Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منازلة الاستفهام عن الإنيتين

وصاحب الإسراء أنه لم يكن واحد منهما بأقرب إلى الحق من الآخر فهي إشارة إلى عدم التحيز وإن الذات مجهولة غير مقيدة بقيد معين فكان من آياته التي أراه ليلة إسرائه كونه تدلى في حال عروجه وهذا عين ما أشار إليه أبو سعيد الخراز في قوله عن نفسه ما عرفت الله إلا بجمعه بين الضدين ثم تلا هُوَ الْأَوَّلُ والْآخِرُ والظَّاهِرُ والْباطِنُ فكان بهويته في الجميع في حال واحدة بل هو عين الضدين فلو لا أنت ما كان دنو ولا تدل‏

فلا دنو ولا تدل *** ولا عروج ولا هبوط

فهذه إن نظرت فيها *** محققا كلها خطوط

فأنت من حيث هو يتك لا نعت لك ولا صفة قيل لأبي يزيد كيف أصبحت فقال لا صباح لي ولا مساء إنما الصباح والمساء لمن تقيد بالصفة وأنا لا صفة لي فإني بكيت زمانا وضحكت زمانا وأنا اليوم لا أضحك ولا أبكي والصعود والهبوط نعت فلا صعود للعبد ولا هبوط من حيث عينه وهويته فالصاعد عين الهابط فما دنا إلا عين من تدلى فإليه تدلى ومنه دنا فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ وما أظهر القوسين من الدائرة إلا الخط المتوهم وكفى بأنك قلت فيه المتوهم والمتوهم ما لا وجود له في عينه وقد قسم الدائرة إلى قوسين فالهوية عين الدائرة وليست سوى عين القوسين فالقوس الواحد عين القوس الآخر من حيث الهوية وأنت الخط القاسم المتوهم فالعالم في جنب الحق متوهم الوجود لا موجود فالموجود والوجود ليس إلا عين الحق وهو قوله أَوْ أَدْنى‏ فالأدنى رفع هذا المتوهم وإذا رفع من الوهم لم يبق سوى دائرة فلم تتعين القوسان فمن كان من ربه في القرب بهذه المثابة أعني بمثابة الخط القاسم للدائرة ثم رفع نفسه منها ما يدري أحد ما يحصل له من العلم بالله وهو قوله تعالى فَأَوْحى‏ إِلى‏ عَبْدِهِ ما أَوْحى‏ وما عين لنا في الذكر الحكيم ما أوحى ولا ذكر رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما أوحى في ذلك القرب به إليه فكان التلقي في هذا الموطن تلقيا ذاتيا لا يعلمه إلا من ذاقه وليست في المنازلة منازلة تقتضي التقاء النقطة بالمحيط إلا هذه المنازلة فإنه إذا التقى المحيط بالنقطة ذهب ما بينهما فذلك ذهاب العالم في وجود الحق ولم تتميز نقطة من محيط بل ذهب عين النقطة من كونها نقطة وعين المحيط من كونه محيطا فلم يبق إلا عين وجودية مذهبة حكمها وحكم ما ينسب من العالم إليها ذهابا كليا عاما عينا وحكما والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثامن والعشرون وأربعمائة في معرفة منازلة الاستفهام عن الإنيتين»

إذا ما كنت عيني في وجودي *** وكل أين قواي أنا وأنتا

فأما إن يكون الشأن عيني *** وإما أن يكون الشأن أنتا

وإما أن أكون أنا بوجه *** ومن وجه سواه تكون أنتا

فأنت الحرف لا يقرأ فيدرى *** وأنت محير الحيران أنتا

أرى عجزا وذاك العجز عيني *** وجهلا بالأمور فأين أنتا

فما أقوى على تحصيل علم *** ولا تقوى على التوصيل أنتا

فحرنا في وجود الحق عجزا *** وحرت وعزة الرحمن أنتا

فزال أنا وهو والأنت فانظر *** إلى قولي إذا ما قلت أنتا

فمن أعني بأنت ولست عيني *** ولا غيري فحرت بلفظ أنتا

لأني لا أرى مدلول لفظي *** ولا أنا عالم من قال أنتا

أرى أمرا تضمنه وجودي *** وأنت تغار منه وليس أنتا

فإن زلنا تقول فعلت عبدي *** فتثبتنا بأمر ليس أنتا

فقل لي من أنا حتى أراه *** فاعرف هل أنا أو أنت أنتا

فلو لا الله ما كنا عبيدا *** ولو لا العبد لم تك أنت أنتا

فأثبتني لنثبتكم إلها *** ولا تنفي الأنا فيزول أنتا

قال الله تعالى وما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكِنَّ الله رَمى‏ فهذا إثبات الإنيتين وإثبات حكمهما ثم نفى الحكم عن إحداهما بعد إثباته وهو الصادق القول‏

[أن إنية الشي‏ء حقيقته في اصطلاح القوم‏]

فاعلم أن إنية الشي‏ء حقيقته في اصطلاح القوم فهي في جانب الحق إني أنا ربك وفي جانب الخلق الكامل إني رسول الله فهاتان أنيتان ضبطتهما العبارة وهما طرفان فلكل واحدة من الإنيتين حكم ليس للأخرى‏

وذاك الذي قالوا وذاك الذي عنوا *** وما ثم إلا الله ليس سواه‏

وكلف والتكليف يطلب حادثا *** ويطلب من يدري وما ثم إلا هوفالإنية الإلهية قائلة والإنية القابلة سامعة وما لها قول إلا بالتكوين فلا يقال لإنية الخلق في حال وجودها وما القول إلا لمن هو في حال العدم فلا تكليف إلا في المعدوم لعدم نسبة الإيجاد للحادث فلا يقال للمنفعل انفعل فقد انفعل بقبوله الوجود ولا إيجاد يكون عنه فلا قول له وما ثم عبث فإذا كلف قال لما كلف به كن في حال عدمه فيكون في محل هذا الحادث فينسب إليه وليس إليه فلهذا كانت الإنيتان طرفين فتميزتا إلا أن لإنية الحادث منزلة الفداء والإيثار لجناب الحق بكونها وقاية وبهذه الصفة من الوقاية تندرج إنية العبد في الحق اندراجا في ظهور وهو قوله تعالى إِنَّنِي أَنَا الله فلو لا نون العبد التي أثر فيها حرف الياء الذي هو ضمير الحق فخفض النون فظهر أثر القديم في المحدث ولولاه لخفضت النون من أن وهي إنية الحق كما أثرت في قوله إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فإنه لا بد لها من أثر فلما لم تجد إنية العبد التي هي نون الوقاية أثرت في إنية الحق فخفضتها ومقامها الرحمة التي هي الفتح فما أزاله عن مقامه إلا هو ولا أثر فيه سواه فأقرب ما يكون العبد من الحق إذا كان وقاية بين إنية الحق وبين ضميره فيكون محصورا قد أحاط به الحق من كل جانب وكان به رحيما لبقاء صفة الرحمة فبابها مفتوح وبها حفظ على المحدث وجوده فبقي عين نون الوقاية الحادثة في مقام العبودية الذي هو الخفض المتولد عن ياء ضمير الحق فظهر في العبد أثر الحق وهو عين مقام العبد الذلة والافتقار فما للعبد مقام في الوصلة بالحق تعالى أعظم من هذا حيث له وجود العين بظهور مقامه فيه وهو في حال اندراج في الحق محاط به من كل جانب فعرف نفسه بربه حين أثر فيه الخفض فعرف ربه حين أبقاه على ما هو عليه من الرحمة فإنه الرحمن الرحيم فما زال عنه الفتح بوجود عين العبد فلا يشهده أبدا إلا رحمانا ولا يعلمه أبدا إلا مؤثرا فيه فلا يزال في عبوديته قائما وهذا غاية القرب ولما حار أبو يزيد في القرب من الله قبل أن يشهد هذا المقام قال لربه يا رب بما ذا أتقرب إليك فقال بما ليس لي فقال يا رب وما ليس لك وكل شي‏ء لك فقال الذلة والافتقار فعلم عند ذلك ما لإنية الحق وما لإنية العبد فدخل في هذا المقام فكان له القرب الأتم فجمع بين الشهود والوجود إذ كان كل شي‏ء هالك فإن الشهود عند القوم فناء حكم لا فناء عين وفي هذا المقام شهود بلا فناء عين وهو محل الجمع بيننا وبين الطائفة وبلا فناء حكم فإنه أبقى للحق ما يستحقه من الفتح الرحموتي إذ لولاه أعني لو لا هذا القرب المعين لعاد الأثر على إنية الحق ولهذا أظهر في إِنِّي أَنَا رَبُّكَ ليعلم أن الأثر إذا صدر من الحق لا بد له من ظهور حكم وما وجد إلا الحق فعاد عليه فجاء العبد فدخل بين الإنية الإلهية والمؤثر فعمل فيه‏

فانية الخلق مضبوطة *** وإنية الحق ما تنضبط

فيأخذ من ذا ويعطيه ذا *** وكل بأحواله مغتبط

فربط الوجود بعين الشهود *** مقام جليل لمن يرتبط

وليس ينال مقام الدنو *** عبيد إذا سره قد شحط

وما فرحت بشي‏ء قط مما وهبنيه الحق من المنح التي تقبلها الأكوان فرحى بهذا المقام إذ حلاني به ربي وهو أعلى المقامات وأسناها وهو مقام كل ما سوى الله ولا يشعر به وليست العناية من الله ببعض عباده إلا أن يشهده هذا المقام من نفسه فما يزيد على العالم كله إلا بالعلم به حالا وذوقا ولا يجني أحد ثمرة الإيثار مثل ما يجنيها صاحب هذا المقام فإن ثمرة الإيثار على قدر من تؤثره على نفسك والذي تؤثره على نفسك هنا إنما هو الحق فينسب إليك الفرح بما تجنيه من ثمرة هذا الإيثار على صورة نسبة الفرح إلى الحق‏

فانظر ما أعظمها من لذة وابتهاج وهذا أخصر



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!