Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منازلة فى تعمير نواشئ الليل فوائد الخيرات

الايمان من الشك القائم به إن الأمر الذي هو فيه من الشرع ما هو على ما يعطيه الظاهر هذا هو البلاء المبين وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس يعني من المخالفات والذي يبدو لله من باطنه خلاف هذا من نور الايمان والصدق مع الله في إن هذا الحال التي هو عليها مخالف لأمر الله فيبكي باطنا ويخالف ظاهرا فيبدو لله منه ما لا يبدو للناس‏

فقد أبان صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في هذا الخبر ما الناس عليه في أنفسهم ثم لتعلم إن في ترجمة هذه المنازلة من الحق إشارة لطيفة المعنى في استفهامه عز وجل عما هو به عالم مثل‏

قوله لملائكته كيف تركتم عبادي‏

والملائكة تعلم أنه تعالى أعلم بعباده منهم أَ لا يَعْلَمُ من خَلَقَ وجميع ما هم فيه خلقه تعالى وهُوَ اللَّطِيفُ بسؤاله الْخَبِيرُ بما سأل عنه لأنه واقع فكل علم عنده عن وقوع فهو به خبير وتعلقه به قبل وقوعه هو به عليم فمن أدب الملائكة لعلمهم بما قصد الحق منهم‏

أجابوه تعالى فقالوا تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون لأن عروج الملائكة عنهم ونزولهم عليهم كان عند صلاة العصر وصلاة الصبح كذا ورد الخبر

فأقول مجيبا للحق عرفتهم لما عرفت آدابك فنسبتهم إليك فقلت هؤلاء أولياء الله وعلامتهم إذا رأوا ذكر الله لتحققهم بالله وليس إلا العبودة المحضة الخالصة التي لا تشوبها ربوبية بوجه من الوجوه فهذه آدابك وكل نعت يرى فيهم فيه رائحة ربوبية فهو أدب الخلافة لا أدب الولاية فالولي ينصر ولا ينتصر والخليفة ينتصر وينتصر والزمان لا يخلو من منازع والولي لا يسامح فإن سامح فليس بولي ولا يؤثر على جناب الحق شيئا فهو كله لله والخليفة هو لله في وقت وللعالم في وقت فوقتا يرحج جناب الحق غيرة ووقتا يرجح جناب العالم فيستغفر لهم مع ما وقع منهم مما يغار له الولي وهؤلاء هم المفردون الذين تولى الله آدابهم بنفسه يقول الخليفة لأزيدن على السبعين في وقت ويدعو على رعل وذكوان وعصية في وقت وأين الحال من الحال فالخليفة تختلف عليه الأحوال والولي لا تختلف عليه الحال فالولي لا يتهم أصلا والخليفة قد يتهم لاختلاف الحال عليه فما يدعي دعوى إلا وعجزه يكذبه مع صدقه حال آخر يبدو منه فآداب الأولياء آداب الأرواح الملكية أ لا ترى إلى جبريل عليه السلام يأخذ حال البحر فيلقمه في فم فرعون حتى لا يتلفظ بالتوحيد ويسابقه مسابقة غيرة على جناب الحق مع علمه بأنه قد علم أنه لا إله إلا الله وغلبه فرعون فإنه قال كلمة التوحيد بلسانه كما أخبر الله تعالى عنه في الكتاب العزيز والخليفة يقول لعمه قلها في أذني أشهد لك بها عند الله وهو يأبى وأين هذا الحال من حال قول الخليفة الآخر رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ من الْكافِرِينَ دَيَّاراً ولعلهم لو طال عليهم‏

الأمد لرجعوا أو في أصلابهم من يؤمن بالله فتقر به أعين المؤمنين فآداب الأولياء غضب في الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ لا رجوع فيه ورضاء في المرضي عنهم لا رجوع فيه فإن ذلك أدب الحق والحق الواقع الواجب وقوعه وآداب الخلفاء الرضاء في المرضي عنهم والعفو وقتا والغضب وقتا في الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولهذا خص الأولياء دون غيرهم في‏

قوله هل عرفت أوليائي والكل أولياء

ولكن أولياء الأسماء الإلهية وهؤلاء أولياء الإضافة فهم أولياء إنية لا أولياء أسماء وسأعرفك بالفرق بين أسماء الكنايات والأسماء الظاهرة إن شاء الله في باب الأسماء من آخر هذا الكتاب والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب السادس والأربعون وأربعمائة في معرفة منازلة في تعمير نواشئ الليل فوائد الخيرات»

نواشئ الليل فيها الخير أجمعه *** فيها النزول من الرحمن بالكرم‏

يدنو إلينا بنا حتى يساعدنا *** بما يدليه من طرائف الحكم‏

فالكل يعبده والكل يشكره *** إلا الذي خص بالخسران والنقم‏

إن الولي تراه وقت غفلته *** يبكي ويدعوه في داج من الظلم‏

يا رب يا رب لا يبغي به بدلا *** خلقا عظيما كما قد جاء في القلم‏

[كان خلق محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم القرآن‏]

قال الله تعالى وإِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ وقال إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وأَقْوَمُ قِيلًا ولما سألت عائشة عن خلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قالت كان خلقه القرآن‏

وإنما قالت ذلك لأنه أفرد الخلق ولا بد أن يكون ذلك الخلق المفرد جامعا لمكارم الأخلاق كلها ووصف الله ذلك الخلق بالعظمة كما وصف القرآن في قوله والْقُرْآنَ الْعَظِيمَ فكان القرآن‏

خلقه فمن أراد أن يرى رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ممن لم يدركه من أمته فلينظر إلى القرآن فإذا نظر فيه فلا فرق بين النظر إليه وبين النظر إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فكان القرآن انتشا صورة جسدية يقال لها محمد بن عبد الله بن عبد المطلب والقرآن كلام الله وهو صفته فكان محمد صفة الحق تعالى بجملته ف من يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله لأنه لا ينطق عن الهوى فهو لسان حق فكان صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ينشئ في ليل هيكله وظلمة طبيعته بما وفقه الله إليه من العمل الصالح الذي شرعه له صورا عملية ليلية لكون الليل محل التجلي الإلهي الزماني من اسمه الدهر تعالى يستعين بالحق لتجليه في إنشائها على الشهود وهو قوله تعالى إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ولم تكن هذه الصور إلا الصلاة بالليل دون سائر الأعمال وإنما قلنا بالاستعانة

لقوله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي‏

وقوله اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ ولا يطلب العون إلا من له نوع تعمل في العمل وهو قوله وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فكن أنت يا وارثه هو المراد بهذا الخطاب في هذا العمل فيكون محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما فقد من الدار الدنيا لأنه صورة القرآن العظيم فمن كان خلقه القرآن من ورثته وأنشأ صورة الأعمال في ليل طبيعته فقد بعث محمدا صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من قبره فحياة رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بعد موته حياة سنته ومن أحياه فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً فإنه المجموع الأتم والبرنامج الأكمل ولهذا قال في ناشئة الليل إنها أَقْوَمُ قِيلًا ولا أقوم قيلا من القرآن وكذلك أَشَدُّ وَطْئاً أي أعظم تمهيدا لأنه قال ما فَرَّطْنا في الْكِتابِ من شَيْ‏ءٍ وليس إلا القرآن الجامع وأشد ثباتا فإنه لا ينسخ كما نسخت سائر الكتب قبله به وإن ثبت ما ثبت منها مما ورد في القرآن ولهذا جاء بلفظ المفاضلة في الثبوت فهو أشد ثبوتا منها لاتصاله بالقيامة وفيه ما في الكتب وما ليس في الكتب كما كان في محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما كان في كل نبي وكان فيه ما لم يكن في نبي لأن القرآن كان خلقه فأعطى هو وأمته ما لم يعط نبي قبله فإذا أنشأ من أنشأ صورة هذه الأعمال الليلية ونفخ الحق لشهوده من كونه معينا له أرواحها فيها قامت حية ناطقة عن أصل كريم الطرفين بين عبد متحقق بعبوديته موف حق سيده لم يلتفت إلى نفسه ولا إلى صورة ما خلقه الله عليها التي توجب له الكبرياء بل كان عبدا محضا مع هذه المنزلة ولهذا قدم إِيَّاكَ نَعْبُدُ فإنه ما قبل الصورة إلا في ثان حال فقال بذاته إِيَّاكَ نَعْبُدُ وقال بالصورة وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ثم رجع فقال اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولا الضَّالِّينَ فجمع بين الأمرين وبين رب عظيم وفاه حقه على قدر ما شرعه له لا يطالب بغير ذلك فإنه تعالى هو الذي أدبه أي جمع له وفيه جميع فوائد الخيرات فلما نشأت هذه الصورة العملية الليلية بين هذين الطرفين الكريمين كانت وسطا جامعة للطرفين فكانت عبدا سيدا حقا خلقا وبهذه الصفة أنشأ الله العالم ابتداء فإن له في أسمائه ونعوته الطرفين فإنه وصف نفسه بما يتعالى به عن الخلق ووصف نفسه بما هو عليه الخلق ولم يزل بهذين النعتين موصوفا لنفسه وهما طرفا نقيض فجمع بين الضدين ولو لا ما هو الأمر على هذا ما خلق الضدين في العالم والمثلان ضدان فهما ضدا المماثلة حتى تعلم أن العالم على صورته في قبول الضدين بل هو العالم الذي هو عين الضدين صورة من أنشأه فظهر العالم بالأصالة بين الطرفين ومشى الأمر في خلق ما خلق الله بأيدي العالم فللعالم إنشاء الصور وللحق أرواحها وحياتها كما قال في حق عيسى عليه السلام وإِذْ تَخْلُقُ من الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ في الصورة الخلقية فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ الله فجعل الصورة للخلق وكونه طائرا للحق وفي إنشائك قال فَإِذا سَوَّيْتُهُ هو مثل تَخْلُقُ من الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ ثم قال ونَفَخْتُ فِيهِ من رُوحِي وهو قوله فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي فمن كان مع الحق في مقام الشهود والجمع عند إنشاء العبد صور الأعمال قامت حية ناطقة وإن أنشأها على غير هذا النعت من الجمع والشهود كانت صورا بلا أرواح كصور المصورين الذين‏

يقول الله لهم يوم القيامة أحيوا ما خلقتم فلا يستطيعون‏

لأن الأحياء ليس لهم وإنما هو لله وأعني بالإحياء الأحياء الذي تقع به الفائدة من الحي فإن الطبيعة تعطي حياة في الصورة ولكن حياة لا فائدة معها وهي الحياة التي توجد في المعفنات فليس في قوة الطبيعة أكثر من وجود الإحساس لا غير وأما القوي الروحانية التي عنها تكون الصنائع العملية بالتفكر فمن الروح الإلهي فمن علم مراتب الأرواح يعلم ما أومأنا إليه في هذه العجالة والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!