Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة حال قطب كان منزله (وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب)

فذاك الولي الذي لم يزل *** على ما يراد به قلبه‏

[ليس للعبد أن يتكل إلا بالحق‏]

اعلم أيدنا الله وإياك بروح منه أن هذا الذكر يعطي صاحبه أنه هو إذ لا يكتفي إلا به‏

لأن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول ليس وراء الله مرمى‏

فما كان من حجاب فما هو إلا بينك وبينه ما هو وراءه فإنه الأول وأنت الآخر وهو قبلتك فلا يكون له منك إلا المواجهة ثم أرسل بينك وبينه حجب الأسباب والنسب والعادات وجعلها صورا له من حيث لا تشعر فمن قال هي هو صدق ومن قال ما هي هو فللاختلاف الذي يراه فيها فيصدق فإنه يحجبه عن العلم به اختلاف الصور فكما يقطع أن هذه الصورة ليست هذه الصورة أي هذا السبب ما هو هذا السبب يقطع أنها ما هي هو وذهل عن حقيقة الحجاب أو كونها وإن اختلفت فهي واحدة في السببية أو الحجابية كذلك هي عينه وإن اختلفت وإن لم يكن الأمر هكذا وإلا فلا تصح المواجهة أ لا ترى الأعمى إذا واجهته وكافحته لا يقدح عماه وكونه لا يراك وأنت تراه عن حكم المواجهة بينكما مع كون الأعمى يرى الظلمة بلا شك وأنت عنده في عين تلك الظلمة التي يراها فيدركك ظلمة لأنه يواجهك فيقول رأيت فلانا اليوم مواجهة ويصدق مع كونه أعمى فما وراء الله مرمى وما وراءك له مرمى لأن الصورة الإلهية بك كملت وفيك شهدت فهو حسبك كما أنت حسبه ولهذا كنت آخر موجود وأول مقصود ولو لا ما كنت معدوما ما كنت مقصودا فصح حدوثك ولو لا ما كان علمك به معدوما ما صح أن تريد العلم به فهذا من أعجب ما في الوجود أن يكون من أعطاك العلم بنفسه لا يعلم نفسه إلا بك لأن الممكنات أعطت العلم بأنفسها الحق ولا يعلم شي‏ء منها نفسه إلا بالحق فلهذا كان حسبك لأنه الغاية التي إليها تنتهي وأنت حسبه لأنه ما ثم بعده إلا أنت ومنك علمك وما هي إلا المحال وهو عين العدم المحض الذي التبست بظله كما التبست بضوء الوجود النور فقابلت الطرفين بذاتك فإن نسب إليك العدم لم تستحل عليك هذه النسبة لظلمته عليك وإن نسب إليك الوجود لم يستحل لضوئه فيك الذي به ظهرت لك فلا يقال فيك موجود فإن ظل العدم الذي فيك يمنع من هذا الإطلاق إن تستحقه استحقاق من لا يقبل العدم ولا يقال فيك معدوم لأن ضوء الوجود الذي فيك يمنع من هذا الإطلاق إن تستحقه استحقاق من لا يقبل الوجود فأعطيت اسم الممكن والجائز لحقيقة معقولة تسمى الإمكان والجواز وحصل اسم الموجود للواجب بالذات لحقيقة تسمى الوجود وهي عين الموجود كما إن الإمكان عين الممكن من حيث ما هو ممكن لا من حيث هو ممكن ما وحصل اسم المعدوم للمحال وهو الذي لا يقبل الوجود لذاته لحقيقة تسمى العدم المطلق وهو الإحالة فأنت جامع الطرفين ومظهر الصورتين وحامل الحكمين لولاك لأثر المحال في الواجب وأثر الواجب في المحال فأنت السد الذي لا ينخرم ولا ينقصم فلو كان للعدم لسان لقال إنك على صورته فإنه لا يرى منك إلا ظله كما كان للوجود كلام فقال إنك على صورته فإنه رأى فيك صورته فعلمك بك لنوره وجهلك العدم المطلق لظله فأنت المعلوم المجهول وصورة الحق سواء فتعلم من حيث رتبتك لا من حيث صورتك إذ لو علمت من حيث صورتك لعلم الحق والحق لا يعلم فأنت من حيث صورتك لا تعلم فالعلم بك إجمال لا تفصيل فقد عرفتك ما يعطيك هذا الذكر من العلم بالله إن عقلت والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ والهادي من يَشاءُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيم‏

«الباب الخامس عشر وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله وظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وخَرَّ راكِعاً وأَنابَ»

الافتتان هو البلاء بعينه *** فاسكن إذا ما يبتليك بحكمه‏

واستغفر الرب الكريم بسجدة *** منه فأنت معين في علمه‏

واحذر من الفكر الدقيق فإنما *** يؤتى الذي فهم الذي من فهمه‏

الشأن فوق عقولنا وعيوننا *** فاحذر من العقل الذي في زعمه‏

إن العلوم لديه وهو مقيد *** عبد الدليل بكيفه وبكمه‏

إن الشريعة قسمته بكيلها *** فلذاك قلت بكيفه وبكمه‏

[داود عليه السلام أشبه بنى آدم بآدم ع‏]

لما كان داود عليه السلام في دلالة اسمه عليه أشبه بنى آدم بآدم في دلالة اسمه عليه صرح الله بخلافته في القرآن في الأرض كما صرح بخلافة آدم في الأرض فإن حروف آدم غير متصلة بعضها ببعض وحروف داود كذلك إلا أن آدم فرق بينه وبين داود بحرف الميم الذي يقبل الاتصال القبلي والبعدي فأتى الله به آخرا حتى لا يتصل به حرف سواه وجعل قلبه واحدا من الحروف الستة التي لا تقبل الاتصال البعدي فأخذ داود من آدم ثلثي مرتبته في الأسماء وأخذ محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ثلثيه أيضا وهو الميم والدال غير إن محمدا متصل كله والحرف الذي لا يقبل الاتصال البعدي جعل آخرا حتى يتصل به ولا يتصل هو بشي‏ء بعده وهوقوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله‏

فيتصل به ولا يتصل هو بأحد فناسب محمد آدم عليهما الصلاة والسلام من وجهين الأول مناسبة النقيض بالاتصال بآدم وآدم له الانفصال كداود والميم من آدم كالدال من محمد فجاءنا آخرا لذلك أعني في آخر الاسم منهما والثاني مناسبة النظير التي بين آدم ومحمد في كون الحق عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها وأعطى محمدا صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم جوامع الكلم وعمت رسالته كما عم التناسل من آدم في ذريته فالناس بنو آدم والناس أمة محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من تقدم منهم ومن تأخر لأنه‏

قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم آدم فمن دونه تحت لوائي‏

فنظر آدم إلى داود دون ولده لما ذكره فاستقل عمره فأعطاه من عمره ستين سنة وهو عمر محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فلما وصل من عمره إلى الميم من اسمه رأى صورة محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في الميم فرجع عن داود لأنه قد فارق رؤية الألف والدال فرجع في عطيته التي أعطاها داود من عمره فدخل تحت لواء محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فأما تصريح الحق بالخلافتين على التعيين في حقهما فقوله تعالى في خلافة آدم عليه السلام إِنِّي جاعِلٌ في الْأَرْضِ خَلِيفَةً يريد آدم وبنيه وأمر الملائكة بالسجود له وقال تعالى في داود عليه السلام يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً في الْأَرْضِ ثم قال فيه ما لم يقل في آدم ولا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ وسبب ذلك لما لم يجعل في حروف اسمه حرفا من حروف الاتصال جملة واحدة فما في اسمه حرف يتصل بحرف آخر من حروف اسمه فعلم إن أمره فيه تشتيت لما كان لكل إنسان من اسمه نصيب فكان نصيبه من اسمه ما فيه من التشتيت فأوصاه تعالى أن لا يتبع الهوى لانفراد كل حرف من اسمه بنفسه ثم إن له إلى الفردية وجوها في حركاته فهي ثلاثة وحروفه خمسة فهو فرد من جميع الوجوه فلو لا أنه قابل لما وقعت فيه الوصية من الله ما وصاه ولما علم ذلك داود بما أعلمه الله بطريق التنبيه في نهيه إياه أن لا يتبع الهوى ولم يقل هواك أي لا تتبع هوى أحد يشير عليك واحكم بما أوحيت به إليك من الحق فإن الهوى ما له حكم إلا بالاتصال وحروف اسم داود لا تقتضي الاتصال فعصمه الله من وجه خاص فلما وصاه الحق تعالى استغفر ربه أي طلب الستر من الله الحائل بينه وبين الهوى المضل ليتصل به فيتصف به فيؤثر في الحكم الذي أرسل به رجع إلى الله في ذلك وسقط إلى الأرض اختيارا قبل أن تسقطه الأهواء وتؤثر فيه تأثيرها في الجدار إن القائمة فكان ركوعه رجوعا إلى أصله من نفسه فهو عين الستر الذي طلبه في استغفاره فلما جاء الهوى لم يجد شيئا منتصبا قائما يرده عن مجراه فيؤثر فيه فراح عنه ولم يصبه وعصمه الله وستره وليس الابتلاء مما يحط درجة العبد عند الله بل ما يبتلي الله إلا الأمثل فالأمثل من عباده فَيُضِلُّ بالتأويل في ذلك من يَشاءُ ويَهْدِي من يَشاءُ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها من تَشاءُ وتَهْدِي من تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وارْحَمْنا وأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ فنفس الأنبياء نفس واحد فمن عباد الله من سترهم الله عن الذنوب فلم تدركهم ولم ترهم ومن عباد الله من يسترهم الله عن المؤاخذة عن الذنب وكل له مقام معلوم‏

فلو إن داود في حكمه *** بحكم الهوى ضل عن نفسه‏

ولكنه سيد منجب *** قد اختاره الله من قدسه‏

له الضوء من ذاته ظاهر *** تبرز فيه على جنسه‏

فما خر عن زلة قد أتى *** بها بل رجوعا إلى أسه‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!