Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة حال قطب كان منزله (استجيبوا للّه وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )

فيه نهايتنا

قلنا مثل ما لهم *** ولهم مثل ما لنا

فانظروا في كلامه *** تجدوه مبينا

فبه قد أسرنا *** وبه الحق أعلنا

فإذا لم تكن عليما *** به كنت مؤمنا

وإذا ما علمته *** لم تزل عالما بنا

فلما شرك الله بيننا وبين ملائكته في العجز عن معرفته زدنا عليهم بالصورة ولحقناهم في الظاهر بما يظهر به من الصور في النشأة الآخرة في ظواهرنا كما نظهر بها اليوم في بواطننا فنكون على نشأتهم في الآخرة وليست للملائكة آخرة فإنهم لا يموتون فيبعثون ولكن صعق وإفاقة وهو حال لا يزال عليه الممكن في التجلي الإجمالي دنيا وآخرة والإجمال هناك في الملائكة عين المتشابه عندنا ولهذا يسمعون الوحي كأنه سلسلة على صفوان فعند الإفاقة يقع التفصيل الذي هو نظير المحكم فينا فالأمر فينا وفيهم بين آيات متشابهات وآيات محكمات فعم الابتلاء والفتنة بالإجمال والمتشابه الملأين الملإ الأعلى والملإ الأنزل فمثل هذا العلم فمثل هذا العلم ينتجه هذا الذكر والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب التاسع عشر وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ»

إذا دعيت أجب فالله يدعوكا *** فإنه ما دعا إلا ويعطيكا

أنت الغني فجد مما أتاك به *** ما وافق الحق فالرحمن يتلوكا

وكل شي‏ء خلاف الحق فارم به *** في الاعتبار فإن الفكر ناديكا

ولا تقل ليس من ربي فتتركه *** إن العليم بوجه الأمر يأتيكا

فخذه وأسبره بالمسبار تعلمه *** فإنه كل ما في كونه فيكا

لا ترمين بشي‏ء أنت تجهله *** ولا بكل خطاب لا يؤاتيكا

إن الإله له مكر بطائفة *** من خلقه فتحقق في معانيكا

ولا تقولن هذا ليس يدخل في *** ميزان عقل فجاريه يجاريكا

[أن الإنسان الكامل مخلوق على الصورة]

اعلم أيدنا الله وإياك بروح القدس أنه ما في القرآن دليل أدل على إن الإنسان الكامل مخلوق على الصورة من هذا الذكر لدخول اللام في قوله وللرسول وفي أمره تعالى لمن آية به من المؤمنين بالإجابة لدعوة الله تعالى ولدعوة الرسول فإن الله ورسوله ما يدعونا إلا لما يحيينا به فلتكن منا الإجابة على كل حال إذا دعانا فإنه ما نكون في حال إلا منه فلا بد أن نجيبه إذا دعانا فإنه الذي يقيمنا في أحوالنا وإنما فصل هنا بين دعوة الله ودعوة الرسول لنتحقق من ذلك صورة الحق التي رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عليها وهو الداعي في الحالتين إيانا فإذا دعانا بالقرآن كان مبلغا وترجمانا وكان الدعاء دعاء الله فلتكن إجابتنا لله والإسماع للرسول وإذا دعانا بغير القرآن كان الدعاء دعاء الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فلتكن إجابتنا للرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ولا فرق بين الدعاءين في إجابتنا وأن تميز كل دعاء عن الآخر بتميز الداعي‏

فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول في الحديث لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الخبر عني فيقول اتل علي به قرآنا إنه والله لمثل القرآن أو أكثر

فقوله أو أكثر مثل ما قال أبو يزيد بطشي أشد فإن كلام الله سواء سمعناه من الله أو من الرسول هو كلام الله فإذا قال الله على لسان عبده ما يبلغه الرسول فإنه لا ينطق عن الهوى فإنه أكثر بلا شك لأنا ما سمعناه إلا من عين الكثرة وهو من الرسول أقرب مناسبة لاسماعنا للتشاكل كما هو من الله أقرب مناسبة لحقائقنا فإن الله أقرب إلينا من الرسول لا بل أقرب إلينا منا فإنه أقرب إلينا من حَبْلِ الْوَرِيدِ وغاية قرب الرسول في الظاهر المجاورة بحيث أن لا يكون بيننا مكان يكون فيه شخص ثالث فيتميز في الرسول بالمكان وبما بلغ بالمكانة ونتميز عن الله بالمكانة فإنه أقرب إلينا منا ولا أقرب إلى الشي‏ء من نفسه فهو قرب نؤمن به ولا نعرفه بل ولا نشهده إذ لو شهدناه عرفناه فإذا دعانا الله منا فلنجبه به لا بد من ذلك وإذا دعانا بالرسول منا فلنجبه بالله لا به فنحن في الدعاءين به وله وللرسول ولينظر المدعو فيما دعي به فإن وجد حياة علمية زائدة على ما عنده يحيا بها في نفس الدعاء وجبت الإجابة

لمن دعاه الله أو دعاه الرسول فإنه ما أمر بالإجابة إلا إذا دعاه لما يحييه وما يدعوه الله ورسوله لشي‏ء إلا ما يحييه فلو لم يجد طعم الحياة الغريبة الزائدة لم يدر من دعاه وليس المطلوب لنا إلا حصول ما نحيي به ولهذا سمعنا وأطعنا فلا بد من الإحساس لهذا المدعو بهذا الأثر الذي تتعين الإجابة له به فإذا أجاب من هذه صفته حصلت له فيما يسمعه حياة أخرى يحيي بها قلب هذا السامع فإن اقتضى ما سمعه منه عملا وعمل به كانت له حياة ثالثة فانظر ما يحرم العبد إذا لم يسمع دعاء الله ولا دعاء الرسول والوجود كله كلمات الله والواردات كلها رسل من عند الله هكذا يجدها العارفون بالله فكل قائل عندهم فليس إلا الله وكل قول علم إلهي وما بقيت الصيغة إلا في صورة السماع من ذلك فإنه ثم قول امتثال شرعا وقول ابتلاء فما بقي إلا الفهم الذي به يقع التفاضل فاقتصر علماء الرسوم على كلام الله المعين المسمى فرقانا وقرآنا وعلى الرسول المعين المسمى محمدا صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم والعارفون عمموا السمع في كل كلام فسمعوا القرآن قرآنا لا فرقانا وعمموا الرسالة فالألف واللام التي في قوله ولِلرَّسُولِ عندهم للجنس والشمول لا للعهد فكل داع في العالم فهو رسول من الله باطنا ويفترقون في الظاهر أ لا ترى إبليس وهو أبعد البعداء عن نسبة التقريب وكذلك الساحر بعده كيف شهد لهم بالرسالة وإن لم يقع التصريح فقال في السحرة وما هُمْ بِضارِّينَ به من أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ الله ولا معنى للرسالة إلا أن يكون حكمها هذا وهو إذن الله وقال في إبليس في إثبات رسالته اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً ثم عرفنا الله سبحانه ما أرسله به فقال واسْتَفْزِزْ من اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ ورَجِلِكَ وشارِكْهُمْ في الْأَمْوالِ والْأَوْلادِ وعِدْهُمْ وهذه الأحوال كلها عين ما جاءت به الكمل من الرسل عليه السلام الذين أعطوا السيف فسعد العارف بتلقي رسالة الشيطان ويعرف كيف يتلقاها ويشقى بها آخرون وهم القوم الذين ما لهم هذه المعرفة ويسعد المؤمنون كلهم والعارفون معهم بتلقي رسالة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ويكون العامل بما جاء في تلك الرسالة أسعد من المؤمن الذي يؤمن بها عقدا وقولا ويعصي فعلا وقولا فكل متحرك في العالم منتقل فهو رسول إلهي كان المتحرك ما كان فإنه لا تتحرك ذرة إلا بإذنه سبحانه فالعارف ينظر إلى ما جاءت به في تحركها فيستفيد بذلك علما لم يكن عنده ولكن يختلف الأخذ من العارفين من هؤلاء الرسل لاختلاف الرسل فليس أخذهم من الرسل أصحاب الدلالات سلام الله عليهم كأخذهم من الرسل الذين هم عن الأذن من حيث لا يشعرون ومن شعر منهم وعلم ما يدعو إليه كإبليس إذا قال لصاحبه اكْفُرْ فيتلقاه منه العارف تلقيا إليها فينظر إلى ما أمره الحق به من الستر فيستره ويكون هذا الرسول الشيطان المطرود عن الله منبها عن الله فيسعد هذا العارف بما يستره وهو غير مقصود الشيطان الذي أوحى إليه والذي هو غير العارف يكفر بالذي يقول له اكفر فإذا كفر يقول له الشيطان إِنِّي بَرِي‏ءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ الله رَبَّ الْعالَمِينَ فشهد الله للشيطان بالخوف من الله رب العالمين في دار التكليف وبالإيمان به فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما في النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها لأنها موطنهما الواحد خلق منها وهو الشيطان والآخر خلق لها وإن كان فيه منها فسكناها بحكم الأهلية وعذبا فيها بحكم الجريمة ما شاء الله فالعالم كله عند العارف رسول من الله إليه وهو ورسالته أعني العالم في حق هذا العارف رحمة لأن الرسل ما بعثوا إلا رحمة ولو بعثوا بالبلاء لكان في طيه رحمة إلهية لأن الرحمة الإلهية وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فما ثم شي‏ء لا يكون في هذه الرحمة إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ فلا تحجر واسعا فإنه لا يقبل التحجير

قال بعض الأعراب يا رب ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا والنبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يسمعه فقال النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يا هذا لقد حجرت واسعا

يعني حجرته قولا وطلبة فإذا كان عند العارف مثل هذا كلام الله يأخذه في الرحمة الخاصة التي يناسب الله بها بين هذا القائل وبين محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فشرك الرسول هذا الأعرابي في الرحمة التي يرحمه الله بها التي لا يرحم بها غيره فإن الغير ما له تلك المناسبة الخاصة فإن الرسول له مناسبة بكل واحد واحد من الأمة التي بعث إليها فآمنت به فهو مع كل مؤمن من أمته بمناسبة خاصة يعينها ذلك المؤمن فإن المتبوع في نفسه لكل تابع إياه منزلة يتميز بها عنده عن غيره وهذا القدر كاف في هذا الذكر والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!