Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى الأقطاب المحمديين ومنازلهم

ولا تَقُولُوا عَلَى الله إِلَّا الْحَقَّ فحاجة الحق في نفسه إلى ظهوره أعظم من حاجة المظهر له إلى إظهاره فإن الحق قد حجر علينا إظهار الحق في مواطن كالغيبة والنميمة وكتم الأسرار وكلها حق ممنوع الظهور في الكون القولي لا في عينه من حيث هو صفة لمن قام به فهو الظاهر الخفي فالإحسان من الحق رؤية ومن العبد كأنه والايمان من الحق والخلق على حقيقته وكذلك الإسلام عند العارفين به غير أنه لا يقال في الحق إنه مسلم فما كل ما يدري يقال ولا كل ما يشهد يذاع صدور الأحرار قبور الأسرار والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الأحد والستون وأربعمائة في معرفة منازلة من أسدلت عليه حجاب كنفي فهو من ضنائني لا يعرف ولا يعرف»

أن الضنائن عند الله في ستر *** مخدرون فلا تدري ولا تدري‏

يغار منهم عليهم مثل ما حجبت *** بين الليالي صونا ليلة القدر

فلا يراها سوى من لا يقيده *** نعت يجرده من عالم الأمر

تبدو لناظره من خلف زافره *** من أول الليل حتى مطلع الفجر

[العارفون هم المجهولون في العالم‏]

قال الله تعالى حُورٌ مَقْصُوراتٌ في الْخِيامِ وهم العارفون إشارة لا تفسيرا المجهولون في العالم فلا يظهر منهم ولا عليهم ما يعرفون به وهم لا يشهدون في الكون إلا الله لا يعرفون ما العالم لأنهم لا يشهدونه عالما

فالحق سار ولكن ليس يدريه *** إلا الذي قال فيه إنه فيه‏

لكل مليك حرم وحرم وهؤلاء العارفون العلماء به حرمه وحرمه الذي هم فيه العوائد العامة فما سترهم إلا بما هو مشهود للعام والخاص فالعالم يشهد الحق اعتقادا وعينا ويشهد العالم حسا وهؤلاء يشهدون الحق عينا ويشهدون العالم إيمانا لكون الحق أخبرهم أن ثم عالما فيؤمنون به ولا يرونه كما أن العالم يؤمنون بالله ولا يرونه فهم شهداء حق بحق وهم في مَقْعَدِ صِدْقٍ فيما تحققوا به فإن قيل لهم فقولكم بالشاهد والمشهود فرق فيقولون عند ذلك أ ليس تشهد ذاتك بذاتك فأنت غيرك وكلامهم في هذا كله مع الحق شهودا ومع الايمان بأن ثم عالما أدبا وإيمانا ف هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا والعلماء صدقا وهذا بعض ما وقفنا عليه من منازلات الحق فإنها أكثر من أن يحصرها عد أو يضبطها حد والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ وها نحن بحمد الله ومعونته والهامة نشرع في الأقطاب والهجيرات التي كانوا عليها أبتغي بذلك الإعلام بأنه من عمل على ذلك وجد ما وجدوا وشهد ما شهدوا إذ بنيت كتابي هذا بل بناه الله لا أنا على إفادة الخلق فكله فتح من الله تعالى وسلكت فيه طريق الاختصار أيضا عن سؤال من العبد ربه في ذلك لأنه لا يقتضي حالنا إلا إبلاغ ما أمر الحق بإبلاغه ويَفْعَلُ الله ما يَشاءُ والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى السفر التاسع والعشرون بانتهاء الباب الأحد والستين وأربعمائة من هذا الكتاب‏

بسم الله الرحمن الرحيم «الفصل السادس في هجيرات الأقطاب ومقاماتهم المحمدية»

«الباب الثاني والستون وأربعمائة في الأقطاب المحمديين ومنازلهم»

اليثربي الذي لا نعت يضبطه *** ولا مقام ولا حال يعينه‏

مرخى العنان على الإطلاق نشأته *** قامت فلا أحد منا يبينه‏

من قال إن له نعتا فليس له *** علم به عند ما يبدو مكونه‏

فعلمنا إن علمناه يشير به *** وجهلنا هو في علمي يزينه‏

[إن الإنسان مسئول على جوارحه وجميع قواه‏]

قال الله تعالى عن الملائكة والملإ الأعلى وما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ وقال يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فأشبه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ

أي تشبه هذه الآية الآية الأخرى وأصل باب الأقطاب‏

قوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كلكم راع‏

حتى الإنسان على جوارحه وجميع قواه من بادية وهي الظاهرة وحاضرة وهي الباطنة

[ما معنى القطب‏]

فاعلم أن الأمور كثيرة مختلفة في العالم فكل شي‏ء يدور عليه أمر ما من الأمور فذلك الشي‏ء قطب ذلك الأمر وما من شي‏ء إلا وهو مركب من روح وصورة فلا بد أن يكون لكل قطب روح وصورة فروحه تدور عليه أرواح ذلك الأمر الذي هذا قطبه وصورة ذلك القطب تدور عليه صورة ذلك الأمر الذي هذا قطبه يسمى الوجه الواحد من القطب جنوبيا وهو الروح والآخر شماليا وهو الصورة فمن جملة أصناف العالم الأناسي وهم المقصودون من وجود العالم بالقصد الثاني لا بالقصد الأول وأما القصد الأول فالقصد بوجود العالم عبادة الله أعني عبادة العرفان الحادث لكمال الوجود غير أنه في كل صنف من أصناف العالم تام غير كامل وما كمل إلا بهذه النشأة الإنسانية الكاملة وما عدا الكاملة فهو الإنسان الحيوان المسمى بالحد حيوانا ناطقا والأقطاب من الكمل‏

[إن الله جعل العالم الجسمي في منزلين الدنيا والآخرة]

ثم إن الله جعل العالم الجسمي والجسماني في منزلين منزل يسمى الدنيا ومنزل يسمى الآخرة وجعل سكانهما الإنس والجان والمعتبر فيهما الإنس والمعتبر من الإنس الكمل لا غير وهم الذين ذكرهم الله لا يزيدون عليه في نفوسهم هذا ذكرهم في نفوسهم وفي خلواتهم باللسان وأما في العموم فلا إله إلا الله ثم بعدها أنواع الذكر من سبحان الله المقيد والمطلق والحمد لله كذلك والله أكبر كذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله كذلك فعمر بهذا الصنف المقصود من العالم أولا الدار الدنيا من الدارين وجعل سكناهم فيها بآجال مسماة ينتهون إليها ثم ينتقلون عند فراغ مدتهم إلى الدار الآخرة ونقلتهم على ضربين منهم من ينتقل بموت وهو مفارقة الحياة الدنيا فيحيي بحياة الآخرة ومنهم من ينتقل بالحياة الدنيا من غير موت وهو الشهيد في سبيل الله خاصة وما يقال فيه بأنه أفضل من الميت إلا أنه أفضل من بعض الموتى ثم إن الله جعل هذا الصنف الإنساني في الدنيا أمما كثيرين ثم بعث في كل أمة رسولا ليعلمها ما هو الأمر عليه الذي خلقوا له ويعلمهم بما للحق عليهم أن يفعلوه وما لهم إذا فعلوا ذلك من الخير عند الله في الدار الآخرة وما ذا عليهم إذا لم يفعلوا من العقوبة عند الله في الدار الدنيا إذا علم ولاة أمرهم ذلك وفي الآخرة ثم جعل الفضل فيهم فمنهم الفاضل والأفضل من الأمم ومن الرسل وختم الأمم بأمة محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وجعلهم خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ وختم بمحمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم جميع الرسل عليه السلام وختم بشرعه جميع الشرائع فلا رسول بعده يشرع ولا شريعة بعد شريعته تنزل من عند الله إلا ما قرره شرعه من اجتهاد علماء أمته في استنباط الأحكام من كتابه وسنة نبيه وأعني بالسنة الحديث لا من قياس وأعني بالقياس هنا قياس فرع على فرع لا قياس فرع على أصل فإن قياس الفرع على الأصل هو المستنبط الذي ثبت بالاجتهاد وجعله الفقهاء أصلا رابعا كما جعلوا الإجماع أصلا ثالثا وهو إجماع الصدر الأول وقالوا إنهم ما أجمعوا على أمر إلا ولا بد أن يعرفوا فيه نصا يرجعون فيه إليه إلا أنه ما وصل إلينا مع قطعنا به فإنه من المحال أن يجتمعوا على حكم لا يكون لهم فيه نص لأن نظرهم وفطرهم مختلفة فلا بد من الاختلاف وقد أجمعوا على أمر فذلك الحكم مقطوع به عندنا أنهم فيه على نص من الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ولا حكم بإجماع بعد إجماع الصدر الأول فلما كان الأمر على ما قررناه في هذا الباب فاشتغلنا بذكر الأقطاب المحمديين لكون محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم سيد الناس يوم القيامة وهو وأمته الآخرون الأولون فاعتبرنا من الرسل محمدا صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ومن الأمم أمته ص‏

[الأقطاب المحمديين على نوعين‏]

واعلم أن الأقطاب المحمديين على نوعين أقطاب بعد بعثته وأقطاب قبل بعثته فالأقطاب الذين كانوا قبل بعثته هم الرسل وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رسولا وأما الأقطاب من أمته الذين كانوا بعد بعثته إلى يوم القيامة فهم اثنا عشر قطبا والختمان خارجان عن هؤلاء الأقطاب فهم من المفردين وسيأتي في آخر الكتاب ذكر الختم ويأتي بعد هذا الباب ذكر الاثني عشر قطبا مستوفى إن شاء الله تعالى‏

[منازل الأقطاب المحمديين الذين هم الرسل ص‏]

فأما منازل الأقطاب المحمديين الذين هم الرسل صلوات الله عليهم أجمعين فلا سبيل لنا إلى الكلام على منازلهم فإن كلامنا عن ذوق ولا ذوق لنا في مقامات الرسل عليه السلام وإنما أذواقنا في الوراثة خاصة فلا يتكلم في الرسل إلا رسول ولا في الأنبياء إلا نبي أو رسول ولا في الوارثين إلا رسول أو نبي أو ولي أو من هو منهم هذا هو الأدب الإلهي فلا تعرف مراتب الرسل إلا من الختم العام‏

الذي يختم الله به الولاية العامة في آخر الزمان وهو عيسى بن مريم روح الله فإن سئل عن ذلك فهو يترجم عنهم وعن تفاضلهم فإنه رسول منهم وأما نحن فلا سبيل إلى ذلك فكلامنا في أقطاب الأمم الذين هم ورثة أنبيائهم وإرسالهم وفي أقطاب هذه الأمة المحمدية المتأخرة المنعوتة بالخيرية على جميع الأمم السالفة مؤمنيهم وكافريهم فكافرهم شر من كافري الأمم ومؤمنهم خير من مؤمني الأمم فلهم التقدم كما ورد في الخبر في قريش أنهم المقدمون على جميع القبائل في الخير والشر وجعل الإمامة فيهم سواء عدلوا أم جاروا فإن عدلوا فلرعيتهم ولهم وإن جاروا فلرعيتهم وعليهم يعني ما فرطوا فيه من حقوق الله وحقوق من استرعاهم الله عليهم فأقطاب هذه الأمة المختارة مقدمون على الأقطاب المتقدمين في الأمم السالفة أعني الأقطاب الوارثين المتبعين آثار رسلهم ثم نرجع ونقول إن أقطاب هذه الأمة المحمدية على أقسام مختلفة وما أعني بالأقطاب الذين لا يكون في كل عصر منهم إلا واحد إنما نذكر ذلك في الاثني عشر قطبا في الباب الذي يلي هذا الباب وإنما أذكر في الأقطاب المحمديين كل من دار عليه أمر جماعة من الناس في إقليم أو جهة كالإبدال في الأقاليم السبعة لكل إقليم بدل هو قطب ذلك الإقليم وكالأوتاد الأربعة لهم أربع جهات يحفظها الله بهم من شرق وغرب وجنوب وشمال لكل جهة وتد وكأقطاب القرى فلا بد في كل قرية من ولي لله تعالى به يحفظ الله تلك القرية سواء كانت تلك القرية كافرة أو مؤمنة فذلك الولي قطبها وكذلك أصحاب المقامات فلا بد للزهاد من قطب يكون المدار عليه في الزهد في أهل زمانه وكذلك في التوكل والمحبة والمعرفة وسائر المقامات والأحوال لا بد في كل صنف صنف من أربابها من قطب يدور عليه ذلك المقام ولقد أطلعني الله تعالى على قطب المتوكلين فرأيت التوكل يدور عليه كأنه الرحى حين تدور على قطبها وهو عبد الله بن الأستاذ الموروري من مدينة مورور ببلاد الأندلس كان قطب التوكل في زمانه عاينته وصحبته بفضل الله وكشفه لي ولما اجتمعت به عرفته بذلك فتبسم وشكر الله تعالى وكذلك اجتمعت بقطب الزمان سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بمدينة فاس أطلعني الله عليه في واقعة وعرفني به فاجتمعنا يوما ببستان بن حيون بمدينة فاس وهو في الجماعة لا يؤبه له فحضر في الجماعة وكان غريبا من أهل بجاية أشل اليد وكان في المجلس معنا شيوخ من أهل الله معتبرون في طريق الله منهم أبو العباس الحصار وأمثاله وكانت تلك الجماعة بأسرها إذا حضروا يتأدبون معنا فلا يكون المجلس إلا لنا ولا يتكلم أحد في علم الطريق فيهم غيري وإن تكلموا فيما بينهم رجعوا فيها إلي فوضع ذكر الأقطاب وهو في الجماعة فقلت لهم يا إخواني إني أذكر لكم

في قطب زمانكم عجبا فالتفت إلى ذلك الرجل الذي أراني الله في منامي أنه قطب الوقت وكان يختلف إلينا كثيرا ويحبنا فقال لي قل ما أطلعك الله عليه ولا تسم الشخص الذي عين لك في الواقعة وتبسم وقال الحمد لله فأخذت أذكر للجماعة ما أطلعني الله عليه من أمر ذلك الرجل فتعجب السامعون وما سميته ولا عينته وبقينا في أطيب مجلس مع أكرم إخوان إلى العصر ولا ذكرت للرجل أنه هو فلما انفضت الجماعة جاء ذلك القطب وقال جزاك الله خيرا ما أحسن ما فعلت حيث لم تسم الشخص الذي أطلعك الله عليه والسلام عليك ورحمة الله فكان سلام وداع ولا علم لي بذلك فما رأيته بعد ذلك في المدينة إلى الآن فالأقطاب المحمديون هم الذين ورثوا محمدا صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فيما اختص به من الشرائع والأحوال مما لم يكن في شرع تقدمه ولا في رسول تقدمه فإن كان في شرع تقدم شرعه وهو من شرعه أو في رسول قبله وهو فيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فذلك الرجل وارث ذلك الرسول المخصوص ولكن من محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فلا ينسب إلا إلى ذلك الرسول وإن كان في هذه الأمة فيقال فيه موسوي إن كان من موسى أو عيسوي أو إبراهيمي أو ما كان من رسول أو نبي ولا ينسب إلى محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إلا من كان بمثابة ما قلناه مما اختص به محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وليس أعم في الاختصاص من عدم التقييد بمقام يتميز به فما يتميز

المحمدي إلا بأنه لا مقام له بتعين فمقامه إن لا مقام ومعنى ذلك ما نبينه وهو أن الإنسان قد تغلب عليه حالته فلا يعرف إلا بها فينسب إليها ويتعين بها والمحمدي نسبة المقامات إليه نسبة الأسماء لي الله فلا يتعين في مقام ينسب إليه بل هو في كل نفس وفي كل زمان وفي كل حال بصورة ما يقتضيه ذلك النفس أو الزمان أو الحال فلا يستمر تقيده فإن الأحكام الإلهية تختلف في كل زمان فيختلف باختلافها فإنه عز وجل كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!