Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منازلة قاب قوسين الثانى الحاصل بالوراثة النبوية للخواص منا

الكرامة فكان ما يرى أحد وجهه الأعمى فيمسح الرائي إليه وجهه بثوب مما هو عليه فيرد الله عليه بصره وممن رآه فعمي شيخنا أبو مدين رحمة الله تعالى عليهما حين رحل إليه فمسح عينيه بالثوب الذي على أبي يعزى فرد الله عليه بصره وخرق عوائده بالمغرب مشهورة وكان في زماني وما رأيته لما كنت عليه من الشغل وكان غيره من الأولياء المحمديين ممن هو أكبر منه في العلم والحال والقرب الإلهي لا يعرفهم أبو يعزى ولا غيره فمن جعل الله آيته في قلبه وكانَ عَلى‏ بَيِّنَةٍ من رَبِّهِ في قربه فقد ملأ يديه من الخير كله واختصه واصطنعه لنفسه وكساه الصفة الحجابية غيرة منه عليه فلم تشهد حاله الأبصار في الدنيا وهم الأخفياء والأبرياء فمن تحققهم بالحق وليسوا برسل مشرعين حجبهم الحق لاحتجابه إلى يوم القيامة فيظهرهم الله في الموطن الذي بتجلى الله فيه لأبصار عباده ويظهر بنفسه وعينه للخاص والعام فهناك يعرف قدر المحمدي في القرب الإلهي بمقامه في تلاوته كلام ربه عز وجل وهو سكونه لما يتلوه من كشفه واطلاعه على معانيه فهو في حال تلاوته يستذكر ما عنده فيطلع على نفسه ويسمعه الله نثر كلامه ونظمه بتأييد الروح القدسي لما جاء في النظم المسمى شعرا من نفخ الشيطان إلا مثل هذا النظم وقد صح في الخبر أن حسان بن ثابت لما أراد أن يهجو قريشا ينافح بذلك عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قل يا حسان فإن روح القدس يؤيدك ما دمت تنافح عن عرض رسول الله‏

فلم يجعل للشيطان عليه سبيلا وإذا كان هذا لمن ينافح فما ظنك بحال من ينطق عن الله بالله فيكون القائل منه عند قوله ربه عز وجل كما

ورد في الصحيح أن الله قال على لسان عبده سمع الله لمن حمده في الصلاة والحاضرون ما سمعوا إلا صوت المصلي‏

وكلامه بهذا المتكلم به ما ينسبه الحق تعالى جلاله إلا إلى نفسه لا إلى المصلي فاعلم أيها الولي الحميم ذلك تسعد إن شاء الله‏

كلامي ليس غيري وهو غيري *** كما قلنا رميت وما رميتا

فيا نفسي إذا طلبت نفوس *** بمشهدك التحاما قول هيتا

ولا تبخل فإن البخل شؤم *** وتعلو بالعطاء إذا علوتا

وكن حقا ولا تظهر بزور *** وكن عين القرآن إذا تلوتا

لأن الله لم يسمع لعبد *** يناديه بما يتلوه صوتا

فإن يتلو بحق قال عبدي *** وكان خاله المشهود ميتا

لأن الحق ليس يراه حي *** لذا كتبوا على الأحياء موتا

فكل من تلا وسكن لما تلا بصدق بصورة ظاهر وحكمة باطن فذلك تال وصاحب سكينة فإن هو تلا وسكن ظاهرا ولم يسكن باطنا والسكون الباطن فهم المعنى الساري في الوجود من تلك الآية المتلوة لا يقتصر بها على ما تدل عليه في الظاهر خاصة فمن تلا هكذا فليس بصاحب سكينة أصلا ولا هو وارث محمدي وإن كان من أمة محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فإن تلا وسكن باطنا ولم يسكن ظاهرا وتعدى الظاهر المشروع فذلك ليس بوارث ولا محمدي ولا بمؤمن وهو أبعد الناس من الله فإن الروح القدسي أول من يرميه ويرمى به والنبي محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول لربه فيه يوم القيامة سحقا سحقا والله عند ذلك لا يسعده ولا يساعده وأعظم حسرة تقوم به إذا عاين يوم القيامة من سكن إليه إذا تلاه ظاهرا وباطنا فيرى ما سكن إليه باطنا قد سعد به هذا الآخر وشقي هو به وما شقي إلا بعدم سكون الظاهر فيفوته خير كثير حين فاته الايمان به فإنه أتى البيت من ظهره لم يأته من بابه جعلنا الله وإياكم ممن تلا فسكن وفي التلوين في تلاوته بحسب الآيات ثبت وتمكن أنه الملي بذلك والقادر عليه والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب التاسع والثلاثون وأربعمائة في معرفة منازلة قاب قوسين الثاني الحاصل بالوراثة النبوية للخواص منا»

قاب قوسين لنا من قبلنا *** قاب قوسين لمن أسرى به‏

غير أني وارث مستخدم *** ولذا نلناه منه فانتبه‏

فحلال وحرام بين *** ما هنا بينهما من مشتبه‏

إنما الشبهة من قال أنا *** عين من أسرى به ما أنا به‏

وهو يدري أنه وارثه *** ليس يدري ذاك غير المنتبه‏

[ميراث الأنبياء ما هو]

قال الله تعالى ولَقَدْ كَتَبْنا في الزَّبُورِ من بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ وقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم العلماء ورثة الأنبياء

وذكر أن الأنبياء ورثوا العلم ما ورثوا دينارا ولا درهما

فالوارث مستخدم بالمعنى من ورث منه ما جمعه غير إن الموروث في مثل هذا الورث ما نقصه شي‏ء من علمه بوراثة الوارث منه ففارق ميراث الدينار والدرهم بهذه الحقيقة والله يرث الْأَرْضَ ومن عَلَيْها مما تعلق به علمه من العلم الابتلائي فهذا هو قدر ميراث الحق من عباده وهو قوله تعالى ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ فاستخدمهم بما ابتلاهم حتى يعلم المجاهدين من عباده والصابرين ويبلو أخبارهم وما عدى هذا النوع في حق الحق فهو علم لا علم وراثة فكان الورثة من طريق المعنى استخدموا من ورثوا منه العلم الذي حصله من الله بحكم الكسب ابتداء وبحكم التكليف كل ذلك ورثوا منه الورثة من علماء الأمم ومما ورثوا منه قرب قاب قوسين وهو قولنا الثاني أعني الذي ينبغي للأولياء من هذا التقريب المحمدي ممن قرب منه هذا القرب فالأول من ذلك له صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم والثاني للوارث وهو عينه وإنما جعلناه ثانيا لكونه ما حصل له حتى تقدم به هذا الرسول المعين صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فناله منه فهو في غاية البيان لا يقبل الشبه هذا العلم الموروث مثل ما يقبلها العلم النظري ولهذا نبه أبو المعالي لما ذكر النظر قال بحصول العلم عقيب النظر ضرورة فلو كان ذلك العلم الحاصل عقيب النظر نتيجة النظر ضرورة لما قبل الدخل بعد ذلك ولا الشبهة مثل ما لا يقبل ذلك العلم الضروري فتأولوا على إمام الحرمين ما لم يقصده بكلامه وإنما أراد رضي الله عنه ما أردناه أن النظر جعله الله سببا من الأسباب يفعل الأشياء عنده لا به فإذا وفي النظر في الدليل حقه خلق الله له العلم الضروري في نفسه ليس غير هذا فاعتماده على العلم الضروري الذي لا يقبل الشبه فإن لم يخلق له العلم الضروري فهو العالم الذي يقبل الدخل فيما علمه فيعلم عند ذلك أنه ما علمه علما ضروريا ولهذا ما يقبل الدخل إلا دليله لا ما يقول إنه علمه عقيب النظر فرجوعه أو توقفه عما كان أنتج له ذلك الدليل أخرجه أن يكون ذلك عنده علما ضروريا فليفرق الوارث في علمه بربه بين ما يأخذه ورثا وبين ما يأخذه ابتداء من غير ورث فأي عامل من العاملين عمل بأمر مشروع له من نص لا من تأويل وحصل له عن ذلك العمل علم بالله فهو من العلم الموروث ثم إنه لا يخلو ذلك النص المعمول به هل كان شرعا لمن قبل محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أو لم يكن إلا من الشرع المختص به لا من الشرع المقرر الذي قرره لأمته مما كان الله قد تعبد به نبيا قبله فوارث مثل هذا وارث من كان ذلك العمل شرعه من الأنبياء بلغوا ما بلغوا ووارث أيضا محمدا صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فيه فهو وارث من وارث فإن كان مما اختص به رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فالوارث وارث محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فيه خاصة لا ينتسب إلى غيره من الأنبياء عليه السلام ويتميز بذلك عن سائر ورثة علماء الأنبياء عليه السلام قبله ويحشر بذلك العلم في صفوف الأنبياء عليه السلام وخلف محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فإن نشأة الآخرة تشبه في بعض الأحكام النشأة البرزخية فترى نفسها وهي واحدة في صور كثيرة وأماكن مختلفة في الآن الواحد فيرى نفسه إن كان ورث عن وارث خلف محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وخلف كل نبي كان ذلك العمل شرعا له ولو كانوا مائة ألف لرأى نفسه في أماكن على عددهم وفي صور ويعلم أنه هو وليس غيره في كل صورة وهو مع كونه واحدا عين كل صورة وهكذا يكون يوم القيامة فإن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يطلبه الناس في مواطن القيامة فيجدونه من حيث طلبهم في كل موطن يقتضيه ذلك الطلب في الوقت الذي يجده الطالب الآخر في الموطن الآخر بعينه فمن لم يجده في طلبه في موطن ما فإنما ذلك لكونه طلبه في غير الموطن الذي يقتضيه طلبه فإن طلبه في موطن اقتضى حاله الجهل لوجده فذلك الجهل إذا وقع إن وقع فسببه ما ذكرناه وهو غير واقع والله أعلم ثم نرجع ونقول وإن كان ذلك العمل الذي أقيم فيه العبد لا عن نص مشروع بل كان قلد فيه مجتهدا من علماء الأمة صاحب نظر وتأويل فيما حكم به لا عن نص من ذلك المجتهد اتبعه فإنه يكون يوم القيامة وارث ذلك المجتهد ومتبعا إياه ومتبعا أيضا والنبي ص‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!