Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة حال قطب كان منزله (قل إن كنتم تحبون اللّه فاتبعونى يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم والله لا يحب الكافرين)

إلا إلى الأسباب وكيف وقد قال وقَضى‏ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ويا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله ولم يذكر قط افتقار مخلوق لغير الله ولا قضى أن يعبد غير الله فلا بد أن يكون هو عين كل شي‏ء أي عين كل ما يفتقر إليه وعين ما يعبد كما أنه عين العابد من كل عابد بقوله أيضا كنت سمعه حين خاطبه بالتكليف والتعريف فما سمع كلامه إلا بسمعه وكذلك جميع قواه التي لا يكون عابد الله إلا بها فلم يظهر في العابد والمعبود إلا هويته فحكمته وسببه وعلته لم تكن إلا هو ومعلوله ومسببه لم يكن إلا هو فإياه عبد وعبد

قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في خطبته لما أثنى على ربه فإنما نحن به وله‏

فخاطب وسمع وهذا أمر لا يندفع فإنه عين الأمر غير إن الفضل بين الناس هو بما شاهده بعضهم وحرمه بعضهم فيعلم العالم من غيره ما لا يعلمه الغير من نفسه مما هو عليه في نفسه فظهر التفاضل ومع هذا الظهور لا يخرج المخلوق عن أن يكون الحق هويته بدليل تفاضل الأسماء الإلهية وهي الصفات وليست غيره‏

فلا يعلم الخلق إلا به *** ولا يعلم الحق إلا بها

وأما وصفه بالغنى عن العالم أنما هو لمن توهم إن الله تعالى ليس عين العالم وفرق بين الدليل والمدلول ولم يتحقق بالنظر إذا كان الدليل على الشي‏ء نفسه فلا يضاد نفسه فالأمر واحد وإن اختلفت العبارات عليه فهو العالم والعلم والمعلوم فهو الدليل والدال والمدلول فبالعلم يعلم العلم فالعلم معلوم للعلم فهو المعلوم والعلم والعلم ذاتي للعالم وهو قول المتكلم ما هو غيره فقط وأما قوله وما هو هو بعد هذا فهو لما يرى من أنه معقول زائد على ما هو فبقي أن يكون هو وما قدر على أن يثبت هو من غير علم يصفه به فقال ما هو غيره فحار فنطق بما أعطاه فهمه فقال إن صفة الحق ما هي هو ولا هي غيره ولكن إذا قلنا نحن مثل هذا القول ما نقوله على حد ما يقوله المتكلم فإنه يعقل الزائد ولا بد ونحن لا نقول بالزائد فما يزيد المتكلم على من يقول إِنَّ الله فَقِيرٌ إلا بحسن العبارة ونعوذ بالله أن نكون من الجاهلين فهذا بعض نتائج هذا الهجير والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الأحد والسبعون وأربعمائة في معرفة حال قطب كان منزله قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ والله غَفُورٌ رَحِيمٌ»

إذا أحببت ربك باتباع *** أحبك مثل ذلك ثم زاد

على الحب المضاعف سترضون *** أتتك به السيادة حين سادا

وإن أحببته بخلاف هذا *** أفدت ولم تكن ممن أفادا

[عبادة حقيقية جبرية وعبادة اختيارية]

وقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عن الله إن الله تعالى يقول ما تقرب المتقربون بأحب إلي من أداء ما افترضته عليهم ولا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا

وقد ورد أتم من هذا فهذا الهجير إذا التزمه العبد أو من التزمه وتحقق به فتح عليه في معرفة نفسه وربه وعلم إن عبادة الفرائض عبادة حقيقية جبرية وعبادة النوافل عبادة اختيارية فيها رائحة ربوبية لأنها تواضع والتواضع تعمل لا يقوم إلا ممن له سهم في الرفعة والعبد ليس له نصيب في السيادة ولهذا ورد العبد من لا عبد له فلهذا نقص عن درجة الفرض النفل لأن العبد نقصه من العلم بالأمر على قدر ما اعتقده من النفل بل من أول قدم في النفل اتصف بالنقص في العلم بما هو الأمر عليه وهذا علم شريف يورث سعادة لمن قام به لا تشبهها سعادة وذلك أن العبد هو عبد لذاته ولكن لا تعقل له عبودية ما لم يعقل له استناد إلى سيد والرب رب لذاته ولكن لا يعقل له ربوبية ما لم يعقل له مربوب هو مستنده فكل واحد سند للآخر فالمعلوم أعطى العلم للعالم فصيره عالما والعلم صير المعلوم معلوما ومن حيث ارتفاع هذا الذي قلناه فلا عالم ولا معلوم ولا رب ولا مربوب وليس الأمر إلا عالم ومعلوم ورب ومربوب وهو الذي عليه الوجود فليتكلم بما أعطاه الوجود والشهود وليترك وهميات الجائز العقلي فإن القول بذلك له موطن خاص في ذلك الموطن سلطانه فنقول‏

قد أخبر الله تعالى أن لله عبادا يحبهم ويحبونه‏

فجعل محبتهم وسطا بين محبتين منه لهم فأحبهم فوفقهم بهذه المحبة لاتباع رسوله فيما جاءهم به من الواجبات عليهم والترغيب في إن يوجبوا على أنفسهم صورة ما أوجبه عليهم يسمى نافلة ثم أعلمهم أنهم إذا اتبعوه فيما جاء به أحبهم فهذا الحب الإلهي الثاني ما هو عين الأول فالأول حب عناية والثاني حب جزاء وكرامة بوافد محبوب‏

بالحب الأول فصار حب العبد ربه محفوظا بين حبين إلهيين كلما أراد أو هم أن يخرج عن هذا الوصف بالسلو وجد نفسه محصورا بين حبين إلهيين فلم يجد منفذا فبقي محفوظ العين بين حب عناية ما فيها من فطور وبين حب كرامة ما فيها استدراج والحصر بين أمرين يوجب اضطرارا فذلك حب الفرض وهو العبد المضطر في عبوديته المجبور بما فرض الله عليه لينبهه أنه في قبضة الحق محصور لا انفكاك له ولا نفوذ كما رسمناه في الهامش ولما رأى أن الحق كلفه علم أنه لو لم يعلم الحق في العبد اقتدارا على إتيان ما كلفه به من الأعمال ما كلفه به فكان التكليف له معرفا بأن له مدخلا في الاقتدار على وجود الفعل الذي كلفه الله إيجاده وقرر ذلك عنده بما شرع له من طلب المعونة من الله على ذلك فزاده هذا قوة في علمه بأن له اقتدارا ثم نظر فيما أوجب عليه فرأى ذلك قليلا مما هو عليه من الاتساع فعلم عند ذلك أن الاتساع الذي أبقى له إنما أبقاه لما له من الاقتدار فأراد أن يبتليه ليرى ما يخرج منه في ذلك الاقتدار الذي أعطاه وليس له فيما يخرج فيه ذلك الاقتدار إلا تلك السعة التي أبقى له كما قال إِنَّ لَكَ في النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا فعمر ذلك الفراغ هذا العبد بالنوافل ولا يكون نافلة حتى يكمل الفرض فحصل بذلك من الله حبان آخر إن حب الفرائض أي الحب الذي حصل له من إتيانه بالفرائض والحب الذي حصل له أيضا من الله من إتيان النوافل وإن كان دون الحب الأول كما هو في الأصل حب الكرامة دون حب العناية فإنه حب جزاء فلا يخلص خلوص الحب الأول كما

ورد في الخبر أن الرجل إذا قال لأخيه أحبك فأحبه الآخر فإنه لا يلحقه في درجته في الحب أبدا

لأن حب الأول ابتداء وحب الثاني جزاه فلن يكافئه أبدا فإن الحب الأول هو الذي أنتج الحب الثاني فهو منفعل عنه والمنفعل لا يقوي قوة الفاعل أبدا فلما عمر ذلك الفراغ الواسع بالنوافل وجعل الله فيها فرائض لتتأيد بها النوافل في اللحوق بالفرائض ولهذا تسد مسدها وتكمل بها الفرائض بما فيها من الفرائض كما

ورد في الخبر الصحيح عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن الله يقول في موازنة الأعمال إذا لم يتم العبد فرضه أن يكمل له فريضته من تطوعه إن كان له تطوع‏

وهو النفل فلذلك كان في النفل فروض لأن كل نفل فهو على صورة فرضه من صلاة وصدقة وصيام وحج واعتمار فله الخيار في الإتيان بالنفل ما لم يتلبس به فإذا تلبس به قيل له لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ فبالأولية في ذلك كان مختارا وفي التلبس مضطرا عندنا وبخلافه عند علماء الرسوم ومن أَوْفى‏ بِما عاهَدَ عَلَيْهُ الله والشروع عهد عهده مع الله بلا شك فيما لم يجب عليه ولهذا قال هل على غيرها قال لا إلا أن تطوع فدخل الاحتمال في هذا الإجمال ولما لم يكن في أداء الفرض رائحة ربوبية توجب له إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل كما هو في النفل كان في الفرض عبد اضطرار بلا شك مجبورا فأدركه الانكسار في نفسه لما كان عليه من العزة في كونه أعطى العلم لله به فجبر الله انكساره بقوله ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ فأزال عن نفسه بهذا الخطاب إن شاء وإن شاء وما أبقى له إلا عين ما شاء لا التخيير في ذلك فلما سمع العبد مثل هذا انجبر كسره وعلم إن الله لا يقول مجازا وأن الأمر لما كان في نفسه على هذا ما صح أن يقول مثل هذا القول فزال الانكسار الذي كان عنده وهوقوله تعالى في الخبر المترجم عنه أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي‏

أي أنا كسرت قلوبهم بما أوجبته عليهم وأدخلتهم فيه من الاضطرار وأنزلتهم من معقل عزتهم بذلك فلما انكسروا كان عندهم في هذا الكسر جابرا بما أوجبه على نفسه وما أخبر به أنه ما يبدل القول لديه وأن الكلمة منه حقت وأزال الاختيار بإزالة الإمكان من العالم فلم يبق إلا واجب بنفسه أو واجب بغيره وهما وصفان لموصوف واحد ولموصوفين وليس في الكون إلا الرب والمربوب ثم أعطاه بما خيره فيه في هذا الاتساع من المسمى نفلا حكم الاختبار الإلهي في قوله إن شاء وإن شاء فكساه حلته بل العبد أولى بصفة الاختيار من صفة الاضطرار لأن له التردد بالحقيقة لإمكانه وليس عند الحق ذلك فإذا ظهر مثل هذا من الحق فتعلم إن الحق ظهر



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!