن قضاها وقدرها بيان كونه لا يريدها لأن كونها فاحشة ليس عينها بل هو حكم الله فيها وحكم الله في الأشياء غير مخلوق وما لم يجر عليه الخلق لا يكون مرادا فإن ألزمناه في الطاعة التزمناه وقلنا الإرادة للطاعة ثبتت سمعا لا عقلا فأثبتوها فأثبتوها في الفحشاء ونحن قبلناها إيمانا كما قبلنا وزن الأعمال وصورها مع كونها أعراضا فلا يقدح ذلك فيما ذهبنا إليه لما اقتضاه الدليل‏

«مسألة» [العدم المطلق الذي للممكن‏]

العدم للممكن المتقدم بالحكم على وجوده ليس بمراد لكن العدم الذي يقارنه حكما حال وجوده أن لو لم يكن الوجود لكان ذلك العدم منسحبا عليه هو مراد حال وجود الممكن لجواز استصحاب العدم له وعدم الممكن الذي ليس بمراد هو الذي في مقابلة وجود الواجب لذاته لأن مرتبة الوجود المطلق تقابل العدم المطلق الذي للممكن إذ ليس له جواز وجود في هذه المرتبة وهذا في وجود الألوهة لا غير

«مسألة» [تعدد القدماء]

لا يستحيل في العقل وجود قديم ليس بإله فإن لم يكن فمن طريق السمع لا غير

«مسألة» [تخصيص وجود الممكن‏]

كون المخصص مريد الوجود ممكن ما ليس تخصيصه لوجوده من حيث هو وجود لكن من حيث نسبته لممكن ما تجوز نسبته لممكن آخر فالوجود من حيث الممكن مطلقا لا من حيث ممكن ما ليس بمراد ولا بواقع أصلا إلا بممكن ما وإذا كان بممكن ما فليس هو بمراد من حيث هو لكن من حيث نسبته لممكن ما لا غير

«مسألة» [السبب المخصص‏]

دل الدليل على ثبوت السبب المخصص ودل الدليل مثلا على التوقيف فيما ينسب إلى هذا المخصص من نفي أو إثبات كما قال لنا بعض النظار في كلام جرى بيني وبينه فكنا نقف كما زعم لكن دل الدليل على ثبوت الرسول من جانب المرسل فأخذنا النسب الإلهية من الرسول فحكمنا بأنه كذا وليس كذا فكيف والدليل الواضح على وجوده وأن وجوده عين ذاته وليس بعلة لذاته لثبوت الافتقار إلى الغير وهو الكامل بكل وجه فهو موجود ووجوده عين ذاته لا غيرها

«مسألة» [تعدد التعلقات الإلهية]

افتقار الممكن للواجب بالذات والاستغناء الذاتي للواجب دون الممكن يسمى إلها وتعلقها بنفسها وبحقائق كل محقق وجودا كان أو عدما يسمى علما تعلقها بالممكنات من حيث ما هي الممكنات عليه يسمى اختيارا تعلقها بالممكن من حيث تقدم العلم قبل كون الممكن يسمى مشيئة تعلقها بتخصيص أحد الجائزين للممكن على التعين يسمى إرادة تعلقها بإيجاد الكون يسمى قدرة تعلقها بأسماع المكون لكونه يسمى أمرا وهو على نوعين بواسطة وبلا واسطة فبارتفاع الوسائط لا بد من نفوذ الأمر وبالواسطة لا يلزم النفوذ وليس بأمر في عين الحقيقة إذ لا يقف لأمر الله شي‏ء تعلقها بأسماع المكون لصرفه عن كونه أو كون ما يمكن أن يصدر منه يسمى نهيا وصورته في التقسيم صورة الأمر تعلقها بتحصيل ما هي عليه هي أو غيرها من الكائنات أو ما في النفس يسمى أخبارا فإن تعلقت بالكون على طريق أي شي‏ء يسمى استفهاما فإن تعلقت به على جهة النزول إليه بصيغة الأمر يسمى دعاء ومن باب تعلق الأمر إلى هذا يسمى كلاما تعلقها بالكلام من غير اشتراط العلم به يسمى سمعا فإن تعلقت وتبع التعلق الفهم بالمسموع يسمى فهما تعلقها بكيفية النور وما يحمله من المرئيات يسمى بصرا ورؤية تعلقها بإدراك كل مدرك الذي لا يصح تعلق من هذه التعلقات كلها إلا به يسمى حياة والعين في ذلك كله واحدة تعددت التعلقات لحقائق المتعلقات والأسماء للمسميات‏

«مسألة» [نور العقل والايمان‏]

للعقل نور يدرك به أمور مخصوصة وللإيمان نور به يدرك كل شي‏ء ما لم يقم مانع فبنور العقل تصل إلى معرفة الألوهية وما يجب لها ويستحيل وما يجوز منها فلا يستحيل ولا يجب وبنور الايمان يدرك العقل معرفة الذات وما نسب الحق إلى نفسه من النعوت‏

«مسألة» [معرفة أحكام الذات‏]

لا يمكن عندنا معرفة كيفية ما ينسب إلى الذوات من الأحكام إلا بعد معرفة الذوات المنسوبة والمنسوب إليها وحينئذ

تعرف كيفية النسبة المخصوصة لتلك الذات المخصوصة كالاستواء والمعية واليد والعين وغير ذلك‏

«مسألة» [انقلاب الأعيان‏]

الأعيان لا تنقلب والحقائق لا تتبدل فالنار تحرق بحقيقتها لا بصورتها فقوله تعالى يا نارُ كُونِي بَرْداً وسَلاماً خطاب للصورة وهي الجمرات وأجرام الجمرات محرقة بالنار فلما قام النار بها سميت نارا فتقبل البرد كما قبلت الحرارة

«مسألة» [البقاء]

البقاء استمرار الوجود مثلا على الباقي لا غير ليس بصفة زائدة فيحتاج إلى بقاء ويتسلسل إلا على مذهب الأشاعرة في المحدث فإن البقاء عرض فلا يحتاج إلى بقاء وإنما ذلك في بقاء الحق تعالى‏

«مسألة» [الكلام‏]

الكلام من حيث ما هو كلام واحد والقسمة في المتكلم به لا في الكلام فالأمر والنهي والخبر والاستخبار والطلب واحد في الكلام‏

«مسألة» [الاسم والمسمى والتسمية]

الاختلاف في الاسم والمسمى والتسمية اختلاف في اللفظ فأما قول من قال تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ وسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ فكالنهي بالسفر بالمصحف إلى أرض العدو وأما القول في الحجة ب أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها على إن الاسم هو المسمى فالمعبود الأشخاص فنسبة الألوهية عبدوا فلا حجة في إن الاسم هو المسمى ولو كان لكان بحكم اللغة والوضع لا بحكم المعنى‏

«مسألة» [وجود الممكنات‏]

وجود الممكنات لكمال مراتب الوجود الذاتي والعرفاني لا غير

«مسألة» [قسما وجود الممكن‏]

كل ممكن منحصر في أحد قسمين في سر أو تجل فقد وجد الممكن على أقصى غاياته وأكملها فلا أكمل منه ولو كان الأكمل لا يتناهى لما تصور خلق الكمال وقد وجد مطابقا للحضرة الكمالية فقد كمل‏

«مسألة» [انحصار المعلومات‏]

المعلومات منحصرة من حيث ما تدرك به في حس ظاهر وباطن وهو الإدراك النفسي وبديهة وما تركب من ذلك عقلا إن كان معنى وخيالا إن كان صورة فالخيال لا يركب إلا في الصور خاصة فالعقل يعقل ما يركب الخيال وليس في قوة الخيال أن يصور بعض ما يركبه العقل وللاقتدار الإلهي سر خارج عن هذا كله يقف عنده‏

«مسألة» [الحسن والقبح‏]

الحسن والقبح ذاتي للحسن والقبيح لكن منه ما يدرك حسنه وقبحه بالنظر إلى كمال أو نقص أو غرض أو ملاءمة طبع أو منافرته أو وضع ومنه ما لا يدرك قبحه ولا حسنه إلا من جانب الحق الذي هو الشرع فنقول هذا قبيح وهذا حسن وهذا من الشرع خبر لا حكم ولهذا نقول بشرط الزمان والحال والشخص وإنما شرطنا هذا من أجل من يقول في القتل ابتداء أو قودا أو حدا وفي إيلاج الذكر في الفرج سفاحا ونكاحا فمن حيث هو إيلاج واحد لسنا نقول كذلك فإن الزمان مختلف ولوازم النكاح غير موجودة في السفاح وزمان تحليل الشي‏ء ليس زمان تحريمه أن لو كان عين المحرم واحدا فالحركة من زيد في زمان ما ليس هي الحركة منه في الزمان الآخر ولا الحركة التي من عمر وهي الحركة التي من زيد فالقبيح لا يكون حسنا أبدا لأن تلك الحركة الموصوفة بالحسن أو القبح لا تعود أبدا فقد علم الحق ما كان حسنا وما كان قبيحا ونحن لا نعلم ثم إنه لا يلزم من الشي‏ء إذا كان قبيحا أن يكون أثره قبيحا قد يكون أثره حسنا والحسن أيضا كذلك قد يكون أثره قبيحا كحسن الصدق وفي مواضع يكون أثره قبيحا وكقبح الكذب وفي مواضع يكون أثره حسنا فتحقق ما نبهناك عليه تجد الحق‏

«مسألة» [الدليل والمدلول‏]

لا يلزم من انتفاء الدليل انتفاء المدلول فعلى هذا لا يصح قول الحلولي لو كان الله في شي‏ء كما كان في عيسى لأحيا الموتى‏

«مسألة» [الرضا بالقضاء لا بالمقتضى‏]

لا يلزم الراضي بالقضاء الرضي بالمقضي فالقضاء حكم الله وهو الذي أمرنا بالرضى به والمقضي المحكوم به فلا يلزمنا الرضي به‏

«مسألة» [الاختراع‏]

إن أريد بالاختراع حدوث المعنى المخترع في نفس المخترع وهو حقيقة الاختراع فذلك على الله محال وإن أريد بالاختراع حدوث المخترع على غير مثال سبقه في الوجود الذي ظهر فيه فقد يوصف الحق على هذا بالاختراع‏

«مسألة» [ارتباط العالم بالله‏]

ارتباط العالم بالله ارتباط ممكن بواجب ومصنوع بصانع فليس للعالم في الأزل مرتبة فإنها مرتبة الواجب بالذات فهو الله ولا شي‏ء معه سواء كان العالم موجودا أو معدوما فمن توهم بين الله والعالم بونا يقدر تقدم وجود الممكن فيه وتأخره فهو توهم باطل لا حقيقة له فلهذا نزعنا في الدلالة على حدوث العالم خلاف ما نزعت إليه الأشاعرة وقد ذكرناه في هذا التعليق‏

«مسألة» [تعلق العلم بالمعلوم‏]

لا يلزم من تعلق العلم بالمعلوم حصول المعلوم في نفس العالم ولا مثاله وإنما العلم يتعلق بالمعلومات على ما هي المعلومات عليه في حيثيتها وجودا وعدما فقول القائل إن بعض المعلومات له في الوجود أربع مراتب ذهني وعيني ولفظي وخطي فإن أراد بالذهن العلم فغير مسلم وإن أراد بالذهن الخيال فمسلم لكن في كل معلوم يتخيل خاصة وفي كل عالم يتخيل ولكن لا يصح هذا إلا في الذهني خاصة لأنه يطابق العين في الصورة

واللفظي والخطي ليسا كذلك فإن اللفظ والخط موضوعان للدلالة والتفهيم فلا يتنزل من حيث الصورة على الصورة فإن زيدا اللفظي والخطي إنما هو زاى وياء ودال رقما أو لفظا ما له يمين ولا شمال ولا جهات ولا عين ولا سمع فلهذا قلنا لا يتنزل عليه من حيث الصورة لكن من حيث الدلالة ولذلك إذا وقعت فيه المشاركة التي تبطل الدلالة افتقرنا إلى النعت والبدل وعطف البيان ولا يدخل في الذهني مشاركة أصلا فافهم‏

«مسألة» [وجوه المعارف التي للعقل الأول‏]

كنا حصرنا في كتاب المعرفة الأول ما للعقل من وجوه المعارف في العالم ولم ننبه من أين حصل لنا ذلك الحصر فاعلم إن للعقل ثلاثمائة وستين وجها يقابل كل وجه من جناب الحق العزيز ثلاثمائة وستين وجها يمده كل وجه منها بعلم لا يعطيه الوجه الآخر فإذا ضربت وجوه العقل في وجوه الأخذ فالخارج من ذلك هي العلوم التي للعقل المسطرة في اللوح المحفوظ الذي هو النفس وهذا الذي ذكرناه كشفا إلهيا لا يحيله دليل عقل فيتلقى تسليما من قائله أعني هذا كما تلقى من القائل الحكيم الثلاثة الاعتبارات التي للعقل الأول من غير دليل لكن مصادرة فهذا أولى من ذلك فإن الحكيم يدعي في ذلك النظر فيدخل عليه بما قد ذكرناه في عيون المسائل في مسألة الدرة البيضاء الذي هو العقل الأول وهذا الذي ذكرناه لا يلزم عليه دخل فإنا ما ادعيناه نظرا وإنما ادعيناه تعريفا فغاية المنكر أن يقول للقائل تكذب ليس له غير ذلك كما يقول له المؤمن به صدقت فهذا فرقان بيننا وبين القائلين بالاعتبارات الثلاثة وبالله التوفيق‏

«مسألة» [وجها الممكن من عالم الخلق‏]

ما من ممكن من عالم الخلق إلا وله وجهان وجه إلى سببه ووجه إلى الله تعالى فكل حجاب وظلمة تطرأ عليه فمن سببه وكل نور وكشف فمن جانب حقه وكل ممكن من عالم الأمر فلا يتصور في حقه حجاب لأنه ليس له إلا وجه واحد فهو النور المحض أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ‏

«مسألة» [متعلق الامر ومتعلق القدرة]

دل الدليل العقلي على إن الإيجاد متعلق القدرة وقال الحق عن نفسه إن الوجود يقع عن الأمر الإلهي فقال إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ‏ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فلا بد أن ننظر في متعلق الأمر ما هو متعلق القدرة حتى أجمع بين السمع والعقل فنقول الامتثال قد وقع بقوله فيكون والمأمور به إنما هو الوجود فتعلقت الإرادة بتخصيص أحد الممكنين وهو الوجود وتعلقت القدرة بالممكن فأثرت فيه الإيجاد وهي حالة معقولة بين العدم والوجود فتعلق الخطاب بالأمر لهذه العين المخصصة بأن تكون فامتثلت فكانت فلو لا ما كان للممكن عين ولا وصف لها بالوجود يتوجه على تلك العين الأمر بالوجود لما وقع الوجود والقائل بتهيؤ المراد في شرح كن غير مصيب‏

«مسألة» [أولية واجب الوجود بالغير]

معقولية الأولية للواجب الوجود بالغير نسبة سلبية عن وجود كون الوجوب المطلق فهو أول لكل مقيد إذ يستحيل أن يكون له هناك قدم لأنه لا يخلو أن يكون بحيث الوجوب المطلق فيكون إما هو نفسه وهو محال وإما قائما به وهو محال لوجوه منها إنه قائم بنفسه ومنها ما يلزم للواجب المطلق لو قام به هذا من الافتقار فيكون إما مقوما لذاته وهو محال أو مقوما لمرتبته وهو محال‏

«مسألة» [أولية الواجب المطلق‏]

معقولية الأولية للواجب المطلق نسبة وضعية لا يعقل لها العقل سوى استناد الممكن إليه فيكون أولا بهذا الاعتبار ولو قدر أن لا وجود لممكن قوة وفعلا لانتفت النسبة الأولية إذ لا تجد متعلقا

«مسألة» [علمنا بالله‏]

أعلم الممكنات لا يعلم موجدة إلا من حيث هو فنفسه علم ومن هو موجود عنه غير ذلك لا يصح لأن العلم بالشي‏ء يؤذن بالإحاطة به والفراغ منه وهذا في ذلك الجناب محال فالعلم به محال ولا يصح أن يعلم منه لأنه لا يتبعض فلم يبق العلم إلا بما يكون منه وما يكون منه هو أنت فأنت المعلوم فإن قيل علمنا بليس هو كذا علم به قلنا نعوتك جردته عنها لما يقتضيه الدليل من نفي المشاركة فتميزت أنت عندك عن ذات مجهولة لك من حيث ما هي معلومة لنفسها ما هي تميزت لك لعدم الصفات الثبوتية التي لها في نفسها فافهم ما علمت وقل رب زدني علما لو علمته لم يكن هو ولو جهلك لم تكن أنت فبعلمه أوجدك وبعجزك عبدته فهو هو لهو لا لك وأنت أنت لأنت وله فأنت مرتبط به ما هو مرتبط بك الدائرة مطلقة مرتبطة بالنقطة النقطة مطلقة ليست مرتبطة بالدائرة نقطة الدائرة مرتبطة بالدائرة كذلك الذات مطلقة ليست مرتبطة بك الوهية الذات مرتبطة بالمألوه كنقطة الدائرة

«مسألة» [متعلق رؤيتنا وعلمنا به‏]

متعلق رؤيتنا الحق ذاته سبحانه ومتعلق علمنا به إثباته إلها بالإضافات والسلوب فاختلف المتعلق فلا يقال في الرؤية إنها مزيد وضوح في العلم لاختلاف المتعلق وإن كان وجوده عين ماهيته فلا ننكر أن معقولية الذات غير معقولية كونها موجودة

«مسألة» [العدم هو الشر المحض‏]

إن العدم هو الشر المحض لم يعقل بعض الناس‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!