Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل سجود القيومية والصدق والمجد واللؤلؤة والسور

كلمه وفيه علم ما يظهر أنه لله وهو للكون ويظهر أنه للكون وهو لله وفيه علم الجهات والإحاطة والسكون والحركة وفيه علم المنافع الأخروية وفيه علم السبب الذي يوجب الأمان في موطن الخوف هل يصح ذلك أم لا وما معنى الموطن هل هو الحال في الشخص فيكون موطنه حاله أو الموطن خارج عن الحال وفيه علم الأسباب الموجبة لوجود الأوهام الحاكمة في النفوس وهي صور من صور التجلي الإلهي وفيه علم ما يحمد من السؤال وما يكره وفيه علم الصلاح ومراعاة الأصلح وعلى من يجب ذلك وفيه علم الوعد والوعيد ومع من يجب القتال شرعا إذا تراءى الجمعان وصف الناس للقتال والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب السابع والسبعون وثلاثمائة في معرفة منزل سجود القيومية والصدق والمجد واللؤلؤة والسور»

إذا وضع الميزان في قبة العدل *** وجاء الحق للحكم والفصل‏

يقوم لنا شكل بديع مثلث *** فضلعان في مثل وضلع بلا مثل‏

ولا بد من ترجيحه لبقائه *** فلا بد من أمر يؤيد بالفضل‏

فيذهب حكم الميل عند استواءه *** ويرجح ميزان السعادة بالثقل‏

[كل ما سوى الله ملك‏]

اعلم أيدك الله أنه ثبت شرعا وعقلا أنه تعالى سبحانه أحدي المرتبة فلا إله إلا هو الله وحده لا شريك له في الملك والملك كل ما سوى الله وأما أن يكون له تعالى ولي فما هومثل الشريك في الملك فإن ذلك منفي على الإطلاق لأنه في نفس الأمر منفي العين وأما الولي فموجود العين فهو ينصر الله ابتغاء القربة إليه والتحجب عسى يصطفيه ويدنيه لا لذل ناله فينصره على من أذله أو ينصره لضعفه تعالى الله قال تعالى إِنْ تَنْصُرُوا الله وقال وهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ فما قال إِنْ تَنْصُرُوا الله إلا ولا بد من وقوع هذا النصر ولكن كما ذكرنا وهو قوله تعالى ولَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ من الذُّلِّ أي ناصر من أجل الذل وكَبِّرْهُ تَكْبِيراً عن هذين الوصفين كما أنه تعالى بدليل العقل والشرع أحدي الكثرة بأسمائه الحسنى أو صفاته أو نسبه وهو بالشرع خاصة أحدي الكثرة في ذاته بما أخبر به عن نفسه بقوله بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ ولِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ وتَجْرِي بِأَعْيُنِنا والقلب بين أصبعين من أصابع الرحمن‏

والسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ وكلتا يدي ربي يمين مباركة

وهذه كلها وأمثالها إخبار عن الذات أخبر الله بها عن نفسه والأدلة العقلية تحيل ذلك فإن كان السامع صاحب النظر العقلي مؤمنا تكلف التأويل في ذلك لوقوفه مع عقله وإن كان السامع منور الباطن بالإيمان آمن بذلك على علم الله فيه مع معقول المعنى الوارد المتلفظ به من يد وأصبع وعين وغير ذلك ولكن يجهل النسبة إلى أن يكشف الله له عن بصيرته فيدرك المراد من تلك العبارة كشفا فإن الله ما أرسل رسولا إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ أي بما تواطئوا عليه من التعبير عن المعاني التي يريد المتكلم أن يوصل مراده فيما يريد منها إلى السامع فالمعنى لا يتغير البتة عن دلالة ذلك اللفظ عليه وإن جهل كيف ينسب فلا يقدح ذلك في المعقول من معنى تلك العبارة

واحد وهو كثير عجب *** وهو للحاصل فيه مذهب‏

إنما العلم لمن حصله *** بطريق الذوق فهو المشرب‏

أيها الطالب كنزا إنه *** عين ما جئت به ما تطلب‏

[الوحدة التي لا كثرة فيها محال‏]

واعلم أيدك الله أنه من المحال أن يكون في المعلومات أمر لا يكون له حكم ذلك الحكم ما هو عين ذاته بل هو معقول آخر فلا واحد في نفس الأمر في عينه لا يكون واحد الكثرة فما ثم إلا مركب أدنى نسبة التركيب إليه أن يكون عينه وما يحكم به على عينه فالوحدة التي لا كثرة فيها محال‏

[التركيب الذاتي الواجب للمركب الواجب الوجود لنفسه‏]

واعلم أن التركيب الذاتي الواجب للمركب الواجب الوجود لنفسه لا يقدح فيه القدح الذي يتوهمه النظار فإن ذلك في التركيب الإمكانى في الممكنات بالنظر إلى اختلاف التركيبات الإمكانية فيطلب التركيب الخاص في هذا المركب مخصصا بخلاف الأمر الذي يستحقه الشي‏ء لنفسه كما يقول في الشي‏ء الذي يقبل الأشكال لنفسه لا تقول إن ذلك له بجعل جاعل أعني قبول الأشكال وإنما الذي يكون له بالمخصص كون شكل خاص دون غيره مع إمكان قيام شكل آخر به فلا بد

من مخصص لا قابل للاشكال فإن ذلك لنفسه فالتركيب الذاتي الذي يقتضيه الواجب الوجود لنفسه خارج عن هذا الحكم لأنه مجهول الماهية عند النظار فنسبة التركيب إليه مجهولة مع معقولية التركيب ومعنى التركيب كونه كثيرا في ذاته كما لم يقدح فيه كونه له صفات قديمة عند مثبتي الصفات من النظار كالأشاعرة وما وجدنا عقلا يقيم دليلا قط على أنه تعالى لا يحكم عليه بأمر فغاية من غاص في النظر العقلي واشتهر من العلماء أنه عقل صرف لا حظ له في الايمان إنه حكم عليه بأنه علة فما خلص التوحيد له في ذاته حين حكم عليه بالعلية وأما غيرهم من النظار فحكموا عليه بالنسب وأن ثم أمرا يسمى القائلية والقادرية بهما حكمنا حكما عليه إنه قائل وقادر وأما غير هؤلاء من النظار فحكموا عليه بأن له صفات زائدة على ذاته قديمة أزلية قائمة بذاته تسمى حياة وعلما وقدرة وإرادة وكلاما وسمعا وبصرا بها يقال فيه إنه حي عالم قادر مريد متكلم سميع بصير وجميع الأسماء من حيث معانيه أعني الأسماء الإلهية تندرج تحت هذه الصفات الأزلية القديمة القائمة بذات الحق ومن النظار من جعل لكل اسم إلهي معنى معقولا يعقل منه أن ذلك المعنى قائم بذات الحق قديم أزلي ولو كان ما كان وبلغ ما بلغ من الأعداد وروينا عن أبي بكر القاضي الباقلاني أنه يقول بهذا غير أنهم اتفقوا بالنظر العقلي على إن الحوادث لا تقوم به فما أخلوا ذاته عن حكم إما بنسب وإما بصفات وإما بمعاني أسماء ثم جاء الشرع وهو ما ترجمه الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وقال إنه كلام الله وأقام الدلالة على صدقه أنه من عند الله وأخبر أنه في كل ما ينطق عن الله ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى‏ ينزل به الروح الأمين على قلبه أو يلهمه الله إلهاما في نفسه بأنه تعالى على كذا وكذا من أمور وصف بها نفسه وذكر عن ذاته أنها على ما أخبر بعبارات تعلم في العرف بالتواطؤ معانيها لا نشك في ذلك بأي لسان أرسل ذلك الرسول وأضاف تلك المعاني إلى نفسه وذاته إنه عليها من يدين وأصبعين ويمين وأعين ومعية وضحك وفرح وتعجب وتبشبش وإتيان ومجي‏ء واستواء ونزول وبصر وعلم وكلام وصوت وأمثال ذلك من هرولة وحد ومقدار ورضي وغضب لأسباب حادثة من العبيد المكلفين فعلوها أغضبوا بها ربهم فقبل الغضب ووصف نفسه به ووصف نفسه بأن العبد إذا تصدق مثلا يطفئ بصدقته غضب الله عليه وهذا كله معقول المعنى مجهول لنسبة إلى الله يجب الايمان به على كل إنسان خوطب أو كلف به من عند الله وهذا كله خارج عن الدلالة العقلية إلا أن يتأول فحينئذ يقبله العقل فقبوله بالإيمان أولى لأنه حكم حكم به الحق على نفسه أنه كذا مع أنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ فنفى عنا العلم بوجه النسبة إليه ما نفى الحكم بذلك عن نفسه وحكمه سبحانه بأمر على نفسه أولى بنا أن نقبله منه من حكم حكم به مخلوق وهو العقل عليه فما أعمى من اتبع عقله في حكمه بما حكم به على ربه ولم يتبع ما حكم به الرب على نفسه وأي عمى أشد من هذا ولا سيما والمترجم عن الله تعالى وهو الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قد نهى المكلفين أصحاب العقول أن يفكروا في ذات الله وأن يصفوها بنعت ليس في إخبار الله عن نفسه فعكسوا القضية وفكروا في ذات الله وحكموا بما حكموا به على ذاته تعالى ولما جاء إخباره إلينا بما هو عليه في ذاته أنكروا ذلك بعقولهم وردوه وكذبوا الرسل ومن صدقهم من هؤلاء جعلوا ذلك سياسة من حكيم عاقل لمصلحة الوقت وتوفر الدواعي بالجمعية على إله هذه صفته تقريرا في النفوس القاصرة فإذا قرروا ذلك ظهروا للناس في العامة بالارتباط بتلك الصفات مثل ما هي العامة عليه وفي أنفسهم خلاف ما ظهروا به وأما من أعطاه نظره وجود الرسول وصدقه فيما أخبر فغايته التأويل حتى لا يخرج عن حكم عقله على ربه فيما أخبر به عن نفسه فكأنه في تصديقه مكذب وأما أهل السلامة الذين لا نور عندهم إلا نور الايمان سلموا ذلك إلى الله على علم الله فيه مع الايمان والتحقيق لما تعطيه‏

تلك العبارات من المعاني بالتواطؤ عليها في ذلك اللسان المبعوث به هذا الرسول وأما أهل الكشف والوجود فآمنوا كما آمن هؤلاء ثم اتقوا الله فيما حد لهم وشرع فجعل لهم فرقانا فرقوا به بين نسبة هذه الأحكام إلى الله ونسبتها إلى المخلوق فعرفوا معانيها عن عيان وعلم ضروري وإلى هنا انتهوا فانظر في تفاوت العقول في الأمر الواحد واختلاف الطرق فيه لمن كان له عقل سليم وألقى السمع لخطاب الحق وهو شهيد لمواقع الخطاب الإلهي على الشهود والكشف فإذا تقرر ما ذكرناه وكان الأمر على ما شرحناه وبيناه فاعلم أن الله هو الظاهر الذي تشهده العيون والباطن الذي‏

تشهده العقول فكما أنه ما ثم في المعلومات غيب عنه جملة واحدة بل كل شي‏ء له مشهود كذلك ما هو غيب لخلقه لا في حال عدمهم ولا في حال وجودهم بل هو مشهود لهم بنعت الظهور والبطون للبصائر والأبصار غير أنه لا يلزم من الشهود العلم بأنه هو ذلك المطلوب إلا بإعلام الله وجعله العلم الضروري في نفس العبد أنه هو مثل ما يجد لنائم إذا رأى صورة الرسول أو الحق تعالى في النوم فيجد في نفسه من غير سبب ظاهر أن ذلك المرئي هو الرسول إن كان الرسول أو الحق إن كان الحق وذلك الوجد إن حق في نفسه مطابق لما هو الأمر عليه فيما رآه هكذا يكون العلم بالله فلا يدرك إلا هكذا إلا بتفكر ولا بنظر حتى لا يدخل تحت حكم مخلوق وإذا كان الأمر بهذه المثابة وأخبر عن نفسه أنه يتحول في الصور مع ثبوت هذه الأحكام حكمنا عليه بما يحكم به على الصور التي يتجلى فيها لعباده كانت ما كانت فليس ثم غيره ولا سيما في الموطن الذي يعلم من حقيقته أنه لا يمكن فيه دعوى في الألوهية إلا لله فلا نضرب له مثلا

فإنه عين المثل *** سبحانه عز وجل‏

وكلنا منه إذا *** حققته علي وجل‏

إلا الذي بشره *** بالأمن منه وبجل‏

ففعل ما يقتضيه الموطن فإن العالم بالأمور لا يزيد في الظهور على حكم ما يقضي به الوقت ولذلك قالت الطائفة في الصوفي إنه ابن وقته وهذا حكم الكمل من الرجال كما

يقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وهو الرءوف الرحيم في حق طائفة يوم القيامة سحقا سحقا

فإذا زال ذلك الحال تلطف في المسألة وشفع فيمن هوت به الريح وهو قوة حكم هوى النفس في مكان سحيق فيقوم الحق في الحال الواحد بصفة الغضب والرضي والرحمة والعذاب لحكم الظاهر والباطن والمعز والمذل فكأنه برزخ بين صفتيه فإنه ذو قبضتين ويدين لكل يد حكم وفي كل قبضة قوم مثل الكتابين اللذين خرج بهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم على أصحابه وأخبرهم أن في أحدهما أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وعشائرهم وقبائلهم من حين خلق الله الناس إلى يوم القيامة وفي الكتاب الآخر أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم من حين خلق الله الناس إلى يوم القيامة ولو كتب هذا بالكتابة المعهودة ما وسعت الأوراق مدينة فكيف أن يحيط بذلك كتابان في يدي الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فهذا من علم إدخال الواسع في الضيق من غير أن يوسع الضيق أو يضيق الواسع فمن شاهد هذه الأمور مشاهدة وحصلت له ذوقا فذلك هو العالم بالله وبما هو الأمر عليه في نفسه وعينه فإن الصحيح أن لشي‏ء لا يدرك إلا بنفسه وليس له دليل قاطع عليه سوى نفسه والبصر له الشهود والعقل له القبول وأما من طلب معرفة الأمور بالدلائل الغريبة التي ليست عين المطلوب فمن المحال أن يحصل على طائل ولا تظفر يداه إلا بالخيبة فأما المقربون فهم بين يدي الله في مقابلة الذات الموصوفة باليدين فإنهم لتنفيذ الأوامر

الإلهية في الخلق في كل دار وأما أهل اليمين فليس لهم هذا التصريف بل هم أهل سلامة وبراءة لما كانوا عليه وهم عليه من قوة الحكم على نفوسهم وقمعهم هواهم باتباع الحق وأما أهل اليد الأخرى الذين قيل فيهم إنهم أصحاب الشمال فنكسوا رءوسهم ومنهم المقنع رأسه الذي لا يرتد إليه طرفه بهتا لعظيم ما يرى فلا يرى طائفة من هؤلاء الثلاثة إلا ما يعطيه مقامها ومنزلها ومكانها فتشهد كل طائفة من الله خلاف ما تشهده الأخرى والحق واحد فلو لا ما هو الأمر واحد الكثرة لما اختلف شهودهم فلو لا الكثرة في الواحد لما كان الأمر إلا واحد إلا يقبل القسمة وقد قبل القسمة فالأصل كهو وهذا سبب وجود الدارين في الآخرة والكفتين في الميزان والرحمة المقيدة بالوجوب والمطلقة بالامتنان وتفاضل المراتب في الدرجات في الجنان والدركات في النار

فليس إلا الواحد الكثير *** بمثل هذا تشهد الأمور

فانظر إذا ما جاءك الغرور *** حقا بلا شك له النذير

وكل ما تقوله فزور *** تضيق من سماعه الصدور

فإذا تجلى الحق في صفة الجبروت لمن تجلى من عباده فإن كان المتجلي له ليس له مدبر غير الله كجبل موسى تدكدك لتجليه فإنه ما فيه غير نفسه وإن كان له مدبر قد جعله الله له كتدبير النفوس الناطقة أبدانها لم تتدكدك أجسامها لكن‏

أرواحها حكم فيها ذلك التجلي حكمه في الجبل فبعد إن كان قائما بتدبير الجسد زال عن قيامه فظهر حكم الصعق في جسد موسى وما هو إلا إزالة قيام المدبر له خاصة كما زال الجبل عن وتديته فثبت في نفسه ولم يثبت غيره فإن الجبل ما وضعه الله إلا ليسكن به ميد الأرض فزال حكمه إذا زالت جبليته كما زال تدبير الروح لجسد صاحب الصعق إذ زال قيامه به فأفاق موسى بعد صعقه ولم يرجع الجبل إلى وتديته لأنه لم يكن هناك من يطلبه لوجود العوض هو غيره من الجبال وهذا الجسد الخاص ما له مدبر مخلوق سوى هذا الروح فطلب الجسم من الله بالحال مدبره فرده الله إليه فأفاق فالنشأة الطبيعية تحفظ التدبير على روحها المدبر لها لأنها لا غنى لها عن مدبر يدبرها والأرض لا تحفظ وتدية جبل عليه معين لاستغنائها عنه بأمثاله لكن لا غنى لها عن المجموع إذا طلب السكون فهذا سبب علة إفاقة موسى وعدم رجوع الوتدية للجبل فالجبال مخلوقة بالأصالة صفة الرحمة واللطف والتنزل فظهرت ابتداء بصورة القهر حيث سكنت ميد الأرض فكانت رحمتها في القهر فلا تعرف التواضع فإنها ما كانت أرضا ثم صارت جبالا فأول جبل أنزله الله عن قهره وجبروته بالحجاب الذي كان الحق احتجب عنه حجاب شهود لا حجاب علم جبل موسى بالتدكدك فصار أرضا بعد ما كان جبلا فهو أول جبل عرف نفسه ثم بعد ذلك في القيامة تصير الجبال دكا دكا لتجلى الحق إذا كانت كالعهن المنفوش فمد الأرض إنما هو مزيد امتداد الجبال وتصييرها أرضا فما كان منها في العلو في الجو إذا انبسط زاد في بسط الأرض ولهذا جاء الخبر أن الله يمد الأرض يوم القيامة مد الأديم فشبه مدها بمد الأديم وإذا مد الإنسان الأديم فإنه يطول من غير أن يزيد فيه شي‏ء لم يكن في عينه وإنما كان فيه تقبض ونتوء فلما مدا نبسط عن قبضه وفرش ذلك النتوء الذي كان فيه فزاد في سعة الأرض ورفع المنخفض منها حتى بسطة فزاد فيها ما كان من طول من سطحها إلى القاع منها كما يكون في الجلد سواء فلا ترى في الأرض عِوَجاً ولا أَمْتاً فيأخذ البصر جميع من في الموقف بلا حجاب من ارتفاع وانخفاض ليرى الخلق بعضهم بعضا فيشهدوا حكم الله بالفصل والقضاء في عباده لوجود الصفتين وحكم القدمين من الظاهر والباطن‏

فلو لا ظهور الحق ما كان إنسان *** ولو لا بطون الحق ما قام برهان‏

فما ثم إلا واجب ثم واجب *** إذا ما علمت الأمر ما ثم إمكان‏

فما أكمل في الكون من عين ذاته *** وهذا الذي سماه في الكون إنسان‏

وما ثم مقصود سواه فإنه *** هو الحق لا يحجبك خلد ونيران‏

فإن الذي أبداه أعلم أنه *** له غضب يبديه ووقتا ورضوان‏

فلا بد من دارين دار كرامة *** ودار عذاب فيه للعقل تبيان‏

وهذا الذي جئنا به في كلامنا *** هو الحق إن فكرت ما فيه بهتان‏

وكيف لا تعرف هذا من نفس ما نطقت به وترجمت عنه‏

وقد علمت بأن الحق أيدني *** فما أفوه به عنه وقيدني‏

به فلا تبرح الأرواح تنزل بي *** على الدوام وتهواني فتقصدني‏

وذاك أن لنا عينا مكملة *** بها يرى نفسه من كان يشهدني‏

لذاك أوجدني ربي وخصصني *** فكل ما فيه منه حين يوجدني‏

وانظر إلي ترى في صورتي عجبا *** في كل حال إله الحق يسعدني‏

إذا هممت بأمر لا يقاومه *** أمر وجدت إلهي فيه يعضدني‏

فكل عقل يرى ربي يوحده *** والحق حين يراني بي يوحدني‏

فالله يعلم ما في الغيب من عجب *** وبالوصول إليه الحق يفردني‏

وفي هذا المنزل من العلوم ما في الكتب الأربعة وهي القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وفيه علم ما سبب إنزال الكتب وما نزل إلا كلام على الرسل وكتب عن الرسل في الكتب وإنما نزل كتابة إلى السماء الدنيا فيما نقل وذلك ليلة القدر



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!